الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحياة في زنزانة النوم

السبت 12/نوفمبر/2022 - 10:35 م

هل تصورت يومًا أن يتحول النوم الذي نجدد به نشاطنا، ونريح فيه أجسادنا لتستعيد طاقتها من الممكن أن يتحول عند البعض إلى حالة من القهر تمنعهم عيش الحياة بشكل طبيعي والاستمتاع بها؟! 

تقول تريشيا هيجنز: لقد كلفني هذا المرض وظيفتي وأصدقائي وثقتي بنفسي وكرامتي، وحتى العمل الذي لا أتخيل أن أعيش بدونه، لم أعد أعمل، عانيت من إعاقة لمدة 4 سنوات، وأجبرت على الجلوس في البيت (أو هكذا شعرت) لأنني لا أملك السيطرة على الجمدة والسقوط اللاحق.

بالنسبة لي، الجمدة تظهر مع فقدان كامل للتحكم في العضلات، أشعر بأني سأسقط على الأرض، وأني غير قادرة على الحركة أو الكلام لمدة ثوانٍ تمتد إلى دقائق، وما يزعجني في ذلك كثيرًا هو فقداني السيطرة على نفسي دون أن أتنبأ بذلك، هذا إلى جانب النعاس المفرط أثناء النهار، هذا ما أعاني به في نهاري، لكن لا تعتقدون أن ليلي أفضل، فغالبًا ما أجد نفسي أصرخ في الليل بسبب هلوسة تنويمية أقسم أنها تحدث بالفعل وتغزو نومي، في كثير من الليالي كان على زوجي أن يوقظني ويؤكد لي أنه لا توجد مخلوقات تهجم عليّ، وأحيانً كنت أعاني من شلل النوم، لقد أصبح النوم كابوسًا، وأصبحت أخشاه خشية الموت.

هذا مقطع من تجربة إحدى ضحايا اضطراب دائرة الصحو والمنام، وكما نشاهد فحجم تلك المعاناة يوصف حالة استعصت كثيرًا على الكشف السريري بل والدراسات العلمية، أما تحول النوم إلى كابوس فهذا بالضبط ما يعاني منه مرضى النوم القهري أو ما يسمى بالخدار Narcolepsy وهي حالة يفقد فيها الإنسان القدرة على اليقظة الطوعية ما يجعله ينام فجأة في أوقات غير مناسبة، يصاحب ذلك انخفاض في طاقة الجسم وإحساس بالوهن والضعف، وكثرة النوم خلال النهار، مع استمرار الشعور بالنعاس، ومواجهة صعوبات في التركيز وظهور مشاكل في الذاكرة قد تؤثر علي العمل والأداء الوظيفي، وتكمن خطورته أكثر في إمكانية التعرض لنوبات نوم مفاجئة مما قد يعرض الشخص للحوادث، كما يتعرض المصابون به للإصابة بالهلوسة والاكتئاب واضطراب الصحة النفسية مما قد يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، وتستفحل أعراض الخدار حتى تصل إلى شعور دائم بالصداع وحالة من الجمود نتيجة ضعف توتر العضلات.

تنبثق أعراض اضطرابات النوم من التأثير الكبير لعادات الصحو والمنام في حياتنا وعمليات أجسادنا الحيوية، فلن تستطيع أعضاء الجسد أداء وظائفها الحيوية مع اضطرابات في النوم بهذا الشكل الحاد، لذا يواجه المرضى بذلك الاضطراب حياة صعبة خاصة مع صعوبة التشخيص المبكر له.

الخدار أو اضطراب النوم القهري حالة دماغية نادرة لا يعرف أسبابها، لكن هناك مؤشرات تشير إلى وجود أسباب غير مباشرة تؤثر في ارتفاع احتمالية الإصابة به أو زيادة أعراضه، كالتاريخ المرضي للعائلة، بجانب عوارض مختلفة مثل:

1 - التغيرات الهرمونية في فترات البلوغ أو انقطاع الطمث.

2 - الإصابة بعدوي مثل إنفلونزا الخنازير.

3- التعرض للإصابات في الرأس.

4-  الإصابة المستبقة بسكتة دماغية. 

5- الأرق والذي تجد فيه صعوبة الاستغراق في النوم أو البقاء نائما خلال الليل.

6- انقطاع النفس النومي، والذي تشعر فيه بأنماط غير طبيعية عند التنفس خلال النوم.

في النهاية لا بد من المتابعة مع الطبيب المختص إذا ظهرت أي أعراض تشبه تلك التي تحدثنا عنها، ولا يجب القلق فقد تطورت علاجات عديدة للخروج من تلك الحالة، على أن يتم التشخيص السليم من خلال متابعة حالة النوم واليقظة وتأثيراتها على الجسد.

تابع مواقعنا