الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مرصد الأزهر يكشف استغلال التنظيمات الإرهابية لتبعات الأزمة الروسية الأوكرانية بإفريقيا

مرصد الأزهر
دين وفتوى
مرصد الأزهر
الثلاثاء 10/يناير/2023 - 12:54 م

سلطت وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر، الضوء على تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا، والتغيُّر الـمُناخي، وتوسع التنظيمات الإرهابية في استغلال أزمة الأمن الغذائي بدول القارة الأفريقية،  باعتبارها أضلاع مثلث الخطر الذي تسبب في تفاقم الأزمات الإنسانية بتلك القارة التي تعيش واقعًا سوَّده الإرهاب الغاشم، وجعل من معاناة أغلب أبناء القارة مسألة هامشية، بينما استغلت التنظيمات الإرهابية كالعادة هذه الأزمات في تجنيد واستقطاب أجيال الشباب الأفريقي الناقم على الأوضاع الحياتية والأحداث الجارية، ويجد في العنف الوسيلة الأفضل للتخلص من الأوضاع الراهنة وتحقيق أهدافه. 

مرصد الأزهر: الحرب الروسية الأوكرانية والمناخ والأمن الغذائي آليات تنشئة جيل جديد من الإرهابيين في إفريقيا

ولخص المرصد  هذه التأثيرات علي عدة مستويات، أبرزها الأمني، فإلى جانب تأثير زيادة أسعار المواد الغذائية كما ذكرنا، والارتفاع الهائل في تكاليف الوقود وغيرها؛ كانت هناك نتائج أمنية وخيمة أثَّرت بالسلب على جهود مكافحة تنظيمات التطرف والإرهاب؛ إذْ ظلت روسيا تقدم بثبات دعمًا عسكريًّا واستخباراتيًّا واسعًا للدول الإفريقية، ووقَّعت عدة اتفاقياتِ تعاونٍ عسكري مع دولٍ مختلفة، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، ومالي، وبوركينافاسو، لمواجهة تلك التنظيمات. ومع ذلك فقد أدَّى النزاع بين البلدين إلى سحب روسيا المزيد من خِدْماتها وقوَّاتِها العسكرية الخاصة من إفريقيا -كما حدث في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي- للمشاركة إلى جانب قواتهم الروسية في الاقتتال الدائر في أوكرانيا.

وتابع: كما قامت أوكرانيا باستدعاء جميع قواتها العسكرية -المشاركة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام- للقتال إلى جانب جيشهم الأوكراني. ومع سحب هذه القوات الروسية، والأوكرانية العاملة في بعض الدول الإفريقية خلال الفترة الماضية، ومع السحب المستمر حال إطالة أمد الحرب، فقد أحدث هذا فراغًا أمنيًّا خطيرًا، وتراجعًا واضحًا في جهود مكافحة الإرهاب، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية، وعدم استعداد بعض جيوش تلك الدول لمواجهة التنظيمات الإرهابية بمفردها، مما يَعني سيطرة أكبرَ لتلك التنظيمات على بعض الدول الإفريقية، لتغلغلها بشكل يؤثر بالسلب على أمن تلك الدول واستقرارها، ما يجعلها عرضة للاضطرابات السياسية التي توفر في مجملها البيئة المحفزة لتنامي الإرهاب، وانتعاش أنماط الجريمة المنظمة كافة.

وأكمل: ثانيًا جاءت التغيُّرات الـمُناخية كأحدَ المهدِّدات الأمنية الإستراتيجية، التي تزيد من احتمال وقوع الأعمال الإرهابية في الدول المضطربة سياسيًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا -فيما يطلق عليه "إرهاب الـمُناخ"- فانعدام الأمن الغذائي جراء الكوارث المرتبطة بالـمُناخ كالفيضانات والأعاصير، والجفاف والتصَحُّر، وحرارة الطقس، كلها أسباب تُفسح المجال أمام التنظيمات المسلحة لزيادة صفوفها، وجذب مجندين جدُد من جيل بائس تأثَّر بشدة من التدهور البيئي المحيط، والظروف الـمُناخية القاسية التي دفعته – نتيجة انعدام سبل الحياة- للنُزوح والهجرة بحثًا عن ملاذ آمِن، وبالتالي يكون عرضة للتجنيد والاستقطاب من جماعات استغلال الأزمات مثل «بوكو حرام».

وأضاف: السياسة الأخيرة التي تتبناها الجماعات هي سياسة التجويع،  حيث تبنت التنظيمات الإرهابية مؤخرًا سياسة الحصار والتجويع، لإجبار السكان على ترك منازلهم، أو الانضمام إلى تلك التنظيمات عنوة، مما قد يجبر السكان على التسوُّل، أو اللجوء للعنف للحصول على الغذاء، كما يزيد من خطر النزوح ومشاكل الهجرة.

من جانبه يضع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بعضَ الحلول للحدِّ من خطورة هذا الثلاثي الخطير، والتي نجملها في عدة نقاط هي: 

1. تبنِّي المبادرات التي تنادي بالحفاظ على البيئة مِن عوامل التلوث، للحد من التغيرات الـمُناخية، مثل مبادرة الحزام الأخضر، لما في ذلك من قدرة هائلة على التصدِّي لأزمة الـمُناخ. 

2. بَدْءُ حراك جماعي من خلال المجالس الاقتصادية، وقوافلِ الإغاثة، مِن أجل توفير غطاءٍ غذائي كافٍ للمناطق المحاصرة والمنكوبة بإفريقيا، جرَّاءَ الحرب الروسية-الأوكرانية، وتغيُّر الـمُناخ، مع توفير ضمانات الأمن والسلامة لتلك القوافل والعمل على حمايتها، حتى تبلغ الهدف المنشود. 

3. ضرورة توفير التمويل اللازم لبعثات حفظ السلام، في جميع أنحاء القارة، لمكافحة التنظيمات الإرهابية، ونفوذِها المتزايد، ومحاولاتِ التجنيد، لمنع ظهور جيل جديد من المتطرفين.

تابع مواقعنا