هل تتحايل بعض شركات الألبان في بيع الجبن بمصطلح أجنبي؟| القصة الكاملة
شهدت السوشيال ميديا جدلا كبيرا خلال الأيام الماضية بدأته بلوجر طبخ على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتفجر أزمة جديدة في سوق الغذاء بالإشارة إلى نوع جبن دون ذكر الاسم وقد تحول من الأبيض إلى البني بمجرد استخدامه.
بعدها خرجت الدكتورة شيرين علي زكي، وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة، لتوضح في منشوراتها معنى كلمة أنالوج التي تكتب على عبوات الجبن.
لتخرج علينا بسؤال يطرح نفسه: كام واحد عارف إن كلمة أنالوج معناها نظير أو شبيه، ولماذا أُلزمت الشركات بوضع كلمة أنالوج على عبوات الجبن نباتي الدهن، ولماذا تكتب هذه الكلمة وهذا المصطلح الأجنبي الذي لا يعلمه أغلب الجمهور ولا يدركه إلا المتخصصون والدارسون، لماذا الكلمة ليست واضحة وقاطعة وحاسمة شبيه الجبن وليس أنالوج؟.
واستشهدت زكي، بإلزام الشركات في السعودية بكتابة كلمة شبيه الجبن حتى لا يختلط الأمر على المواطن، ويفهم أنها ليست جبنة طبيعية، وأنها معدلة بالزيوت النباتية كبديل عن دسم ودهون وقشطة الحليب.
وأكدت عدم علم الغالبية معنى الكلمة، مشيرة إلى أنه حين حذرت البلوجر من نوع من الجبنة ورفضت ذكر اسم الجبنة نشرت صورة بطاقة التعريف مكتوب فيها المكونات وبها كلمة أنالوج فتناقلت المواقع الإخبارية كلامها على أن الجبنة تسمى أنالوج، وحذرت من هذا النوع من الجبن والذي يتكون منه نسبة كبيرة من منتجات الألبان في الأسواق يحتوي على أنالوج بمعنى شبيه جبنة ومضاف لها زيوت نباتية.
وتابعت: بعض الشركات قد تكتب الكلمة بالعربي أو اللغة الإنجليزية وبجانبها طبيعي 100% أو من اللبن الطبيعي، وتُباع بمبالغ كبيرة وذلك استمرار لخداع المواطن.
وطالبت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بإلزام الشركات بالتوضيح وكتابة شبيه الجبن بدلًا من أنالوج ليكون المستهلك على دراية بالأمر ومنع كلمة طبيعي من على أي عبوة تحتوي على زيوت نباتية.
واستكملت تحذيرها وقالت: أول ما تلاقي كلمة أنالوج أو Analog أو Analogue اعرف إن دي مش جبنة دي شبيه الجبنة.
وأضافت، أنه ليس كافيًا أن تكون نسبة الدهون النباتية مدونة وكتابة كلمة أنالوج وليس شبيها أو نظيرا، لأن المستهلك البسيط ليس خبيرا في النسب والمصطلحات المتخصصة.
وتابعت، أن بعض الشركات لا تضيف النسب وأرفقت صورة لعينة مما يوجد في الأسواق، مكتوب عليها جبن أنالوج ولم يتم تضمين كلمة زيوت نباتية في مكوناته ومدون عليه جبن موتزاريلا طبيعي 100%، مما يدل على أن المصنع لا يدري معنى الكلمة من الأساس ويضعها كنوع من أنواع الشياكة أو أنه متعمد التحايل على المستهلك مما يستلزم الحساب وتوجيه عقوبة الغش طبقا لبيان الهيئة.
ومن جانبه، قال الدكتور رضا عبدالجليل، مدير اللجنة الفنية بغرفة الصناعات الغذائية، لـ القاهرة 24، إنه في حال إضافة دهن نباتي حتى لو 1% والباقي طبيعي يصبح المنتج حينها نباتي الدهن وليس طبيعيا، ويبقي السؤال.. لماذا لا يكتب شبيه الجبن وليس مصطلحا أجنبيا؟
بيان هيئة سلامة الغذاء
من ناحيتها، أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء، بيانًا توضيحيًا، بشأن ما أثير مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي حول مسميات الجبن الموزاريلا المُعدلة بالزيوت النباتية، ومنعًا للخلط، وتضليل المستهلك، وتميزًا لمنتجات الالبان التي تم استبدال دهنها الطبيعي جزئيا أو كليا بالزيوت النباتية؛ توافقت الهيئة القومية لسلامة الغذاء مع أعضاء اللجنة الفنية للألبان ومنتجاتها؛ المُشكّلة من الجهات المعنية المختلفة في الهيئة العامة للمواصفات والجودة وطبقًا للتشريعات الدولية المنظمة لتسمية المنتجات، على استخدام أي من الألفاظ التالية على منتجات الألبان المحتوية على زيوت نباتية وهي أنالوج أو شبية أو مشابة.
وقالت الهيئة، إنه بناءً على ما سبق فقد صدرت المواصفة القياسية المصرية رقم 8445 لسنة 2021 الخاصة بأنالوج مشابه الجبن الموزاريلا، والتي تم اعتمادها رسميًا من مجلس إدارة الهيئة العامة للمواصفات والجودة ووزير التجارة والصناعة، وكل من يخالف اللوائح الملزمة لهيئة سلامة الغذاء والمواصفات القياسية وبنودها الصادرة من الهيئة العامة للمواصفات والجودة؛ يعتبر غشًا تجاريا، ويحاسب على ذلك قانونًا.
وحرصًا من الهيئة القومية لسلامة الغذاء على صحة المستهلك وسلامة ومأمونية المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق؛ صدر قرار من رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء رقم 19 لسنة 2022 بشأن إصدار القاعدة الملزمة للحدود القصوى للأحماض الدهنية المتحولة في الغذاء المحتوي على زيوت أو دهون نباتية ضمن تركيبه، طبقًا للتشريع الأوروبي، والذي يحظر تداول أو استخدام الزيوت والدهون النباتية المهدرجة جُزئيًا في التصنيع الغذائي، بالإضافة إلى وضع حدود قصوى للأحماض الدهنية المتحولة في الغذاء، بحيث لا تتجاوز عن 2 جرام لكل 100 جرام من محتوى الزيوت والدهون النباتية في الغذاء المُعد للاستهلاك المباشر، كما ألزمت التشريعات؛ كتابة مُحتوى الدهون المشبعة ونسبة الأحماض الدهنية المتحولة على بطاقة بيانات المنتج الغذائي.
