الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المدير الناجح يجب نقله

الخميس 09/مارس/2023 - 02:55 م

قد يرى كثيرون أن نجاح أي مدير في عمله وتميزه يستوجب أن يظل في مكانه دائما، ولا يجب أن يتم نقله إلى مكان آخر، وعندما يحدث نجد من يقول إن ذلك خطأ فادح وتخريب متعمد ومحاولة لإفشاله. 

الحقيقة أن هذه الفكرة واتباعها هو الفشل بعينه، لأن المدير الناجح يعد تجربة جيدة، ويجب الاستفادة منها وليس تخزينها في مكان واحد يفترض أنه أسس فيه منظومة عمل ناجحة أيضا يمكن أن يأتي أي شخص يعمل من خلالها، وينتقل هو إلى مكان آخر ليبدع فيه وينهض به وهكذا تكون قد تحققت أكبر استفادة ممكنة من مهاراته القيادية، وهنا نعرف هل إذا كان ناجحا حقا أم أنه استطاع من خلال مجموعة معينة تحيطه صنع صورة  وهمية لنجاح مزيف على الأوراق فقط. 

لا أريد أن أبدو سوداويا ولكن بكل أسف في العمل بالجهاز الإداري للدولة مازالت توجد ثقافة الدفاتر دفاترنا.. بحيث يتم ضبط الأوراق جيدا مهما كان الواقع على الأرض. 

وذلك يحدث في كافة القطاعات وإن كان انحسر بعض الشيء في الأمان التي تعمل وفق منظومة إلكترونية، ولكني سوف أضرب مثالا بالمدارس التابعة للتربية والتعليم.

قد نجد مديرين يتم تعيينهم ثم يظلون حتى سن المعاش في نفس أماكنهم، وأنا شخصيا لا أعرف سببا لذلك خاصة أنهم لا يعملون على مشروعات كبرى مثلا تستوجب استمرارهم للأبد حتى يتم إنجازها، فيفترض أن هناك نظاما تضعه الوزارة يتم تنفيذه بالكامل فقط، وليس اجتهادا من شخص لآخر.. بل إذا نظرنا لجانب مختلف من الأمر سنجد فيه فرصة كبيرة للفساد، وتكوين مجموعات مصالح خاصة إذا كان المدير يعمل في قريته أو منطقة سكنه، وذلك يحدث بنسبة تصل إلى 90% وهذا خطأ أكبر لابد من الانتباه إليه حتى لا يكون مدير المدرسة من نفس القرية. 

وإذا عدنا لفكرة المقال الأساسية وقلنا إن مديرا لإحدى المدارس بالفعل ناجح واستطاع أن يحدث طفرة في مكانه، فذلك يستوجب نقله بشكل أكبر حتى تنتقل خبراته إلى أكثر من مكان وليس العكس. 

تتبع وزارة الداخلية نظام حركة الضباط بشكل دوري، وذلك رائع جدا وله فائدة كبيرة وتعد الوزارة الأكثر التزاما بهذا الأمر.

وكذلك الوضع في التنمية المحلية، ولكن بشكل يحتاج إلى ضبط بعض الشيء، وأيضا إحقاقا للحق نجده في التربية والتعليم لكن على مستوى المديريات ببطء شديد والإدارات أيضا. 

ولكن كما ذكرت آنفا ليس له وجود في المدارس، رغم أنه الأهم لأنها أيضا إدارات منفصلة، نجد البعض فيها مع الوقت يتعامل وكأنها ملكية خاصة، وأنا على يقين بأن كل ولي أمر يقرأ مقالي وجد ذلك بنفسه، أو سمع عنه في محيطه، وربما لذلك أثر فيما يعانيه التعليم من تدهور الآن ولا يخفى على أحد، رغم الجهود الكبيرة للدولة والاهتمام الخاص من القيادة السياسية لكنها تهدر بسبب سوء التطبيق من البعض وليس الكل بالطبع فهناك نماذج رائعة تعمل بمنتهى الشفافية والنزاهة ولمست ذلك من متابعتي لبعضهم خاصة الأستاذ الفاضل ناصر شعبان وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية كونها محافظتي، وألمس ما يحدث فيها عن قرب، وكما يشار إلى السلبيات فمن الإنصاف أيضا أن نتحدث عن الإيجابيات ونشجع أصحابها حتى تكون لديهم القدرة على الاستمرار.

تابع مواقعنا