فيما كانت عقارب الساعة تدور في بطئ على غير عادتها، كان الطالب “محمد” بالثانوية العامة، يقف حاملًا كتبه ينتظر حركة الطابور الطويل، الذي يسير ببطئ، حتى يلبي النداء ويساهم في إنقاذ مصابي حادث انفجار وحريق محطة مصر، “أنا جيت عشان اتبرع بالدم”.

طالب الثانوي: “الناس هتموت كان لازم انزل”

صعوبة المشاهد والصور المتداولة عبر “السوشيال ميديا”، والمناشدات التي تحث على أن المواطنين يموتون بسبب نقص في الدماء، كانت كفيلة أن توجه “محمد” صاحب الثامن عشر عام إلى بنك الهلال الأحمر، “عرفت إن فيه مصابين، وكان لازم أنزل أساعد الناس”.

مريضة: “زعلوني ومخدوش دم”

القدر دفع ربيعة جاب الله حسان، أربعينية من بني سويف، للقدوم إلى مركز الهلال الأحمر، حيث تصرف علاج السكر من المركز، لتجد الطوابير والمواطنين يتزاحمون على التبرع بالدم، “فقولت لازم اتبرع”.

مرض “ربيعة” منعها من التبرع، إلا أنها كانت تتمنى أن تشارك، “كان نفسي ياخدوا مني.. دخلت وقالولي مش هينفع تتبرعي”، وهو ما أغضب السيدة، حيث قالتها بعفوية: “أنا متبرعة قبل كده للعربيات، وزعلت لإني كانوا نفسي ياخدوا مني”.

“طالبة طب”: “سيبت السيكشن”

وبينما كانت “ولاء” في طريقها نحو الجامعة علمت بأن المصابين يحتاجون للتبرع بالدم، مما جعلها تغير مسارها نحو مركز الهلال الأحمر، “كنت في طريقي للسيكشن، بس فيه ناس قالولنا بيموتوا، وعرفت إن هان تبرع فقولت أدخل اتبرع وأنا في الطريق”.

وبعدما قدمت الطالبة في كلية طب إلى المركز فوجئت بالمشهد، “الصراحة فوجئت، وكنت بقول المصريين الشهامة فيهم ماتت، وده اللي خلاني انزل عشان أنقذ أرواح الناس اللي ماتت”، ورغم الأعداد التي فاجئتها إلا أنها أصرت على استكمال ما هي آتية له، “السيكشن ضاع، بس لازم نشارك كلنا”.

المحام: “هتبرع لو هسافر”

لعل النت هو البطل الرئيسي في التكدسات وتجمع المصريين على مراكز الهلال الأحمر، حيث أرشد المحامي ياسر فاروق سيد، إلى التبرع بالدماء لصالح المصابين، “عرفت الأماكن من على النت”، ويؤكد المحامي على أنه كان يعتزم أن يتبرع حتى ولو كلفه ذلك:”أنا كنت في طريقي للشغل، بس حتى لو كنت هسافر أنا ناوي اتبرع”.

كاد “ياسر” أن يكون ضحية لتلك الحادث، لذا لم يتردد في أن يتوجه للتبرع لهؤلاء المصابي، “كنت هكون مكانهم، لسه كنت جاي من الإسكندرية في القطر”، موجهًا رسالة للمتواجدين في بيوتهم، “كل واحد يحط نفسه مكانهم”.

“الأغنياء أكثر شرفاً من الفقراء اللى ماتوا”.. استياء من تعليق دينا أنور على حادث محطة مصر (فيديو وصور)