الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قد يضيع العمر في البحث عن الذات

الجمعة 25/أغسطس/2023 - 05:46 م

هناك أمر يراه البعض جيدا ولو تأملناه لوجدنا أنه ليس كذلك أبدا وربما هو سبب أساسي في إعاقة تقدمنا، على الرغم من امتلاكنا لكل مقومات النجاح وخاصة الثروة البشرية والعقول النابهة، والهمة التي يمكن أن تعلو حتى تصل السماء ببعض التشجيع والدعم. 


قد نجد أن العمر يضيع في البحث عن الفرصة التي يستطيع الفرد من خلالها إثبات ذاته، وتحقيق آماله وطموحاته، ونجد أن ذلك أصبح بمثابة النظام المتبع. 


عليك كشاب أن تخوض نفس تجارب من سبقوك حتى تصل إلى ما وصلوا إليه، وإلا فأنت شخص لا يريد التعب والصبر وتحمل المشقة. 


ولا أدري في الحقيقة لماذا يجب أن يكون ذلك، ولما تهدر الطاقات في المعاناة والبحث عن الطريق الذي لا يصل إليه إلا نوعان من الناس. 


الأول يكون قد أنهكه التعب ونفذت طاقته فلا يعطي بالقدر الكافي أو أنه يحمل فكرا ربما عفى عليه الزمن من الأساس ولم يعد يصلح وتكون النتيجة عجز يتبعه عجز. 


أما النوع الثاني فهؤلاء الذي يحملون حملا إلى الفرص أو هي التي تذهب إليهم، لا لشيء إلا لأن هذا ابن فلان وذاك قريب علان، وأمور أخرى لا داعي لذكرها، وفي أغلب الأحيان إن لم يكن كلها لا تكون لديهم المؤهلات اللازمة للمكان الذي هم فيه، وبالطبع نعرف كيف تكون النتائج، نراها رأي العين حولنا ونتحمل كمجتمع آثارها الكارثية. 


في المقابل سوف نجد أن المجتمعات المتقدمة لا تتبع ذلك الأسلوب العقيم المبني على إرث المعاناة.. وفكرة يجب على الأجيال الحالية التعب مثلما تعبنا، أو الوساطة والمحسوبية وفتح عينك تأكل ملبن. 


بل يحدث العكس ونجد أن الكبار يتنازلون عن أماكنهم بكامل رغبتهم لمن هم خلفهم، ويمنحونهم الفرص على قدر كفاءتهم وما يستحقونه، لا بقدر درجة القرابة بهم أو غير ذلك.. فتكون النتيجة استغلال الطاقات قبل أن تنفذ والإستفادة من العزيمة قبل أن تنهك. 


هكذا يكون التجديد والتخلص من كل إرث معطل للتقدم والازدهار بشكل حقيقي وليس مجرد شعارات كاذبة أحيانا قد تؤدي إلى نتائج ليست جيدة على الإطلاق. 


مع بداية حكم الرئيس السيسي رأينا منه اهتماما كبيرة بالشباب، وفكرة تمكينه، وذلك جيد جدا، ولكن المشكلة دائما أن تلك الأفكار لا تصل إلى مسئولين آخرين بنفس الأهمية، وهنا تكمن المشكلة.


دائما نرى مسافة ليست قليلة بين ما يسعى إليه الرئيس وبين المنوط بهم تطبيقه، ولو أنهم عملوا بنفس الروح والأفكار إيمانا بها لرأينا نتائجا مختلفة تماما.

تابع مواقعنا