الجمعة 03 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قائد مركبة برمائية ناقلة لرؤوس الكباري في الحرب: انتصرنا بعزيمة فريدة.. وواجهت السرطان بروح أكتوبر

البطل عادل العاطفي
محافظات
البطل عادل العاطفي
الجمعة 06/أكتوبر/2023 - 11:39 م

بسم الله الله أكبر..كلمات استدعى بها الجنود والضباط المقاتلون في أكتوبر روحانيات شهر رمضان وإرادة وعزيمة تحويل الهزيمة إلى نصر، وخاضوا حربًا من أشرس الحروب التي أصبحت تُدرس في العالم أجمع.


قائد أول مركبة برمائية ناقلة لروؤس الكباري في أكتوبر

عادل العاطفي شاب بلغ من العمر 22 عامًا حين عاش العدوان الثلاثي علي بورسعيد في 56 ولكنه يتذكره جيدًا، وعاش مرارة هزيمة 67 وهو صبي، وتربى على صوت المدافع والصواريخ التي كانت ببورسعيد، كما أنه شاهد الدبابة والصاروخ وهو صغير أسفل منزله بحي المناخ.


التحق البطل المقاتل عادل العاطفي بسلاح المهندسين والبرمائيات في الجيش المصري، وظل لعدة أشهر بالبرمائية في القناطر الخيرية في مكان يشبه الجبهة، به ساتر ترابي صغير، وكان دائما يدور في عقله متى يذهب للجبهة ويحلم بالنصر وتحرير الأرض، ولكن قائده كان يعلمه أن البرمائيات لن تذهب للجبهة إلا للقتال لأنها لو خرجت من مياه النيل سوف تصدأ.


وفي اليوم الأول من رمضان ومع استطلاع الهلال نقلت سيارات عملاقة البرمائيات إلى شاطئ قناة السويس، وجاء ترتيب مركبة العاطفي رقم 1، وفي الرابع من أكتوبر تذكر العاطفي كلمات القائد وعلم أن نقل المركبات لهذا الموقع من المؤكد أن هناك حربا، ولكن مر الرابع والخامس من أكتوبر ولم يحدث قتال، وكان يتخيل المقاتل أن الحرب سوف تكون ليلا ولن تبدأ نهارًا.


وفي اليوم السادس من أكتوبر طُلب من العاطفي  أن يصلي ركعتين وأن يُعرَّف كل جندي أن الطلقة المكتوبة له بالموت لن تتأخر، وكان ذلك دافعا لمبدأ النصر أو الشهادة، وتلقى العاطفي في تمام الواحدة صباحا تعليمات ببدء النزول لقناة السويس ونقل رأس أول كوبري للضفة الشرقية مع سماع صوت طائرات سلاح الطيران تُحلق فوق القناة، وقال القائد للمقاتل: الشهادة لو مكتوبة لك هتشوفها يا عادل بس قبل ما تستشهد اعمل حاجة لبلدك.


وفي ذلك الوقت، علم عادل العاطفي أنه يتحمل مسئولية كبيرة لوصول رأس الكوبري والجنود إلى الضفة الشرقية، وعلم أنه والـ 8 فرق بالبرمائيات لديهم مهمة لن يتحقق النصر بدونها، ولكن صوت المدفعية قد ظهر ليبدأ العاطفي في تنفيذ المهمة، ويكون أول جندي مقاتل ينزل لقناة السويس، وينجح في نقل رأس الكوبري ويستكمل رحلات نقل الجنود والمعدات إلى الضفة الشرقية حتى الانتهاء من مد أول كوبري في الساعة الثانية عشر ليلا، يواجه مع زملائه من الأبطال المقاتلين رصاص العدو مؤمنين بأن لا شيء يوقفهم عن هزيمة العدو إلا الموت.


وظل عادل العاطفي على الجبهة حتى 19 أكتوبر يقاتل صائما وينتظر الطلقة التي تأتي للشهادة أو الانتصار، لتحرير الأرض واستعادة السيادة ورفع العلم على أرض سيناء الغالية، ولم تنتهِ مهمة المقاتل عادل العاطفي إلا بعد أن تحقق النصر، معلقًا: كنا أبطال وجيل أكتوبر هو الأعظم على الإطلاق.

وانتقل عادل العاطفي بعدها إلى الحياة المدنية حاملا في شخصيته عقيدة الجندية العسكرية المصرية، وتولى مسئولية مدير إحدى المدارس وكان من أنجح القيادات التعليمية في بورسعيد، وترك أثرًا في حياة الكثيرين خلال رحلة طويلة بالمدنية، زرع خلالها الأمل والإصرار والعزيمة في قلوب الطلاب، وعلمهم كيف يؤمنون بالله ويثقون في قدرته سبحانه وتعالى.

 

السرطان 

وقبل 11 عاما انتشر السرطان في جسد عادل العاطفي، ووصل إلى القولون والمعدة والزائدة وعضلات البطن، وأجري له جراحة تجاوزت الـ 10 ساعات، إلا أنه كان لا يخشى الموت ويستلهم من روح أكتوبر العزيمة، وظل يواجه السرطان حتى انتصر عليه رغم كبر سنه، وعاد ليمارس حياته من جديد رغم المرض والألم.

 

تابع مواقعنا