الثلاثاء 30 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة

خطبة الجمعة - أرشيفية
دين وفتوى
خطبة الجمعة - أرشيفية
الجمعة 03/نوفمبر/2023 - 09:34 ص

حددت وزارة الأوقاف، عنوان الحق في الحياة.. بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم 3 نوفمبر 2023، في جميع مساجد مصر.

خطبة الجمعة اليوم

وجاء نص الخطبة كالتالي:

"الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد | أنَّ سيدَنا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

 

نص خطبة الجمعة

فإن الحياة هبة الله تعالى للإنسان، أكرمه سبحانه بها، وعظم حقها، وجعل الحفاظ عليها من أهم المقاصد والكليات التي جاءت الشرائع السماوية بحفظها، وحرمت الاعتداء عليها، بل اعتبرت أي تهديد لحياة إنسان اعتداء على الجنس البشري كله حيث يقول الحق سبحانه: {وَلا تَقْتُلُوا النفْسَ التي حرم الله إلا بالحق، ويقول سبحانه: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، والإحياء هنا المقصود به الإنقاذ من الهلكة والعمل على إبقاء حياة النفس الإنسانية، سواء بدفع الهلاك عنها أو بتوفير ما تحتاج إليه من طعام وغذاء، أو علاج ودواء، أو تعبيد للطرق وإقامة العمران، كما أن في الآية حنا على أن يقوم الإنسان بالإحياء لا الإماتة إحياء البشر والشجر والكون كله بالحفاظ على مقومات الحياة، وإصلاح ما فسد أو أفيد منها، وقد وصف الحق سبحانه عباده المقربين بأنهم أهل المحافظة على حياة الناس حيث يقول سبحانه في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ  لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم في شأن تعظيم الدماء: (أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام) اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُويقَاتِ... الشَّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِنَّا بالْحَقِّ، وَأَكُلُ الرِّبَا، وَأَكُلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَدْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ)، ويقول صلى الله عليه وسلم): (لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دينه ما لم يُصِيبُ دَما حراما).

إن الإسلام لم يحرم الاعتداء على حياة الغير فحسب بل حرم الاعتداء على النفس، وجعل ذلك من أكبر الكبائر، حيث يقول الحق سبحانه: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَل: نفْسَهُ فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَى سُمَّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا). ولأن الحياة ملك لله تعالى وحده، وليست ملكا لأحد سواه؛ فقد كفل الإسلام للإنسان حياة طيبة كريمة، وحرّم إهانته وإيذاءه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ خَلَقْنَا تَفْضِيلا، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا. 

نص خطبة الجمعة
نص خطبة الجمعة
تابع مواقعنا