الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الشهادة أو البركة.. أقباط يتحدون الإرهاب بزيارة دير الأنبا صموئيل من نفس مدق الموت

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 12/نوفمبر/2018 - 02:24 م

لم تجف دماء الأقباط الثمانية التي سقطت على الطريق المؤدي إلى دير الأنبا صموئيل بعد، ولم يحظي المصابين بصحة جيدة وتعافي كامل بعد، ولم تنتهي قوات الأمن المصرية من البحث عن الإرهابيين المتورطين في حادث 3 نوفمبر الإرهابي بعد، ومع ذلك قرر العديد من الأقباط شد الترحال لدخور دير جبل القلمون عابرين طريق الموت دون مهابة شيئًا.

نظم العديد من الأقباط رحلات لدخول دير الأنبا صموئيل رغم التحذير الأمني الشديد ومنع البابا تواضروس لزيارته في الآونة الحالية، خوفًا من حادث إرهابي جديد قد يستهدف المسافرين تجاه الدير، خاصة بعد حدوث عمليتين إرهابيتين في نفس المكان خلال حوالي عام ونصب.

إبراهيم عبد الصبور، شاب يقوم بتوريد أشياء إلى الدير، كان يذهب برفقة العاملين مع إلى الدير كل يوم سبت ويبيتون فيه حتى يوم الاحد ثم يرحلون، يقول عبد الصبور لـ “القاهرة 24” أنه وبرفقة أكثر من 14 شخصًا قاموا بزيارة دير الأنبا صموئيل السبت الماضي، حيث وصلوا مساء السبت وقضوا يومهم هناك ورحلوا يوم الأحد.

وأضاف عبد الصبور أن الوضع داخل الدير صعب للغاية، إذ أصبح الدير “خرابة”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أنه لا يوجد زيارات كثيرة بالدير، الأمر الذي يتسبب في تردي الأوضاع الإقتصادية للدير حيث رحل أكثر من عامل سواء خوفًا مما حدث أو لعدم وجود مصادر دخل تكفي رواتبهم، ولكن على الرغم من ذلك هُناك أشخاص يأتون حتى ولو بشكل فردي دون الخوف من شئ.

وألمح أنه وجد شباب قدموا إلى الدير بمفردهم، الأمر الذي جعل الرهبان يندهشون على الرغم من منع قوات الشرطة على أول المدق الموصل إلى الدير للمسافرين من المرور عبر المدق ودخول الدير، وهو نفس الأمر الذي تكرر معهم، إذ رأى الرهبان أن قدومهم في هذا التوقيت غريب، موضحًا أنه كان قد قرر أن يذهب إلى الدير برفقة آخرين ثاني يوم واقعة الاعتداء على 3 حافلات قبطية، واستشهاد 8 وإصابة 14 آخرين.

وأوضح عبد الصبور أنهم ذهبوا إلى مدق الدير يوم السبت في الظهيرة إلى أن كمين الشرطة منع دخولهم نهائي، فإنتظروا حتى الساعه 5:35 مساءًا إلى أن رحل الكمين المُنعقد فذهبوا في طريقهم إلى الدير، مشيرًا إلى أن الكمين الخارجي يقف من السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءًا بينما قوات الشرطة أمام الدير تظل خدمتها لمدة 24 ساعة.

وبين أن الرهبان غاضبون من خلو الدير من الزائرين والمصلين، مشيرًا إلى أن الرهبان قالوا لهم أن ضباط من الأمن الوطني يتفقدون الدير وأخبروهم أن الطريق المسافة بين الدير والواحات الغربية حوالي 25 كيلومتر، وتدرس الجهات الأمنية تأمينها بقوة ووضع نقاط شرطة وعسكرية بها.

وقال عبد الصبور أنها فور خروجه من الدير بعد الزيارة هو وأصدقاءه وجدوا سيارتين عسكريتين تابعين للجيش المصري يقفان أمام البوابة، حيث كان الدير قد بنى إستراحة لقوات الأمن، مضيفًا أن السيارتين من فرقة التدخل السريع.

وشدد أن رهبان الدير وقياداته لم يمنعوا إطلاقًا الزيارات، موضحًا أنه قرر مع كثير من الأقباط قيام عدد من الرحلات خلال الايام القليلة الماضية لدعم الرهبان معنويًا وإرسال رسالة طمأنينة إلى المسيحيين الراغبين في زيارة الأنبا صموئيل.

“نخاف ليه ومن ايه..لو موتنا هنروح السما ونبقى شهداء”، هكذا قال إبراهيم عبد الصبور فور سؤاله عن كيفية تنظيم رحلة أو الذهاب للعمل في دير الأنبا صموئيل على الرغم مما يتعرض له الأقباط على المدق المؤدي إلى الدير، موضحًا أنه كان يوجد 3 مداخل للدير، الأول كان عبارة عن مزرعة تابعة للدير وبها رهبان وعمال وتم غلقها، والثاني هو المدق وتمنع قوات الشرطة أحد من دخوله والمرور من خلاله، والثالث كان مدق صغير يوصل إلى المدق الكبير وتك غلقه بالرمال تمامًا.

بينما قال شاب أخر ذهب إلى دير الأنبا صموئيل برفقة أصدقاءه، أنهم ذهبوا إلى الدير للصلاة كعادتهم، حيث أنهم من مركز مغاغة بمحافظة المنيا، مضيفًا أنهم غير خائفين على الإطلاق من أي شئ.

وأضاف الشاب الذي رفض ذكر اسمه، أنهم دخلوا إلى المدق من منتصفه عبر طريق بالصحراء غير ممهد بشكل كامل، حيث ذهبوا إلى هناك بسيارة ربع نقل، وفور وصولهم إلى البوابة لم يعترضهم أحد سوى أن تأكد أمن الدير من هويتهم وأدخلوهم على الفور.

“الكنيسة اتبنت بدم الشهداء ويابختنا لو موتنا علشان مسيحيين هندخل السما على طول”، هكذا نطق الشاب صاحب الـ 25 عامًا، إذ يرى أن المسيحيين لا يهابون الموت، فهم مؤمنين أن الموت لأجل المسيح ربح، مشيرًا إلى أنه وجد عدد قليل من المسيحيين داخل الدير وجلسوا مع رُهبان كُثر، رحبوا بهم ودعوهم إلى زيارة الدير بإستمرار.

يُذكر أن رهبان الدير قد أرسلوا إستغاثة إلى رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، في مايو المنصرم، ناشدوه فيها بفك الحصار المفروض على الدير منذ حادث استهداف الاقباط على مدق الدير في عام 2017، وأوضحوا أن الدير تكبد خسائر كبيرة بعد منع الرحلات بسبب صعوبة التأمين، وبالتالى صعوبة تصريف وبيع منتجات الدير وهو ما أضر اقتصاديًا به، حتى أن المدق لم يُرصف رغم ما أشيع عن تخصيص مبلغ 30 مليون جنيه لرصفه وانارة الطريق.

تابع مواقعنا