الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رسالة وميثاق شرف.. الملازم الشهيد: اخلعوا النعال في سيناء وأتمنى ألا يقتلني مصري (صور)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 18/فبراير/2019 - 05:56 م

هنُاك، على بعد مئات الكليومترات من العاصمة الصاخبة، يحيط الهدوء بالمكان الذي تضربه العواصف بين الحين والآخر، لا يصوت يعلو هُناك إلا صيحات جنود عاهدوا الله ألا يبرحوا أماكنهم إلا منتصرين، سواء كان ذلك النصر بهزيمة العدو أو بالشهادة.

شمال سيناء، المنطقة التي تشهد كل نقيضين في الأرض، فرمالها طاهرة ولكنها حارقة، وليلها هادي لكنه خطر، والناس فيها إما جنود للحق أو مرتزقة للشر، لذلك فهي ساحة فسيحة للمعارك.

أول أمس، تعرضت الكتيبة 408 مشاة تدخل سريع لتبادل إطلاق النار مع عناصر إرهابية بشمال سيناء، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 16 ضابطًا ومُجند، ومقتل 7 إرهابيين.

الملازم أول الشهيد

من بين هؤلاء الشهداء كان الملازم أول عبد الرحمن علي، شهيد الكتيبة 408، ومن الذين سقطوا أول أمس السبت بحادث العريش.

الملازم أول عبد الرحمن علي

بحسب حسابه على “فيس بوك”، فإن عبد الرحمن من مواليد 20 فبراير 1994، أي شاب لم يكمل عامه الـ 25 بعد، تزوج في 1 إبريل عام 2017، ورزقه الله بمولود صار يتيمًا قبل أن يتعلم نطق كلمة “بابا”.

الرسالة الأولى والأمنيات الكبرى

الملازم أول الشهيد، كتب في تعريف له عبر “فيس بوك”: “عندما يتخرج الشاب من الجامعة يحصل على شهادة التخرج، أما نحن نقدم ثلاث شهادات عند التخرج ولا ناخذ شىء”.

وتابع: “الأولى.. شهادة انضمامي كأحد الأفراد المقاتلين بالقوات المسلحة، الثانية.. شهادة تحذير لكل جيوش العالم إننا لن نفرط أبدًا في أرضنا، الثالثة.. شهادة وفاتي متروك فيها التاريخ والقاتل لحين يعرف، فرجاء أن يكون القاتل أي شخص دون أن يكون مصري، ورجاء أن نكون في قلب كل مصري كما أنتم تحت أعيننا دائمًا”.

الملازم أول عبد الرحمن علي

ميثاق الشرف

ما سلف ذكره كان تعريفًا ممزوجًا بأمنيات ورسائل طمأنينة أخرى، ولكن الملازم الشهيد، وضع في منشور له ميثاق شرف يمكن أن يُحتذى به في الحياة العامة.

قال الشهيد عبد الرحمن:”أنا وظيفتي ضابط جيش مقاتل مش سوبر مان وخارق وأقدر أعمل أي حاجة وكل الأبواب مفتوحالي، أنا زي زيك مع اختلاف الوظيفة وهما علمونا كده فالحربية”.

واستكمل الشهيد:”متزعلش مني لما معرفش أطلعلك رخصة عربية، متزعلش مني لما معرفش أرفع تليفوني علي موظف حكومي علشان أديلو أمر يخلصلك ورقة أو مصلحة وأنت قاعد علي الكرسي، متزعلش مني لما تتسحب رخصتك ومعرفش ارجعلهالك”.

الملازم أول عبد الرحمن علي وأحد أصدقاءه

وأردف: “متزعلش مني لما معرفش أوصي عليك وأنت بتقدم في اي كلية عسكرية، متزعلش مني علشان مجتش أرفع سلاحي علي الناس الي عملت معاهم مشكلة وحصل خناقه، متزعلش مني علشان مجتش أضربلك نار في فرحك، متزعلش مني لما معرفش أعديلك حاجة من المطار من غير جمارك أو اخلصلك حاجة في السفارة، متزعلش مني علشان مش بقبض بالدولار، علشان ازاي أكون ضابط ومحسبش علي القاعدة”.

وواصل الشهيد: “متزعلش مني لما معرفش أوصي علي ابن ابن خالتك الي دخل الجيش.. أنا علي قد حالي زي زيك! بتعب وبشتغل وبكافح وبحوش مرتبي علشان شايل نفسي محدش سندني وأهلي علي قد حالهم مش معاهم ملايين، ومش خارق علشان اخلص أي حاجة بمكالمة، الي ربنا بيقدرني عليه بساعدك بيه غير كده متتهمنيش بالتقصير ومش هوعدك بحاجة وأنا مش هاقدر اعملهالك، وأنا عمري ماهكسفك ولا هاحرجك”.

رسالة الشهيد عبد الرحمن علي

شُهداء ينعون بعضهم

الملازم أول الشهيد، كانت صفحته على “فيس بوك”، بمثابة مساحة كبيرة لنعي أصدقاءه الشهداء، فكتب عقب استشهاد ضباط وجنود بسيناء: “اخلعوا النعال علي أبواب سيناء فقد ارتوت أرضها بدماء الشهداء رجال الوطن قاتلوا حتي الشهادة وفب لسه مليار مقاتل مستعد ياخد حقهم”.

الملازم الشهيد يُنعي الشهداء
تابع مواقعنا