الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الـ”DNA”.. كيف لعب تحليل الحمض النووي دور الجندي المجهول في حادث محطة مصر

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 04/مارس/2019 - 05:00 ص

4 أيام كاملة وساعات من اليوم الخامس مروا على حادث كان هو الأبشع في تاريخ السكة الحديد، إلا أنه لا زال عالقًا بأذهان المصريين بكل تفاصيله حتى الآن، ولا سيما مشاهد النار المتوهجة من أجساد الضحايا.

لم يغيب على المصريين، لقطات الفيديو الذي أخذ سرعة قطار الكارثة في انتشاره، فبينما كانت تشير عقارب الساعة إلى التاسعة والنصف و3 دقائق، ظهر جرار قطار يسير بسرعة فائقة فيصطدم بحائط مبنى تابع لمحطة مصر ويخترقه محدثًا كارثة (كما وصفها الخبراء).

مشهدٌ لم يتزحزح عن أذهان جميع من شاهده، تسبب في حالة الحزن انتابت المصريين، جراء ذلك الحادث، إلا أنه وسط آلامهم أظهروا العديد من البطولات.

بطولات وسط المحنة

أظهر تلك الحادث، ما ظن الجميع أنه اختفى من شهامة المصريين (حسب تصريحات الكثيرون)، خاصة بعد تداول فيديو إنقاذ الركاب المشتعلين، والتكدسات على مراكز التبرع بالدماء.

كما زينت السيدات المشهد ببطولات خاصة، حيث أعددن الطعام وقاموا بتوزيعه على أهالي مصابي الحادث المتواجدين أمام المستشفيات.

كما كان هناك بطولات كثيرة لم تبرز بعد، وجنود مجهولة في تلك الحادث، ولعل أبرزهم الـ”DNA”، والذي دل الأهالي على أبنائهم بعدما أكلت النيران ملامحهم، ومازل يلعب دورًا هامًا في بعض حالات.

تحليل الـ”DNA”

أعقاب ذلك الحادث، هرول عدد من مختلف المحافظات المصرية يبحثون عن أبنائهم الذين كانوا مسافرين بالتزامن مع ذلك الحادث المروع، لينصدموا بأجسادٍ أكلتهم النيران من المصابين والوفيات والتهمت متعلقاتهم، ولا يعلمون إذا كان أبنائهم في أي حالة.

وهنا لعب تحليل الحمض النووي “DNA” دوره البطولي، حيث دل على جثامين بعض المواطنين، الذين أعلن ذويهم تغيبهم جراء حادث محطة القاهرة.

وتم تشكيل فريق طبي آخر لاستقبال أهالي الضحايا وسحب عينات “DNA” من الأم أو الأب أو الأشقاء، حيث يتم سحب عينتين من أسرة كل ضحية ومضاهاتها بنتائج عينات “DNA” الخاصة بالضحايا للتعرف على هوية الجثامين وتسليمهم إلى ذويهم.

الحالات

“ثلاثة أيام مرت وإحنا مشفناش النوم بنبحث عن أخويا محمد في المستشفيات وبين الجثث، ولم نجده حتى ظهرت نتيجة الـDNA والتي أظهرت أنه ضمن الجثث المتفحمة بمشرحة زينهم”، فجرها أحمد عبد الدايم شقيق أحد ضحايا القطار.

ولم يكن أهل “عبد الدايم” وحده من تمكنوا من العثور على ابنهم عن طريق تحليل الحمض النووي، حيث كشف عن وفاة عددًا من الأشخاص الذين أعلن أهليهم فقدهم وطالبوا بمساعدتهم في البحث عنهم، أبرزهم: “الدكتور أحمد حمدي- طبيب المنيا، والطفلة مروة صاحبة الـ14 عامًا، ومحمود فوزي محمد شهير أسوان والشهير بمحمود لامور، والدكتور بيشوي فتحي كامل”.

كما تم عن طريق إجراء تحليل الحمض الأميني التعرف على مصابي الحادث المتواجدين بالمستشفيات، وتعريف ذويهم عليهم، كما أن هناك عددًا من الأهالي الذين لم يعثروا على أبنائهم بعد، تركوا عينات من الحمض النووي لهم بالمستشفيات وأرقامهم لإبلاغهم حالة وجود أحد المصابين مطابق لعيناتهم.

خبير يحلل

الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين ومدير مصلحة الطب الشرعي الأسبق، صرح أنه في مثل تلك الحالات من الحوادث، والتي يندر تكرارها، يتم تفنيد الضحايا لثلاثة أقسام بالنسبة للطب الشرعي.

وعن الحالات الثلاثة، يضيف “فودة” في تصريحاته لـ”القاهرة 24″، أنها هناك من يمكن التعرف عليهم، وهناك من يمكن الإدلاء عنهم بمتعلاقاتهم، وهناك من لا يمكن التعرف عليهم، وفي هذه الحالة نلجأ لتحليل الحمض النووي، والمعروف بـ”DNA”.

وكشف كبير الأطباء الشرعيين، أنه بالنسبة لحادث محطة مصر، فإنه تم أخذ العينات من الأنسجة التي لم تتعفن ولم تشوى، موضحًا أن الحمض يأخذ من الأنسجة غير المتأثرة، والتي تحمل 46 كرموزون بهم الأحماض الأمينية التي تمثل الصفة الوراثية.

وتابع، أنه بعد إجراء تلك التحاليل على المصابين، تم مقارنتها بالمتقدمين على أن أبنائهم متغيبين، عن طريق جهار الـ”bcr” وغيره من الأجهزة المتقدمة لدى الطب الشرعي في مصر، وظهرت النتيجة التي دلتهم على أبنائهم، الذين راحوا ضحية إهمال السائق.

تابع مواقعنا