لم يكن العمل بالقطاع المصرفي لاسيما في بنك القاهرة أمرا سهلا بالنسبة لفتاه في مقتبل العمر في صعيد مصر ، ولا سيما في قطاع الائتمان الذي يتطلب احتكاك مباشر مع المواطنين وهو أمرا صعبا للمجتمع الصعيدي الذي لم يعتاد على التعامل مع الفتيات، إلا أن أميرة محسن الفتاة التي تعمل في قطاع الائتمان ببنك القاهرة بمركز جرجا محافظة سوهاج ،استطاعت وهي في سن صغير أن تخترق العديد من الحواجز والقيود الاجتماعية لاسيما كونها فتاة في مجتمع يمتلك العديد من القيود والتحفظات على عمل المرأة، لتحقق إنجاز لم يستطع أن يحققه موظف أخر في بنك القاهرة وتصبح صاحبة أكبر محفظة ائتمانية للمشروعات الصغيرة المتوسطة ومتناهية الصغر ببنك القاهرة في الوقت الحالي.

حققت “أميرة” أعلى قيمة لمحفظة ائتمانية في بنك القاهرة بقيمة 40 مليون جنيه وهو يعد إنجاز كبير، كرمها عليه مجلس إدارة البنك الذي منحها شهادة تفوق ، فأكثر من %60 من نشاط البنك  الخاص بالتمويل المتناهي الصغير في محافظات الصعيد.

تقول  أميرة محسن لـ”القاهرة 24″  لم يكن العمل في بنك القاهرة، أمرا سهلا خاصة وأنه كان يتطلب النزول إلى الشارع والاحتكاك بالجمهور وهو أمرا لم أعتاد عليه من قبل، في البداية اتفقت مع المدير على العمل من المكتب، ويقوم زميل أخر بالنزول إلى الشارع.

موافقة المدير جعلت من احساسي بالمسؤولية والآمان الوظيفي في ازدياد، واصبح حافزا لي لكي أبذل جهدا أكبر في العمل.

بدأت “أميرة” عملها في بنك القاهرة في عام 2010 بجرجا ، وكان الأمر صعبا في البداية بحسب قولها ،فلم يكن مقبولا أن تنزل فتاة الى الشارع وتتعامل مع الجمهور وتحاول إقناعهم بالحصول على قروض خاصة في المجتمع الصعيدي الذي يتحفظ على عمل المرأة ويتمتع بتقاليد وعادات محافظة، لكن مع مرور الوقت بدأ يعتاد الناس على التعامل معي وبدأت في صرف القروض وزادت محبة الناس وتعلقهم بي لدرجة أنه عندما يحين معاد سداد القسط ويأتوا للدفع ولم أكن متواجدة لا يتركوا القيمة المستحقة في البنك أو مع آي موظف أخر وينصرفوا دون السداد مما قد يسبب لهم مشكلة في السداد.

تروي اميرة أنه في بعض المرات التي ذهبت فيها لمنزل أحد العملاء لتحصيل قسط متأخر ، استشاط العميل غضبا لأن الجميع علم بحصوله على قرض، فهددني وقتها بتشويهي بـ “مية النار” إذا ذهبت إلى منزله مرة آخري، وفي الوقت ذاته لم أكن أخاف من شئ حتى أن البعض قال إنه سيخطفني. كما أنني فتاه، وكان لدي العميل كبرياء  فذهابي إلية عند المنزل يعني بالنسبة له فضيحة لذلك هددني وقتها بتشويهي بـ “مية النار” إذا ما اتيت إلية مرة أخري.

استكملت “أميرة” مدير الفرع وقتها كان لا يحب إصدار المبالغ الكبيرة، وكان يضع شروطا للائتمان ولا بد أن يكون لمدة عام، وحتى عام 2016 لم تتخطي محفظتي الائتمانية 7 مليون جنيه، وكانت الانطلاقة الحقيقية في عام 2016 ،مع بداية توسع علاقاتي مع أهالي مركز جرجا وبدأ عملائي الأصليون يجلبون إلى عملاء جدد بناءا على السمعة الجيدة في التعامل والسرعة في صرف الأموال دفع الكثير للتعامل معي ،وذلك أيضا بفضل دعم مديري الجديد الذي سهل لي كل هذه الاجراءات ،وتوسعت في نشاط القروض متناهية الصغير حتي حققت أعلى محفظة بنهاية 2018 بقيمة 35 مليون جنيه ،ونسبة مخاطر 0.3%.

تابعت:” اكتسبت خبرة طوال عملي في بنك القاهرة لمدة 9 سنوات استطعت من خلالها أن أفرق بين العميل الملتزم والعميل المتلاعب، ومن ثم بدأت محفظتي في النمو  حتى وصلت الى 40 مليون جنيه في الوقت الحالي كأكبر محفظة ائتمانية على مستوي الجمهورية في البنك”.

وعن تكريم البنك لها ،قالت أميرة ،إنه بالرغم من أنه تم تكريمي أكثر من مرة في أكثر من محفل بسبب أدائي في العمل ، إلا أننى أتمنى أن أحصل على تقدير أكبر ،وسأبذل قصاري جهدي في الوصول إلى أعلى المناصب القيادية وأن أكون عند حسن ظن قيادات البنك .

بنك القاهرة يطلق أول بطاقة “ميزة” للخصم المباشر في مصر.. وخطة لإصدار 450 ألف بطاقة في عام 2019