الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“صالحت بيك أيامي!”

القاهرة 24
الجمعة 01/نوفمبر/2019 - 05:18 م

فيه أديب فرنسي وصحفي مهم إسمه “جان دومينيك بوبي” من أهم الأسماء الأدبية المعروفة فى أوروبا خصوصاً إنه راجل حديث يعني مش من زمان أوي.. بنتكلم عن واحد إسمه كان لامع بشكل ملفت فى أول التسعينات ولحد منتصفها.. “جان” كان متجوز وعايش حياة هادية فى معظم تفاصيلها مع زوجته لإنها مبنية من البداية على الحب.. حتي مع وجود أطفال الرابط اللي بينهم زاد والطبيعي إن علاقتهم تبقي أمتن.. لكن اللي حصل إن فيه فتور غير مبرر من مراته بدأ يتكون شوية بشوية.. مشاكل.. خلافات.. غضب يتطور إنها تسيب البيت!.. حاجة هواها مصري خالص وشبه الخناقات الزوجية اللطيفة بتاعتنا اللي هنا.. مش مهم ما هو كده كده الزوج والزوجة زوج وزوجة فى كل حتة فى العالم!.. بس مرات “جان” كانت مزوداها أكتر شوية.. يجيب لها هدية بمناسبة عيد ميلادها تتعامل مع الموضوع برتابة اللي هو “شكراً” وخلاص وتحطها على جنب كإنها بترميها!.. طلبات تعجيزية هي عارفة إنه مش هيقدر يجيبها بس أهي عشان تبقي حسسته إنه مقدرش يشتري كذا وخلاص!.. مفيش إستجابة منها لأى دعوة منه عشان يخرجوا.. مفيش إبتسامة حتي!.. رص بقي غلاسة من النوع ده زي ما إنت عايز!.. “جان” كبر دماغه وكان بيتجاهل سخافتها وبيركز فى شغله بزيادة وباعد قرايبهم وأصحابهم خالص عن مشاكله معاها عشان المركب تمشي وعشان زي ما قولنا بيحبها بجد وقدام الحب المفروض إن أي خلافات تدوب.. لحد ما في مرة وفجأة سنة 1995 “جان” ماتعرفش بسبب ضغط الشغل اللي غرق نفسه فيه ولا تفكيره فى مراته اللي كانت مطلعة عينه أصيب بجلطة دماغية كان من نتايجها شلل تام لكل أجزاء جسمه ومابقاش يقدر يحرك منه أي حاجة خالص غير عينه!.. ومش الإتنين كمان دي عينه الشمال بس كمان اللي بقت تتحرك فى الجسم كله!.. التوصيف الطبي للحالة دي إسمه Locked In syndrome أو (متلازمة المنحبس).. تبقي حاسس بكل اللي حواليك 100% بس لا قادر تتكلم ولا تعبر ولا تفتح بقك.. مجرد نفس داخل خارج.. وضع قاسي ومؤلم لواحد لسه سنه ماعداش 43 سنة!.. بقي الوضع الأفضل ليه إنه يفضل فى المستشفي لإنهم هيقدروا يراعوه بالشكل المناسب أفضل من البيت حتي لو علاقته بمراته فى أحسن حالاتها.. ولإن معدن الإنسان بيبان فى الشدة، ولإن الأصيل مش بيحتاج أكتر من أزمة تكون فيها عشان يبان أو يتداري؛ مراته ماكانتش على قدر الحدث اللي حصل كما يجب أن تكون!. بقت مراته تزوره كل يوم وأحياناً كل يومين تلاتة مرة!.. اللي هو لو بتزور واحدة قريبتها مش جوزها أبو عيالها هيبقي الوضع أحسن من الزيارات الروتينية الباردة دي.. في اللحظة دي كان “جان” بدأ يفهم مكانته عندها اللي مابقتش محتاجة لتوضيح أكتر.. وعلى الناحية التانية برضه كان “جان” عنده مساعدة شخصية فى الجورنال اللي بيشتغل فيه إسمها ” كلود ميندي بيل”.. “كلود” كانت بتحب “جان” من زمان ويمكن كمان قبل ما يتجوز بس لما إختار مراته عشان يتجوزها إنسحبت “كلود” بهدوء وكتمت مشاعرها جواها بس فضلت جنبه ولو كمساعدة شخصية أو سكرتيرة فى مكتبه.. أنا بحب “جان” بس هو إختار حد غيري، ومادام شايف سعادته معاها يبقي خلاص هو يستحق كل خير وأنا برضه هفضل موجودة جنبه عشان أساعده في أى حاجة يحتاجها.. محدش يقدر ينكر إن جزء كبير من نجاحات “جان” اللي حققها فى حياته العملية كانت بسبب “كلود” ودقتها وإخلاصها فى شغلها معاه!.. لما تعب “جان” وبقي أسير السرير والمرض في المستشفي كانت “كلود” هتتجنن عايزاه يقف تاني ويتكلم ويتحرك زي زمان.. مع حالته النفسية اللي كانت فى أدني مستوياتها بسبب الندالة بتاعت مراته كان وجود “كلود” مهم بشكل أو بآخر.. حد محسسه إنه ليه أهمية رغم اللي هو فيه.. “جان” ماينفعش يبقي كده!.. طيب هو بيحب الكتابة.. تبقي هي دي السكة!.. (ما رأيك أن نبدأ بكتابة الرواية التي كنت تحلم بتأليفها وكانت تمنعك ظروف الإنشغال).. سألته “كلود” ورد “جان” بنظرة إستغراب بعينه الشمال اللي هو إزاي يعني!.. حاجة معرفتش أعملها وأنا بكامل صحتي هعملها وأنا فى الوضعية دي!.. أيوا عادي ملكش دعوة سيبها عليا أنا!.. بمنتهي الصبر اللي فى الدنيا إخترعت “كلود” طريقة عشان تتواصل معاه وتخليه يعمل الحاجة اللي بيحبها عن طريق تحريك جفن عينه الشمال!.. تفضل تقول قدامه الحروف الأبجدية كلها حرف حرف ولما توصل عند الحرف اللي هو عايزه يبربش بعينه.. فتكتبه.. والحرف اللي وراه هكذا.. لحد ما تكتب الكلمة كاملة!.. شوف بقي كل صفحة فيها كام كلمة وكل كلمة بتاخد وقت قد إيه عشان “كلود” تعرف تجمعها!.. كانت كل يوم بتقعد جنبه 6 ساعات كاملة عشان تكتب نصف صفحة بس!.. لمدة قد إيه؟.. سنتين كاملين!.. والنتيجة؟.. رواية (بدلة الغوص والفراشة).. واحدة من أهم وأشهر الروايات اللي صدرت فى فرنسا وأوروبا عموماً وتم تحويلها لفيلم سينمائي أخد السعفة الذهبية فى مهرجان كان!.. الغريب إن “جان” إتوفي بعد صدور الرواية بيومين بس!.. كإنه كان بيصارع الموت لحد ما حلمه ده يكتمل وبعدها يموت!.. قبل وفاته قال لـ “كلود” كلمات لم يتم الكشف عنها من خلالها إلا بعد مرور حوالي 10 سنين إنه ورغم صدمات الدنيا ليه من ناس كان بيفتكرهم قريبين منه لكن الدنيا نفسها برضه اللي خلّته وهو على أعتاب الموت يكون مدين ليها لما صالحته بـ هدية نسته كل اللي فات إسمها “كلود”!.

جان دومينيك بوبي مع أبناءه
جان دومينيك بوبي مع أبناءه

 

 

جان مع المساعدة كلود أثناء كتابة الرواية
جان مع المساعدة كلود أثناء كتابة الرواية

فى أمريكا الشاب “ستيف ماكنلد” كان عايش مع جدته من صغره لحد ما بقي على مشارف الثلاثينات.. رغم حبها ليه والدلع اللي كان متشاف من كل اللي حواليها إنه دلع مبالغ فيه لكن الجدة كانت شايفة ده عادي بالنسبة لحفيدها الوحيد واللي محتاج للدعم النفسي بقدر الإمكان خصوصاً بعد إنفصال والده ووالدته وعنفهم معاه وهو طفل.. ساهم فى كده برضه إن الجدة كانت ميسورة الحال بشكل كبير.. فى أواخر أيامها بدأت معاملة “ستيف” ليها تتغير ومابقاش شايفها غير مجرد شوال فلوس بس!.. عايز عايز عايز.. وهي كانت بتديله بس لما حست إن نظرته ليها محصورة فى الحتة دي بس بدأت تشد عليه شوية.. بالتالي بدأت تشوف منه إهانات وعنف لا تتناسب مع الجدعنة اللي شافها منها ولا مع سنها الكبير حتي بالمعايير الإنسانية!.. شال بإيده حبه من قلبها تدريجياً.. بدأت الجدة واللي كان جواها طاقة محبة مالهاش حدود توجه محبتها دي ناحية ناس مهتمة بيها وبيحبوها لشخصها مش لفلوسها.. هي من عوايدها إنها كانت بتزور دور أيتام وجمعيات خيرية وبتساهم بفلوسها فى كتير من الحالات اللي بيتعالجوا ومحتاجين أو حتي إنها تجيب هدايا للأطفال.. بدأت تكتر من ده.. الوقت اللي بتقضيه مع الأطفال زاد.. بقت تصاحبهم وتشاركهم فى تفاصيلهم الهبلة والعيالي حتي!.. تستأذن من إدارة الدار إنها تاخدهم تفسحهم بره!.. تعمل لهم رحلات.. حفلات!.. إنت يا فلان نفسك فى إيه؟.. يرد الطفل نفسي أقابل المطرب فلان الفلاني.. تعمل المستحيل عشان ترتب ميعاد مع المطرب ده حتى لو هتضطر تدفع فلوس المهم إن حلم الطفل يتحقق!.. اللي بيكبر منهم كانت تقدمله فى جامعة وتتكفل هي بمصاريف تعليمه!.. على الناحية التانية كان “ستيف” أفندي عايش حياته بعيد عنها بيبرطع مع شلة أصحابه الصيع اللي إتلم عليهم وسايبها فى أكتر وقت كانت محتاجاه جنبها صحياً ونفسياً!.. بس بخ ولا الهوا.. تعبت الجدة تعب الموت وكان واضح إنها النهاية.. طبعاً عشان يورث منها وعشان يبقي باين فى الصورة إنه الحفيد الوفي المجدع رجع لزق لها تاني.. رغم إن كلام الجدة كان فيه صعوبة إنه يخرج من بوقها أساساً بس كانت نظراتها باينة إنها رافضاه.. بس “ستيف” عشان جلده تخين ومعندوش ريحة الدم عمل نفسه مش واخد باله من نفورها وقرفها منه وفضل جنبها بالعافية لدرجة إنه كان بيعيط تحت رجليها كإنها كل حياته!.. وطبعاً كانت دموع تماسيح.. ماتت الجدة.. وعشان المشاعر الحقيقية مش المتمثلة محدش يقدر يحبسها جواه كتير كان “ستيف” فى منتهي السعادة بوفاتها.. قشطة ما أنا هورث مبلغ ضخم ييجي بتاع 900 ألف دولار بقي.. وصل من بجاحته إنه إتصور الصورة السيلفي اللي تحت الفقرة دي جنب جثة جدته وهي فى التابوت قبل دفنها وهو بيضحك إنشكاحاً بموتها.. بعد الدفن إتفتحت الوصية بتاعت الجدة عن طريق محامي ولقوا مكتوب فيها النص ده: (أوصي بكل ثروتي لأطفال الجمعيات الخيرية ولكل شخص شعرت معه أنني محبوبة بلا غرض أو مصلحة.. من أشعروني أن الدنيا دونهم لا شيء، وأنهم بي كل شىيء.. كلبي الصغير “ستيف” لقد تركت لك عكاز جدك وطقم أسناني فى خزانتي، أتمني أن تهتريء قدماك وتسقط أسنانك لتستفيد منهم، أحصل عليهما بسرعة قبل أن يأتي المالكين الجدد للمنزل).. بالهنا والشفا يا عم “ستيف”.

صورة ستيف مع جثة جدته
صورة ستيف مع جثة جدته
  • الإنبوكس:

– أنا “رشا”.. عندي 26 سنة وخريجة كلية علوم وبشتغل فى معمل تحاليل.. أنا حياتي كان فيها إتنين هما كل حياتي.. “سمر” صاحبتي من إبتدائي ولحد ما إتخرجنا من الكلية وإشتغلنا، و “محمد” اللي بقي خطيبي بعد قصة حب إستمرت 5 سنين!.. كانوا محتلين كل مساحة قلبي ووقتي وإهتمامي.. إهتمام مالوش أى غرض غير بس إني بحبهم.. وأنا مادام حبيت بآجي علي نفسي كتير عشان بس يرضوا ويكونوا مبسوطين.. في خطوبة “سمر” كنت قبلها مطبقة 3 أيام ورا بعض بدون لحظة نوم من المشاوير واللف هنا وهناك عشان أقدر أسد كل الثغرات اللي ممكن تقع مننا فى وسط الزحمة وعشان بنتي حبيبتي تبقي قمر في ليلتها والكل يتحاكي بجمالها وبيها.. أيوا أنا كنت بناديها ببنتي حبيبتي وتقريباً ماكونتش بقول لها يا “سمر”!.. قبل ما تنادي عليا في أى أزمة كنت بكون موجودة وواقفة معاها أكتر من إخواتها اللي من دمها.. عمري ما زعلت منها مهما حصل منها، وهي عمرها ما شافت اللي أنا بعمله معاها غير حاجة عادية!.. زعلها مني كان بيبقي فى حاجات عبيطة جداً وعيب على سننا أو علاقتنا إنها تعاتبني فيها.. كلمتني مرة وماردتش عشان كنت نايمة!.. إزاي أكون نايمة وما أردش عليها!.. دايماً معترضة دايماً مش عاجبها حاجة دايماً فيها إنتقاد ما مستخبي فى حتة ما فى أي تصرف بعمله!.. عمرها ما شافت الحلو بتاعي!.. لوم لوم لوم.. فى مرة إتأخرت عليها 5 دقايق وعملت حوار!.. رغم إني كنت تعبانة ونزلت من البيت وإتقابلنا عشان وعدتها إنى خارجة معاها!.. تسألني أول ما تشوفني: (إتأخرتي ليه؟).. أرد: (متأخرتش ولا حاجة دي كلها 5 دقايق، معلش أصلي كنت بأخد حقنة من الدكتورة فى الصيدلية عشان تعبت شوية).. تقول: (طيب طيب هنروح إزاي وهنعمل إيه فى المشوار الفلاني!).. لأ لحظة يا “سمر” فيه جملة إنتي عديتي عليها عادي وواضح إنك ماسمعتيهاش!.. أنا بقول لك إنى كنت باخد حقنة عشان تعبانة هو ده عادي!.. عادي أكون تعبانة ومفيش حتي كلمة سلامتك!.. طبعاً آخر جملة دي أنا قولتها بيني وبين نفسي وماخرجتش من بوقي عشان هي ماتزعلش والخروجة ما تبوظش.. لو إتخاصمنا أنا اللي ببتدي بالصلح رغم إنها بتكون هي السبب بتاع المشكلة أساساً!.. و”محمد” نسخة تانية من “سمر” بس على رجالي.. الشاب اللي حبيته وكان بينا قصة حب كبيرة من آخر سنة فى الكلية وإستمرت بعدها كذا سنة لحد ما إتخطبنا.. معاملته معايا ماتنفعش تكون معاملة راجل لـ بنت!.. زعيق فيا وإحنا ماشيين في الشارع.. إستهزاء برأيي مهما كان صح وحتي لو نفذه من ورايا بعد كده! بس المهم فى لحظتها إنه يقلل من كلامي!.. أجيب له هدية فى عيد ميلاده ألاقيه مش مهتم!.. (شكراً بس كنتي سألتيني الأول أقول لك تجيبيلي حاجة تانية أحسن بس شكراً).. مع العلم إن “محمد” فى 5 سنين معرفة ماجابليش غير هدية واحدة فى عيد ميلادي، وأنا عمري ما فوتت سنة ليه!.. مطلوب مني أتصل بأخته عشان أواسيها حتي لو ضوفرها إتكسر!.. لكن أنا ما قدرش أفتح بوقي لما ما يسألش عن حد تعب عندي فى البيت!.. أخويا عمل حادثة عربية وهو عارف إن روحي فى أخويا.. كان بينا مشكلة تافهة أنا وهو قبلها.. طيب إنت عرفت إن أخويا حصل معاه كذا مفيش مكالمة حتي تطمن عليه؟.. عليه هو مش أنا خالص يا “محمد”!.. لأ.. ده أخويا قعد محجوز فى المستشفي فى العناية المركزة أسبوع كامل!.. فين وفين لما ظهر “محمد” في الصورة وبعد ما أخويا خرج وكانت حجته: (أصلي كنت زعلان منك).. هي الأصول فيها كنت زعلان!.. ده لو إعتبرنا إن اللي إنت زعلان عشانه سبب.. كان الإتنين يخاصموني بالأيام وممكن الأسابيع ويرفضوا محاولاتي لمصالحتهم بمنتهي قلة الذوق!.. وكنت بصبر.. يخرجوا من حياتي وقت ما يحبوا ويرجعوا وقت ما يحبوا.. مفتاح علاقتي بيها أو بيه فى إيدهم هما!.. إستنزاف صحة، وتعب ذهني، ونفسي ومجهود.. أخدت قرار من 6 شهور إني مش هآجي علي نفسي تاني وكفاية بقي.. العمر بيعدي يا “تامر” وأنا مابقتش حِمل دلع لـ شحط وشحطة مش شايفين غير نفسهم.. إختلفت مع “سمر” فى موضوع كده فرديت عليها: (لأ)، وفي نفس اليوم حصل مشكلة برضه مع “محمد” كان ردي عليه بنفس الكلمة.. (لأ).. الكلمة السحرية دي ورغم إنها حرفين بس رجعتلي كتير من كرامتي!.. وعشان ماكانوش متعودين يسمعوها مني مش هقدر أوصفلك دهشتهم وصدمتهم من رد فعلي ولا الوش اللي شافوه وأنا بنطقها.. وطبعاً كانوا بيراهنوا إني هرجع تاني زي كل مرة زي الهبلة.. بس أنا كملت فى طريقي.. بالسلامة.. “سمر” دارت تلف على كل دوايرنا المشتركة تقول لهم: ( بقي هي دي “رشا” الرقيقة الطيبة الكيوت! تطلع القسوة دي كلها منها!).. أيوا تطلع عادي ما هي طلعت بعد ما الكيل طفح.. هي هي “رشا” نفسها بس الفرق إنها بقت تعرف تطلّع طبيعتها وصورتها اللي إنتي وغيرك حبتوها فيها لمين ومين لأ.. وأهو “محمد” دلوقتي عايز يرجع!.. بيقول لي إن حياته من غيري مستحيلة وهيموت ومش عارف يعمل حاجة.. بس بعد إيه؟.. هو أنا مشاعري لعبة وقت ما يالا يبقي يالا ووقت ما تحطي لسانك فى بوقك يبقي خلاص.. أنا حالياً مرتاحة، ومابقتش لوحدي بد ما خرجتهم من حياتي وكنت فاهمة بالغلط إن الدنيا جت عليا وظلمتني وإن حظي وحش.. بالعكس.. دي الدنيا صالحتني بوجود ناس تانية جديدة دخلوا حياتي و”رشا” بالنسبالهم مش مجرد حاجة إعتيادية.. مجهودي بيتقدر.. محبتي بتتشاف في حجمها الحقيقي مش أقل.. ربنا بيعوض والله.. زي ما بنحتفل بدخول ناس معينة حياتنا فيه ناس معينة برضه يستحقوا إننا نحتفل ونعمل فرح لما يخرجوا منها مهما كانت غلاوتهم ولا قربهم.. أبسط قواعد العدل الإنساني إن اللي خرج من حياتي بمزاجه مايرجعش تاني ليها إلا بمزاجي.

  • الرد:

في فيلم “المصير” إنتاج سنة 1997 فيه جملة عبقرية على لسان شخصية العالم العربي “إبن رشد” اللي جسده الفنان العظيم الراحل “نور الشريف” وقال: (لما صديق بينقلب على صديقه بيبقي أشرس من أعدى عدو كأنه بياخد بتار الأيام اللي حبك فيها).. مفيش أي مبرر لأي حد فى الدنيا إنه يستمر فى علاقة بتاخد منه أكتر ما بتديه.. الحياة أخد وعطا.. إحنا بنخلق كائنات أنانية وجاحدة وبنقلل من نفسنا لما بنسمح لهم يتكاثروا على حساب مشاعرنا.. هفضل مقتنع طول عمري إن الخوف هو اللي بيمنع كتير مننا ينهوا علاقات أولها وآخرها معروفين بداعي إننا قلقانين علي نفسنا من خروجهم من حياتنا أو عايزين نديهم فرصة كمان!.. الفرصة بتجر فرصة والأذي النفسي بيزيد ومش بيخسر من المعادلة دي غيرنا إحنا!.. العلاقات اللي من النوع ده منقوصة، ودايماً بتبقي أول خطوة فى العلاج إنك تاخد قرار البعد.. ومفيش مرة فيه حد بيخرج من حياتنا إلا وبيتعوض بحد تاني أفضل بتتعامل معاه بمعطيات ماكنتش حاططها قبل كده مع اللي قبله.. حد جديد أفضل وأحسن تقدر تقول له بقلب جامد وبمنتهي الثقة زي ما الست قالت: (صالحت بيك أيامي).

 

 

تابع مواقعنا