المُعلم محارب الإرهاب.. قصة الشهيد رامي حسنين الذي سلم منسي قيادة الكتيبة 103 صاعقة

“يوم ما يكون مصر مفيهاش إرهاب هيكون يوم راحتي”، لطالما رددها الشهيد العقيد رامي حسنين، قائد الكتيبة 103 صاعقة، حتى رسخت في أذهان أبنائه من الجنود، بعدما أصبحت عقيدته الراسخة الذي حارب من أجلها أعداء الإنسانية والإرهابيين، حتى خططوا لاستهدافه وأعدوا له الأكمنة حتى استشهد غدرًا، لتبدأ رحلة تخليده التي لم تنسى ولا تغيب من ذاكرة المصريين، الذين يقدرون قيمة أبطال الوطن الذين ضحوا من أجل أن ينعم المصريين بالأمان.

التاسع والعشرون من أكتوبر 2016، كان استيقظ المصريين على فاجعة جديدة، بعد استهداف موكبه بعبوات ناسفة في شمال سيناء، والتي استشهد فيها العقيد رامي حسين، تاركا خلفه زوجته وطفلتيه، ليحفر اسمه من نور بين قائمة الشهداء ممن ضحوا فى سبيل الوطن.

قصة أيمن شويقة المحارب الذى تلقى الموت بصدره وداعب استشهاده وجدان مشاهدي “الاختيار” (صور)

ذلك اليوم الذي لا يغيب تفاصيله عن الدكتورة رشا فريد، زوجة الشهيد العقيد رامي حسين، قائد الكتيبة 103 صاعقة، التي تؤكد على أن زوجها كان لا يهاب ويدخل للموت بقدمه غير مبالٍ، حيث تقول عن يوم استشهاد: “مش هنسى وأنا بسأل حمايا أقوله هو رامي كويس، فقالي هو جاي”، وحينها شعرت أنه ربما أصابه مكروه، لتعيد السؤال: “بس هو كويس”، ليجيب والد الشهيد: “المهم إنه جاي”.

اليوم وبعد قرابة 4 أعوام، يخلد مسلسل “الاختيار” ذكرى استشهاد ابن مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، كأحد أبرز الأبطال الذي يرصد المسلسل قصصهم البطولية بأرض الفيروز والتي لم ولن تنتهي، وعلى رأسهم قائد الكتيبة الشهيد أحمد صابر منسي، الذي تدور أحداثه حول قصة استشهاده المنسي وخيانة الإرهابي هشام عشماوي، حيث يجسد دور الشهيد رامي حسين، الفنان أحمد صلاح حسني.

مسلسل الاختيار الحلقة 21.. اغتيال النائب العام واستشهاد العقيد رامي حسنين

السبت 29 أكتوبر من 2016، قبل خروج رامي بالمدرعة، متجهًا لمهمة جديدة وسط رجاله، عانق جميع أفراد الكتيبة بشكل استغربه أغلبهم رغم أنه كان ودود بهم، وبابتسابته تكاد لا تغيب عن أذهانهم، (كما روا جنود الكتيبة)، والذي توقع البعض أنها تكون النهاية، حتى اوصى أحدهم بمكان وصيته، وبالفعل خرج مع الجنود الأربعة ولم يعد، ففي محاولة لاستهدافه، هوجمت مدرعته التى كانت تتنقل جنوب مدينة الشيخ زويد، فى كمين أعده ٤ إرهابيين، ما أدى لاستشهاده مع مجند آخر، وإصابة الباقين.

لم يكن حسنين بالنسبة لفرقته مجرد قائد فقط، وإنما كان أخا ومعلمًا، كمات يقول عنه أبناءه من جنود كتيبة 103، والذي أكدوا على أنه كان يتقدمهم خلال تنفيذ أى مداهمة خطرة، ويقول: «همشى بالمدرعة الأول وإنتو خليكوا ورايا»، وهو ما فسرته زوجته بقولها: “كان بيديهم الأمان ويخلي قوتهم يستمدوها منه”.

ومما عُرف عن الشهيد رامى حسنين، أنه كان أحد أبرز الضباط الذين يقومون بعمليات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية والمتطرفة، فضلًا عن إخلاصه الذي عرف به بين أبنائه الجنود، وسيرته التي تركها مع جميع من مروا عليه في الكتيبة، وحفظه وتعلقه بكتاب الله، كما يشير والده محمد حسين.

تعرف على الأسماء الحقيقية وقصص الإرهابيين فى مسلسل الاختيار (الجرائم بالفيديو)

“ابني عاش راجل ومات راجل”، لعل هذه الجملة التي تربط على قلب محمد حسين، والد الشهيد الراحل، والذي يقول: “قبل سفره الأخير قضى يوم الأربعاء مع ابنته نورسين، لمقر قيادة وحدات الصاعقة بأنشاص، وسلم على كل زملائه وقياداته، وبعدها بيوم جاء إلى إيتاى البارود وأنهى جميع المتعلقات المالية وجلس مع زوجته الدكتورة رشا فريد وبناته نورسين ودارين وكأنه يودعهما”.

وبعدها بأربعة أيام جاء خبر استشهاد الراحل، والذي خلد مسلسل الاخيتار ذكراه الطاهرة، ونعاه العقيد أحمد المنسي والذي أصبح خليفته في قيادة الكتيبة 103 صاعقة، بقوله: “”فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا.. قريب” ليتولى القيادة بعده.

وعن تجسيده لدور وبطولة الشهيد رامي حسين، نشر الفنان أحمد صلاح حسني، صورة للعقيد رامي حسنين، والذي يظهر بشخصيته في العمل، بقوله: “الصورة الحقيقة للعقيد البطل رامي حسنين، والذي أتشرف بتجسيد شخصيته في مسلسل الاختيار.. شهداء الوطن”، وذلك عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر”.

مسلسل الاختيار الحلقة 20.. نسرين عشماوي تهرب إلى السودان والمنسي يعزي في شقيق سعد