السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كومبارس لم تستطع وزارة الثقافة إنقاذه.. “القاهرة 24” في منزل عبد الرازق الشيمي (فيديو وصور)

القاهرة 24
أخبار
السبت 19/سبتمبر/2020 - 11:33 م

عاش مهمش ومات مهمش وشيع مهمش، في حارة بسيطة داخل حي السيدة زينب، نشأ الفنان الراحل عبد الرازق الشيمي الذي يُعد واحدًا من أشهر الكومبارسات في السينما المصرية، والشهير بـ”فرعون”، رُبما يغيب عن بالك اسمه لكن لن تغيب صورته من ذهنك، وبالتأكيد مُتذكر جُملة “أنا فرعون” التي قالها للفنان محمد هنيدي في فيلم “بلية ودماغة العالية.

 

عبد الرازق الشيمي هو أحد الوجوه المصرية البسيطة، الذي كان يستعين به المُخرجون ليمثل الطبقة الكادحة والشعبية، والتي يندرج منها بالفعل، ربما تفاجئ أنه لم يكن مثل أغلب الكومبارسات جاء للمهنة بالصدفة، لكنه كان يسعى دائمًا لها ويضعها ضمن أول أهدافه التي يريد تحقيقها، معلومات كثيرة لم نكن نعرفها عن واحد ربما ندين له بالضحك ولو مرة واحدة، قررنا اليوم أن نكشفها.

 

داخل منزله

قبل سبعة أيام فوجئنا بخبر وفاة عبد الرازق الشيمي، الخبر الذي تناولته جميع الصحف والجرائد المصرية والعربية وبعض من الصحف العالمية، ونعاه عدد من نجوم الفن الكبار، في مشهد رُبما كان يتمنى رؤيته قبل موعده مع الله، لذلك قررنا اليوم أن نأخذكم في رحلة لمنزله وتحديدًا في إحدى شوارع منطقة الهرم، في شقة صغيرة بالطابق الخامس في منزل بدون اسانسير تتكون من غرفتين وصالة، لم يحتاج لأكثر من ذلك، منزل يعيش فيه هو وزوجته فقط، حيث لم يرزقه بالولد.

 

يحكي شقيقة -محمد- عن رحلته، والتي بدأت قبل أكثر من ستون عام حينما وُلد فرعون في إحدى قُرى محافظة سوهاج موطن الأسرة الأصلي، قبل أن يأخذوه وانتقلوا به إلى مدينة النور والكدح والبحث عن أكل العيش، القاهرة، وتحديدًا في السيدة زينب، هُناك تربى، يقول أنه كان من المعروف عنه عشقه للرسم، كان فنانًا من يومه، ومن السيدة كانت البداية.

 

محررة "القاهرة 24" مع محمد وأحمد وكوثر أخوة الفنان الراحل عبد الرازق الشيمي
محررة “القاهرة 24” مع محمد وأحمد وكوثر أخوة الفنان الراحل عبد الرازق الشيمي

 

صلاح قابيل السلمة الأولى

في حي السيدة زينب كان يسكن الفنان الكبير الراحل صلاح قابيل، الذي كان يعرف عبد الرازق جيدًا، ويعرف عشقة للتمثيل، فكان يأخذه معه في أعماله، يقف يشاهد، ثم ساعده لأن يمر من أمام الكاميرا كـ”كومبارس صامت”، وبعد عدد من الأعمال التي ظل فيها صامتًا، ساعده قابيل في أحد أعماله إلا أن يأخذ أول جُمله، ويتحول من صامت لـ”متكلم”، كان ذلك في أواخر الثمانينات، ومن بعدها بدأ عبد الرازق يسلك هذا الطريق فقط.

مع محمد هنيدي

ثلاثين عامًا مررناها في منزلة بين الصور التذكارية التي جمعها الشيمي طوال حياته الفنية، صور جمعت أعماله والتي وصلوا إلا أكثر من 50 عمل مع كبار النجوم، لكن تعتبر بداية النجاح كانت مع الفنان محمد هنيدي، في دور “فرعون” عام 2000، ومن بعدها توالت الأعمال معه وتوجت بمسرحية “عفروتو” وتجسيده شخصية “واو”، تِلك المسرحية التي جعلته يسافر مع طاقم العمل للعديد من الدول العربية لعرضها.

 

حلم لم يخرج للنور

هذا الكومبارس الشهير، ظل طيلة حياته يحم بـ”البطولة” كنه لم يشهدها، ورحل قبل أن يحققها، على الرغم من أنه أوشك بالفعل على تحقيقها، وذلك من خلال فيلم يحمل اسم “الجزار”، يقول شقيقة أنه قام بتجسيد شخصية البطل فيه مع عدد من النجوم وعلى رأسهم منير مكرم وعلاء مرسي وبدرية طلبة الذي كان يجسد شخصية زوجها، لكن لم يخرج الفيلم للنور ولم ينال الشيمي شرف البطولة، وذلك بسبب عدم موافقة المصنفات الفنية وإجازة عرضه، على الرغم من أن الفيلم كان يناقش قضية هامة وهي قضية تجارة الأعضاء البشرية. 

مصدر الرزق؟

لم يكن لـ”عبد الرزاق الشيمي” أي مصدر رزق آخر غير الفن، الأمر الذي أكده شقيقه وكان غريبًا بعض الشئ، كيف يعيش هذا الرجل البسيط على الأموال التي يتقاضاها من الفن فقط، على الرغم من أنه في أدوار بسيطة بأجور بسيطة، لكن المقربون أكدوا أنه كان يمكث باقي العام في السعي خلف الريجيسيرات، لاقتناص أي دور، وكان يستعين به طلاب المشاريع الجامعية والمسرح وكان لا يتأخر عنهم ولا يتقاضى منهم أجرًا، يكتفي فقط بالتقدير المعنوي.

 

الأيام الأخيرة في حياته

بدموع وأعين حزينة تحدثت شقيقة عبد الرازق “كوثر”، عن الأيام الأخيرة في حياته، حيث كان يعاني في الشهور الأخيرة من حياته بضيق في التنفس ووجود شيئًا كبيرًا يشبه الورم عند قصبته الهوائية وتعاطى أدوية على أنها حساسية صدر، ولكن اكتشفوا في نهاية المطاف أنه مُصاب بسرطان الرئة، وعاش بعد اكتشاف المرض مع شقيقته، ولكن تدهورت حالته بسرعة، فتم نقله إلى مستشفى الهرم،وظل هناك في الاستقبال لمدة ثلاثة أيام، وبعدها طلبت المستشفى نقلة للرعاية المركزة، لكننا لم نعثر على سرير في أي مستشفى بالرعاية.

 

وزارة الثقافة

في رحلة البحث عن سرير في العناية المركزة، تواصلت المستشفى مع وزارة الثقافة، فلم تستطع توفير سرير في هذا التوقيت، رغم اهتمامها الكبير، وأيام قليلة وفاضت روحه إلا الله دون أن يستطيع أحد مساعدته وتوفير الرعاية اللازمة له، وكأنه كُتب عليه أن يظل مُهمشًا، أسرة الرعاية تتوفر للنجوم فقط، والمفارقة الغريبة، وعلى طريقة “البوليس دايمًا بيجي متأخر”، تلقى أشقاءه اتصال من وزارة الثقافة بتوفير سرير، لكن كان عبد الرازق بين يدي خالقه.

 

مراسم الدفن

ربما لم يحصد عبد الرازق تقدير الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة أو نقابة المهن التمثيلية حتى بنعيه، لكن محبة الناس كنز، أهالي منطقته هم من تكفلوا بإجراءات الدفن ونقل الجثمان، تقول شقيقته فوجئنا فور عودتنا إلى منطقته بعد الدفن، بأن أهالي المنطقة أقامو سرادق عزاء كبير تعبيرًا عن محبتهم له.

شقيق عبد الرازق الشيمي لـ”القاهرة 24″: “مستاء من تجاهل نقابة المهن التمثيلية وفاة أخي”

شقيق عبد الرازق الشيمي يكشف لـ”القاهرة 24″ سبب وفاته

 

تابع مواقعنا