الأربعاء 08 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“رحلة التطهير والتخلي”.. قصة فتاة هزمت ورمًا بالثدي دون جراحة (فيديو)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الجمعة 27/نوفمبر/2020 - 02:24 م

تجلس أمام مرآتها، ترى نفسها تفقد كل شيء، ورويدًا رويدًا تتبدل ملامحها المعتادة وتظهر أخرى غير مألوفة، بينما مصفف الشعر كان ممسكًا بماكينة ويأخذ في إزالة شعرها، كانت تنظر “رانيا” للدنيا برؤية جديدة، بعد أولى جلسات الكيماوي، في لحظة تشبهها بـ”لحظة ميلاد طفل للحياة”.. إنه وقت التخلي”، حسب قولها.

في العام الماضي، كانت رانيا مغربي على موعد سفر للهند، وقبلها بأيام معدودة اكتشفت وجود ورم بالثدي من الدرجة الثانية، لتبدأ معها حالة من الإنكار والغضب في محاولة لفهم ما يحدث لها، لتبدأ رحلة “التطهير والتخلي”.

منذ اللحظة الأولى، كانت تستبعد مدربة “اليوجا” التدخل الكيماوي، فهي تؤمن بالطرق الطبيعية من خلال خبرتها وما درسته، وتتبع العلامات الإلهية وتنساب مع الحياة بلا خطط ولا قواعد، وصوت قلبها فقط هو من يدلها بالنهاية.

ذهبت تطرق أبواب الأطباء عسى تجد ما تريده، أربعة أطباء جميهم اتفقوا على السبيل نفسه.. لا بديل عن الكيماوي، لتقرر أن تسلك الطريقين معًا، تتابع مع أطباء وتناجي رب القلوب للوصول للطريق المنشود، وكانت علامتها ورفيقتها “هتمشي الطريقين سوا”، لتصيب بحالة من الإنكار وتتساءل “همشيهم إزاي سوا؟!”.

أصوات عالية ومخيفة كانت تصيبها بـ”الصداع” من كافة المحيطين بها، الأطباء الأهل الأصدقاء، خاصةً أن والدها وشقيقتها أطباء، لا أحد يستطيع فهم ما تؤمن به، لم يكن الأمر بالسهل عليها أبدًا، فكانت تخوض معركة أخرى بعيدة عن السرطان، وبنبرة يتجلى فيها اليقين، تقول: “كان صعب أواجه الأصوات وأواجه كمان الخوف اللي جوايا.. بس أنا كنت مصدقة”.

لقاح الفن.. هؤلاء تعاطوا الإبداع دواءً لمواجهة كورونا في العزل المنزلي (صور وفيديو)

 

كانت تتجسد مخاوفها كلما رأت صورة الأم، بعدما جاء السرطان ليفرق بينهما، تتذكر التفاصيل نفسها قبل ثماني سنوات من الأن ومشاهد الفراق والآلم ترافقها دومًا، ولكنها تؤمن أن كل مرض يأتي برسالة، وبصوت خافت تردف: “مؤمنة إنه جاي برسالة وبيوجهنا في طريق معين الروح مختراه من بدري”.

بدأت الفتاة الأربعينية تسلك الطريق التقليدي، حيث أولى جلسات الكيماوي الأربعة، حاكية: “بدأت بكامل الرضا والتقبل.. كل جلسه كنت بقعد أتأمله وهو ساري في جسمي بردًا وسلامًا وليس كمادة كاوية، وبوجهه بعقلي، روح للورم واحفظلي جسمي”.

بعد كل جلسة كانت تعاني مدربة اليوجا من آثارها السلبية، وكانت تحاول أن تتخطى ذلك بوضع بروتوكول يومي، يشمل تمارين التنفس التي تقول عنها إنها مهمة جدًا؛ لأن الخلايا السرطانية لا تستطيع العيش في الأكسجين، وكذلك تمارين بسيطة لليوجا مع الذكر والدعاء والتأمل، ومن اليوم الأول في الجلسات منعت مغربي تناول السكر تمامًا بنوعيه، وأيضًا الألبان بمشتقاته مع التوقف عن تناول كافة المنتجات الحيوانية، واقتصرت على الخضراوات والفواكهة والبقوليات فقط.

وبعد الجلسة الرابعة، أظهرت الإشاعات صغر حجم الورم قليلًا، ليخبرها الأطباء بضرورة إجراء عملية استئصالية حتى لا ينتشر بباقي الجسد، ولكنها تختار أن تتبع صوتها الداخلي، وأن تكمل “رحلة التطهير والتخلي” دون إجراء تدخل جراحي ولسان حالها “مش لاعبة بقوانينكم”، لتقرر مغربي أن تتوقف عن الجلسات، ولا تعلم من أين أتت بتلك الطاقة والقوة، فكلما زادت فترة مرضها زاد يقينها وثباتها، وفي كل لحظة تعب ويأس كان يجود الله بالوصل لتهدأ وتسكن.

اختارت مغربي العزلة بمنزلها، والبحث في الطب البديل والتواصل مع حالات تعافت بالفعل بالأنظمة الغذائية وتمارين اليوجا والتنفس وكورسات التعامل مع المشاعر، ومع كل حالة كان يزيد يقينها بأنها على الطريق الصحيح، وتقول: “مؤمنة بقوة التواصل مع ربنا وروحنا واللي بيوجهنا دايما على الطريق”.

رحلة البحث عن الطريق

في انتظار المدد من المُغيث، سافرت الفتاة الأربعينية، في يوليو الماضي، رحلة طويلة استمرت حتى أكتوبر؛ لتأخذ قسطًا من الراحة وتُخلى بمحدثها بعيدًا عن البشر، شهور انقضت ما بين الصلاة والذكر وتمارين التأمل ولعب اليوجا والقليل من الأصدقاء “الإيجابين”، “قعدت بيني وبين مخاوفي بتكلم بس مع ربنا.. دلني على الطريق”.

وبدموع تسبق لسانها، تصف شعورها، حينها، “كنت قابلة الورم زي ما هو.. خليك موجود لحد ما تعلمني الدرس وتوجهني للرسالة وعارفه إنك هتمشي في الوقت اللي محتاج تمشي فيه، يمكن محتاجة أتخلى عن مظهري شعري جلدي صورتي.. طول الوقت بتكلم عن التطهير والتخلي جه الوقت اللي أتخلى فيه، ودي كانت رسالتي وبعلمها للناس في دروس اليوجا”.

وبعد عودتها للقاهرة، أظهرت الإشاعات تعافيها من سرطان الثدي، لتخبرها الطبيبة المعالجة: “في تحسن هايل والورم مش موجود وبقى مجرد آثر لجرح فاضل”، وببسمة تعلو ملامحها ونبرة يتجلى فيها اليقين: “رايحة وأنا سامعة صوت ربنا إني شُفيت.. وقد كان”.

وتنوه رانيا بأن حالتها فردية وليست بالضرورة أن تنطبق مع حالة الأخرى، وتنصح بالأخذ بالاستشارات الطبية.

كدَّهُنَّ عظيم.. أجنحة تاء التأنيث تحاوط مصابي فيروس كورونا بمصر

تابع مواقعنا