من رفوف أسيوط إلى أوروبا.. قصة كفاح شاب يصل إلى العالمية بمشروع صغير (صور)
“كان نفسهم أطلع موظف، لكن أنا كان نفسي أحقق مشروع بنفسي”، هكذا بدأ شادي رفعت، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات والباحث في ريادة الأعمال، حديثه لـ”القاهرة 24″، فمع ارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب، لم يقف شادي مكتوفي الأيدي، منتظرًا وظيفة حكومية تأتي إليه، نظرًا لدراسته التجارية، إلا أنه كان يفكر بزاوية مختلفة عن أبناء جيله.
واستطاع شادي أن يصل إلى العالمية بمشروعه الصغير “منحل الصخرة” لصناعة العسل، ونجح فيه نجاحًا بارهًا، حتى أصبح منتجه على أرفف المحال الأمريكية والأوربية، كما أنه يطلب بالاسم حاليًا، ولم تنتهِ نجاحاته إلى هذا الحد، فقد تطرق إلى العمل السياحي أيضًا ونجح فيه، وبالفعل استطاع توفير نحو 500 فرصة عمل في في مجال السياحة والفندقة، بالإضافة إلى 350 في مجال الصناعات الغذائية.
قصص نجاح الشباب كانت ملهمة لشادي
قال شادي: “في البداية كنت متأثر بقصص الشباب المكافحة اللي بتدرس وتشتغل في نفس الوقت، لأنه كان مختلف على مجتمعنا، وده كان حلمي لأن من أسرة بسيطة من الصعيد، متوسطة الدخل، كان حلم أهلي أني أكون موظف وليا مرتب آخر الشهر، لكن ده مكنش حلمي خالص”.
وأضاف: “بدأتُ مشروعًا مع بداية دراستي لكلية التجارة في جامعة أسيوط، وكان هدفه حينها أن أجمع بين الدراسة والعمل، وبالفعل استطاعت الربط بينهم، وعملتُ مع والدي في منحل صغير، كان والدي يقوم بتربية النحل فيه”.
وتابع: “أعجبتُ بفكرة المنحل وعملت على تطويرها، مع فهم المهنة بعمق أكثر”، مشيرًا: “بدأت أفكر إزاي أكبر وأطور المشروع وإزاي أخد كمية العسل الصغيرة اللي بتخرج من المنحل، وأكبرها عشان أوزعها، وساعتها بدأت لوحدي أجمع عسل النحل وأوزعه في مناطق صغيرة جوه أسيوط”.
وأضاف: “في بداية المشروع فشلت وخسرت كثيرًا، وكنت سنة أكسب مالًا وسنة أخرى أقوم بتسديد ما خسرته، ولكن بعد مرور 8 سنين من المشقة، استطعتُ توزيع العسل في العديد من المحافظات”، مؤكدًا “بدل ما كنت بوزع لوحدي جبت شباب تشتغل معايا، وبعدها اتحول المشروع الصغير لشركة صغيرة أوي، وبقيت أخد من جيراني اللي بيعملوا عسل في المناحل الصغيرة وأوزعلهم برضه”.
شادي يتغلب على جميع العقبات
أما عن العقبات التي واجهت شادي، فقال: “واجهتني العديد من العواقب، وأهمهم أن المنتج جديد وغير معروف، وبالتالي التجار كان يرفضوا شراءه، ولكن مع مرور الوقت أصبح المنتج معروف ومطلوب بشدة، حتى أنشأتُ مصنع للمواد الغذائية مع العسل مثل زيت الزيتون، المخللات، وبدأ المصنع في أسيوط، حتى تطور وأصبح مصنع كبير في القاهرة”.
واستكمل: “لم تكن عدم المعرفة بالمنتج وحدها العقبة أمامي، بل شكل الجانب المادي عقبة أساسية في طريقي لتحقيق حلمي، إلا أن اهتمام الدولة بالمشروعات الصغيرة قد ساعدني بشكل كبير لتخطي هذه الأزمة”.
وتابع: “غامرتُ بالمشروع أنا والعاملين معي، وكنت مغامرة صعبة بالنسبة لنا جميعًا، لأن خسارتها كانت مقدرة كبيرة، إلا أن توفقنا ونجحنا بالفعل، وأصبح منتجانا على الرفوف في المحال الأمريكية والأوروبية”، مشددًا: “مش اسم شادي اللي بره، ده اسم مصر”.
شادي يتطرق إلى المجال الفندقي
ولم يكتفِ بهذا النجاح فحسب فقد دخل إلى المجال السياحي لانعاشه مجددًا، فقال: “التحدي كمان لما دخلت مجال السياحة في الصعيد، وإزاي أقدم خدمة فندقية عالية، وبالفعل كانت في سفن مهلكة أخدناها صلحناها، وبقيت فنادق عايمة، وبدأنا بنيل أسيوط، وقدمنا خدمة حلوة ومميزة”.
وأشار شادي إلى أن بعض العاملين معه كانوا مهتمين بالسفر للعمل خارج مصر، ولكن بعد أن توصلنا إلى هذا النجاح، تخلوا عن أهدافهم الخارجية تمامًا، وقرروا الاستقرار والعمل في مصر، مضيفًا: “تطور المشروع الفندقي حتى وصلنا إلى المنيا، وحتى في أصعب الأوقات التي كانت تمر بها السياحة، كنا نقدم خدمتنا على أعلى مستوى”.
“مشروعي دليل على مساعدة الحكومة للشباب”
يتمنى شادي أن ينجح أكثر فأكثر في مجال ريادة الأعمال، فقد أشار: “مجال ريادة الأعمال مجال واسع، ومصر تولي له اهتمامًا كبيرًا، ومشروعي خير دليل على مساعدة الدولة للشباب”.
ووجه نصيحة للشباب الواعد بأن عليه الصبر والإصرار لتحقيق حلمه، فقال: “أبدأ من بلدك ومنطقتك وشوف سوق العمل محتاج إيه واعمله”.
واختتم حديثه قائلًا: “أتمنى التسويق في إفريقيا لأن الدول الإفريقية تستورد منتجاتها من دول بعيدة للغاية، وبما أن مصر إفريقية، يمكننا تغذية تلك الدول بالعديد من المنتجات”.
لا تتخلى عن عسل النحل في روتينك الغذائي لمناعة أقوى وبشرة نضرة
