احتفالًا برأس السنة القبطية.. قطاع المتاحف: التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية
قالت إدارة قطاع المتاحف التابعة للمجلس الأعلى للآثار، إن المصريين يحتفلون في 11 سبتمبر من كل عام برأس السنة القبطية، وهو يوم يحمل في طياته دلالات تاريخية ودينية واجتماعية عميقة، فيعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، وينسب إلى تحوت رب الحكمة والمعرفة، كما اعتمد المزارعون المصريون عليه بشكل أساسي في مواسم الزراعة والحصاد منذ آلاف السنين وحتى وقتنا الحالي.
وأوضحت إدارة قطاع المتاحف، في بيان لها منذ قليل، أن السنة الشمسية الزراعية تضم 12 شهرًا عدد أيام كل منها 30 يومًا ومجموع أيام السنة 360 يومًا، ثم أضافوا إليها الأيام الخمسة المنسية التي ولدت فيها المعبودات الخمسة (أوزيريس-إيزيس-نفتيس-ست-حورس، ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات في السنة الكبيسة قدموه هدية للمعبود تحوت الذي علمهم التقويم.
التقويم القبطي
وأشارت إلى أن التقويم القبطي هو امتداد للتقويم المصري القديم، حيث اعتبر تاريخ تقلد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الحكم عام 284م، هو بداية للتقويم القبطي تخليدًا للشهداء الأقباط الذين نكل بهم لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية، ورفضهم تأليهه وعبادته، وفي عهد محمد علي باشا أصدر أمرًا في سنة 1839م باتخاذ التقويم القبطي أساسًا لحسابات الحكومة، وكانت السنة تًسمى السنة التوتية نسبة إلى شهر توت أول شهور السنة القبطية.
واستمر العمل بالتقويم القبطي حتى عهد الخديوي إسماعيل الذي أصدر أمرًا باستبدال التقويم القبطي بالتقويم الإفرنجي الميلادي بسبب ضغوط صندوق الدين، ويحتفل مسيحيو مصر برأس السنة القبطية بذكرى شهداءهم الأوائل، ويتم ذلك بطقوس خاصة تتضمن تناول بعض الفواكه مثل البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح إلى دم الشهداء، بينما ترمز الجوافة إلى نقاء قلوبهم، وهذا الاحتفال هو أكثر من مجرد يوم عطلة، فهو مناسبة للتذكير بالتاريخ العريق للشعب المصري والتعبير عن الهوية المسيحية.