الإثنين 04 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المواقف الضبابية والقوى الغائبة

الأحد 13/أكتوبر/2024 - 10:32 ص

بعد مرور عام بالكمال والتمام على الحرب الإسرائيلية على غزة، وبعد توسع رقعة الحرب ودخول لبنان، يستوقفني موقف روسيا والصين وتركيا، عن ما يحدث وحدث في قطاع غزة، وما يحدث الآن في لبنان، ودائمًا ما أتساءل أين تلك القوى؟، وما إذا كانت داعمة أو غير داعمة للموقف العربي، أو القضية الفلسطينية، وما رأيها في المهزلة التي تحدث في المنطقة.

والحقيقة ومن وجهة نظري، أن تلك القوى تتعامل مع المنطقة العربية على أنها غنائم محللة لهم فقط، ومواقفها مما يحدث فيها ضبابية ومتدنية فلا يوجد لها أي تحرك دبلوماسي أو موقف سياسي، أو دعم بكافة أشكاله المادية منها والمعنوية.

إن كل تلك الأمور تجعلنا نتساءل لماذا غاب دور تلك القوى، التي من شأنها أن تعيد صياغة تلك الحرب، وهل من المعقول أن يظل دور كلٍ من تلك الدول هو تقسيم المغانم في المنطقة؟، وما هو دورهم الحقيقي في المساندة للشعوب العربية أو الحكومات أو تلك الأنظمة، وأن تقف تلك الدول من كلٍ من تلك الأنظمة.

دعونا نبدأ بالموقف الصيني، وهنا نتساءل ماذا قدمت الصين من الناحية الدبلوماسية أو التحركات السياسية في المنطقة خلال العام المنصرم؟ أو قبله، الحقيقة أنه لا يوجد أي دعم صيني لما يحدث أو موقف حقيقي يمكن الاستناد إليه لحلحلة ما يحدث حتى أو لدعم الشعوب العربية أو حتى التضامن مع شعوب المنطقة والمطحنة اللإنسانية التي تحدث طوال العام المنقضي منذ أحداث طوفان الأقصى، أو حتى ما حدث في لبنان، أين أطروحات الصين السياسية وماذا عن موقف الصين في مجلس الأمن أو موقفها في الأمم المتحدة.

والأمر بسيط ولا يحتاج لتحليل كبير، إن ما يعني الصين ويهمها في المقام الأول والأخير مسألة تايوان وبحر الصين فهي منكبة على نفسها فقط لا غير.

وببحث بسيط في محرك البحث جوجل عن الموقف الدبلوماسي الصيني في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، أو صراع حماس مع إسرائيل، أو المجازر اللاإنسانية التي حدثت خلال العام الماضي، لن تجد أي جملة ممسوكة وتعبر عن دور الصين، لأنها ليس لها أي تحرك سياسي أو تفاعلات محسوبة ولم تكلف نفسها بالبحث عن حلول وسط لما يحدث في الوطن العربي، كما أنها لم تمارس أي نوع من أنواع الضغط في مواجهة الضغط الأمريكي الغربي على المنطقة أو أي نوع من أنواع الدعم الإنساني.

بالانتقال إلى تركيا، فهي حتى الآن تقف صامتة بكافة الأشكال ولم يتحرك لها ساكن منذ بداية الحرب على غزة، كما أنها لم تقدم يد العون للشعب الغزاوي على ما يواجهونه من غشامة إسرائيلية جارفة، فعلى الناحية الدبلوماسية لا توجد أي نوع من أنواع الحلول التي طرحتها تركيا، أو مبادرات دبلوماسية من شأنها حل الصراع، أو وقف تلك المجازر، أو حتى تقديم الدعم للشعب المكلوم، لاسيما وأنها ضمن حلف الناتو الأوروبي ومن شأنها أن تقدم الكثير والكثير بموجب العضوية.

تركيا تخلت عن فلسطين ولبنان وشعوبهما، ولم تكلف خاطرها حتى أن توصل القضية العربية لأوروبا، فتقاعست وظلت صامتة، واكتفت بمغانمها التي تسعى لها في المنطقة متمثلة في سوريا وليبيا، فهي لا تبحث سوى عن نفسها. 

الحقيقة أننا لم نرى دعم حقيقي أو رفض لما حدث، ولم يوجد أي دعم إنساني للأوضاع في غزة على مدار عام، وهنا لابد أن نشير إلى دور مصر وما قامت به الإمارات من تقديم الدعم الإنساني متمثلًا في شاحنات المساعدات لغزة ولبنان، وعلى الرغم من أن تركيا الأقرب جغرافيا لم نرى منها أي مساعدات إنسانية، ولا موقف حقيقي تجاه جارتهم لبنان ومساندة شعبها، بل إن حالة الخذلان تلك تشعرك وكأنها كانت تريد أن تقع لبنان فريسة في أحضان إيران وتقف دون سيادة دولة لبنان الشقيقة.

ننتقل إلى القوى الثالثة، وهي روسيا، وهنا لا يخفى على أحد أن روسيا منهكة في الحرب مع أوكرانيا، لكن روسيا بما لها من ثقل دولي تستطيع أن تتحرك على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبما لها من علاقات مميزة مع دول الغرب وتحديدًا دول أمريكا اللاتينية وكذلك بعض دول المنطقة، بل مع إيران نفسها لم تقوم بالدور الذي يجب أن تقف به مع غزة تحديدًا أو مع لبنان، وكأن قضيتهم لم تأتِ على أجندة النظام الحاكم في الكرملين، وكلنا يعلم مدى تأثير تدخل روسيا. 

هذا الأمر يجعلنا جميعا نقف ونتساءل أين أدوار تلك الدول التي تركت إيران منفردة تفعل ما تشاء في تلك المنطقة، وإسرائيل تتوغل بهذا الشكل وتتوحش، ولا تعمل على إيجاد توازن دولي في مواجهة أمريكا والغرب، وهذا التوازن يمكن بكافة الطرق الدبلوماسية والسياسية التأثير في الصراع الذي يشتعل يومًا تلو الآخر.

وكأن الأمر لا يعنيهم، إلا حينما يتم تقسيم الغنائم، وأصبحنا جميعًا على منضدة يستطيع الجميع أن يفعل ما يريد ويحصل على ما لديه من أطماع في المنطقة ويبتز شعوب تلك المنطقة، وما بقى لي في النهاية غير الاستفهام، أين تلك الدول وما دورها فيما يدور بالمنطقة وما يحدث بها من مجازر وانتهاكات ضد الإنسانية وإبادات جماعية.

وفي نهاية الحديث، اترك تلك الرسالة بين أيديكم: إلى كل أصدقائنا الذين يتوهموا أنه يمكن أن يكون لتلك الدول تحرك أو موقف أو رؤية لحل شامل وعادل، أو حتى دعم للقضية، عليهم أن يبحثوا عن حلول أخرى.. وعليكم جميعًا السلام!

تابع مواقعنا