تفسير عُربا أترابًا.. ما ينتظر الرجال من أصحاب اليمين في الجنة

نقدم تفسير عُربا أترابًا، الآية رقم 37 من سورة الواقعة، إحدى السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتعتبر سورة الواقعة من السورة التي تتحدث عن عذاب الآخرة كما تتضمن وصف الجزاء المنتظر لأهل الجنة، وعن سورة الواقعة، روى ابن دقيق العيد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ».

تفسير عُربا أترابًا 

وأوضح الشيخ مصطفى العدوي، تفسير عُربا أترابًا، حيث الآية الكريمة من سورة الواقعة ويقول فيها الله عز وجل "إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)، وتتضمن هذه الآيات الكريمات، وصف الحور العين في الجنة، فكلمة عُرب يقصد بها المرأة التي تتحبب إلى زوجها وتدلله، وتذهب عنه كدر الدنيا وما يقاسيه، فهذه هي المرأة العُرب في وصف القرآن الكريم، وأما كلمة أترابا، فهو وصف لسن نساء أهل الجنة أو حور الجنة، فجميعهن في سنًا واحدًا، حيث سن الشباب والصبا.

ومن تفسير عُربا أترابًا، ما ورد عن أم سلمة في حديثها مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قالت: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالى عربا أترابا، فقال النبي ﷺ: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا، خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات، أترابا على ميلاد واحد.

قلت: يا رسول الله، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة، قلت: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، طوبى لمن كنا له وكان لنا.

قلت: يا رسول الله، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: "يا أم سلمة، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا، فتقول: يا رب، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " حديث رواه بكر بن سهل الدمياطي، عن عمرو بن هاشم البيروتي، عن سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه عن أم سلمة.

فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا

استكمالا لتوضيح تفسير عربا أترابا، إحدى آيات سورة الواقعة، فقد ذكر تفسير الميسر، إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء، فجعلناهن أبكارًا، متحببات إلى أزواجهن، في سنٍّ واحدة، خلقناهن لأصحاب اليمين.

وفي تفسير الجلالين، كلمة عرُبا، بضم الراء وسكونها، جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها عشقا له، وأترابا جمع ترب، أي مستويات في السن، وأما تفسير عربا أترابا عند السعدي، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، كما أن وصف البكارة ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن عُرُبًا أَتْرَابًا ملازم لهن في كل حال.

معنى عربا

ولمن يتساءل عن معنى عُربا، فالعروب، هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها ومحبتها، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع.

وأما الأتراب، فهن اللاتي على سن واحدة، سن ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.

ونختم لكم تفسير عُربا أترابًا، بما رواه الترمذي عن الحسن قال: " أتت عجوز فقالت يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكى"، فقال صلى الله عليه وسلم أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز، إن الله تعالى يقول: "إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا".