تقارير: تركيا وإسرائيل تبحثان إنشاء خط فاصل في سوريا لتجنب التصعيد
بدأت تركيا وإسرائيل محادثات لإقامة خط فاصل في سوريا، بهدف تجنب أي سوء تفاهم ومنع حدوث صدامات بين جيوشهما، وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لصحيفة ميدل إيست آي التي تبث من لندن.
وتأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في سوريا، بما في ذلك قاعدة T4 الجوية في حمص، التي كانت تركيا تخطط للاستحواذ عليها قريبًا لنقل عمليات الطائرات المسيرة وتركيب أنظمة الدفاع الجوي، وفقا للصحيفة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظرائه الأتراك، أن إسرائيل كان أمامها نافذة محدودة لضرب قاعدة T4 قبل أن تتمكن تركيا من نشر قواتها هناك، وهو ما كان يعني إغلاق القاعدة أمام العمليات الإسرائيلية في المستقبل، وتشير التقارير إلى أن أي هجوم على القوات التركية حتى وإن كان عن طريق الخطأ، قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة، كما أن الخطط التركية لنقل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة إلى المنطقة قد تمنع الطائرات الإسرائيلية من العمل بحرية في الأجواء السورية، والحديث للصحيفة.
التوترات بين إسرائيل وتركيا
وتقول الصحيفة، في إطار محاولات تخفيف التوترات، أصدرت كل من إسرائيل وتركيا بيانات متطابقة تؤكد رغبتهما في تجنب التصعيد في سوريا، حيث أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم الجمعة أن تركيا لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وهو نفس ما أكده مسؤول إسرائيلي.
وتتناسب التطورات حول قاعدة T4 مع أهداف تركيا الإقليمية الأوسع، فأنقرة بصدد توسيع وجودها العسكري في سوريا، وخاصة لمحاربة بقايا تنظيم الدولة (داعش)، كما أن تركيا تجري مفاوضات مع الحكومة السورية على اتفاق دفاعي، حيث تعرض تقديم غطاء جوي وحماية عسكرية للحكومة السورية التي تفتقر إلى جيش فاعل، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة أيضًا، إنه وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل وتركيا لتجنب المواجهة المباشرة، تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في تشجيع الطرفين على تخفيف التوترات، فالمصالح الاستراتيجية الأمريكية في سوريا تركز على تسهيل استقرار الإقليم، حيث تستعد الولايات المتحدة لتقليص وجودها العسكري في المنطقة، وتعتبر القواعد العسكرية التركية في سوريا، خاصة في حمص وتدمر، ضرورية لملاحقة فلول داعش في المنطقة.
واختتم التقرير، مع ذلك، تبقى إسرائيل متمسكة بحرية عملياتها الجوية في الأجواء السورية، خاصة في ظل تهديد أنظمة الدفاع الجوي التركية، لكن المسؤولين الأتراك يؤكدون أن الأمن السوري يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، وأن أي اتفاقات مع إسرائيل هي مسألة تخصهم، ومع استمرار المفاوضات، يبدو أن إقامة خط فاصل بين تركيا وإسرائيل سيكون خطوة حاسمة نحو ضمان الاستقرار الإقليمي ومنع حدوث مواجهة مباشرة بينهما.
