الربيع الكاذب.. العلماء يحذرون من تقلبات حرارية مفاجئة تهدد حياة ملايين البشر
حذرت دراسة حديثة من أن تغير المناخ يدفع العالم نحو تقلبات غير مسبوقة في درجات الحرارة، ما يشكل تهديدًا متزايدًا للبشر والبيئة على حد سواء، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
تغير المناخ يسبب تقلبات حرارية مفاجئة
كشفت الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications أن أكثر من 60% من مناطق العالم شهدت تقلبات حرارية وأصبحت أكثر حدة وسرعة، نتيجة الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، وأشارت توقعات العلماء إلى أن عدد الأفراد المُعرضين للخطر قد يتضاعف بنسبة تتجاوز 100% بحلول نهاية القرن، إذا استمر العالم في الاتجاه الحالي لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحذر الباحثون من أن التحولات السريعة من موجات حرارة إلى برد قارس أو العكس، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة والأنظمة البيئية، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض، حيث يُتوقع أن تتضاعف معدلات التعرض لهذه الظاهرة بما يتراوح بين أربعة إلى ستة أضعاف المعدل العالمي.
تأثيرات صحية خطيرة
ووفقًا للخبراء، فإن الوقت القصير المتاح للتأقلم مع هذه التغيرات المفاجئة يعزز احتمالات وقوع تأثيرات صحية خطيرة قد تكون غير قابلة للعلاج في بعض الأحيان.
وأشار الباحثون إلى أن هذه التحولات ليست ظاهرة جديدة، لكنها أصبحت أكثر شيوعًا وحدّة بفعل تغير المناخ، الذي يؤدي إلى اضطرابات في التيار النفاث وتغيرات في التوازن الحراري والرطوبي للأرض، ما يساهم في تعزيز التباين المناخي.
ومن الأمثلة البارزة على هذه الظاهرة، ما شهدته أمريكا الشمالية، حيث قفزت درجات الحرارة من -10 مئوية إلى أكثر من 5 درجات في أيام قليلة، مسببة ما وصفه العلماء بـ الربيع الكاذب، الذي أدى إلى تفتح مبكر للمحاصيل ثم دُمرت لاحقًا بموجة برد.
الانبعاثات المرتفعة والتغيرات الحرارية
وبحسب الدراسة، فإن التوقعات المستقبلية في سيناريو الانبعاثات المرتفعة تشير إلى أن وتيرة هذه التقلبات قد تزداد بنسبة 8%، وشدتها بنسبة 7%، وسرعتها بنسبة 3% خلال السنوات القادمة، إلا أن الباحثين أكدوا أن تقليص الانبعاثات يمكن أن يخفف من حدة هذه التغيرات الحرارية.
كما حذر تقرير صادر عن مؤسسة Water Aid من التحول المناخي في بعض أكثر مدن العالم ازدحامًا والأخرى التي تتعرض لفيضانات أو جفاف مستمر هي الأكثر تأثرًا بالكوارث المناخية خلال السنوات القادمة.
وأشار التقرير إلى أن 20% من أكبر مدن العالم تعرضت بالفعل لما يسمى بـ الانقلاب المناخي، حيث تحول 13% منها إلى مناخ رطب بشكل متطرف، و7% إلى مناخ جاف قاسٍ، ما يؤثر على حياة نحو 250 مليون نسمة.
وأكد العلماء أن مواجهة هذه الأزمة المناخية تتطلب تحركًا عالميًا عاجلًا للحد من الانبعاثات، وتطوير استراتيجيات تكيف مرنة، خاصة في المناطق المعرضة للخطر الأكبر.
