خالد الجندي: السؤال هو سبب الحضارة الإنسانية ومفتاح العلم
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن السؤال هو مفتاح العلم وسبب الحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الله عز وجل استخدم تعبير "ليتساءلوا بينهم" في القرآن الكريم ليُرسي ثقافة التفكير والتدبر، لا التلقي الأعمى.
خالد الجندي: السؤال هو سبب الحضارة الإنسانية ومفتاح العلم
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تليفزيونية: التشكيك أصل إننا نطلع بفكرة أو بمعتقد، لازم إننا نشكّ ونتساءل الأول، وبعد كده ندخل في حوار، وبعد كده نطلع بأفكار.. الشك مطلوب، وبيسمّوه الشك العلمي، اللي كانوا بيدّعوا إن ديكارت هو اللي رسّخ هذا المبدأ، واللي قامت عليه النهضة الصناعية والعلمية في أوروبا، والتخلّص من عصور الظلام.
وأكمل: السؤال هو مفتاح العلم، وهو سر الحضارة الإنسانية، السؤال هو السبب اللي بيخلّي الإنسان يبدع ويفكّر، وده الفرق بين الذكي وغير الذكي، إن الذكي بيسأل، وغير الذكي بيصدّق ويسلّم وخلاص، ودى كده مصيبة.. أنا هضرب لكم مثال نقدر نفهمه مع بعض، أنت شوفت حاجة وقعت على الأرض قبل كده؟، أكيد، طب التفاحة وقعت ليه؟، وليه وقعت لتحت مش لفوق؟، وإيه سرعة وقوعها؟، وإيه القانون اللي بينظّم ده؟.. هو ده السؤال اللي وصل بيه نيوتن لقوانين الفيزياء اللي قامت عليها كل العلوم، هو كان ممكن ياكلها وخلاص، بس إحنا لما بتقع تفاحة قدامنا، ناكلها ونطلب غيرها.
خالد الجندي: البعث في القرآن لا يعني فقط القيام من الموت
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن اختيار لفظ "البعث" في قوله تعالى: "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم"، لم يأتِ عبثًا، بل يعكس عمقًا بلاغيًا وتربويًا في كتاب الله، حيث إن البعث لا يقتصر على الإحياء بعد الموت، بل يشمل أيضًا الإيقاظ من النوم، والإرسال، والتكليف، والتعليم، مضيفًا: ليه هنا ربنا عز وجل قال (بعثناهم؟)، يعني ليه اللفظ ده؟، وكذلك بعثناهم، للإشارة إلى إن الموت نوم، والنوم موت، والقيام من النوم والقيام من الموت، كلاهما يصح إننا نطلق عليه لفظ البعث.
وأردف: لما نقول إن النائم بُعث من نومه، اللفظ صحيح، ولما نقول إن المتوفى بُعث من موته، برضه صحيح، والدليل إن ربنا سبحانه وتعالى قال: (وهو الذي يتوفاكم بالليل)، يعني ربنا بيعتبر النوم وفاة، وفي سورة الزمر قال: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)، يعني بيقبض أرواح النائمين والمستيقظين إذا أراد، واللفظ ده كبير وواسع المعاني، البعث بيُطلق في القرآن على الموت والنوم، لكن كمان بيُطلق على الرسل، الرسل مبعوثين، وكمان في سورة المائدة، فبعث الله غرابًا، يعني أرسل، يبقى البعث تيجي بمعنى أرسل، وتيجي بمعنى كلّف، وتيجي بمعنى أيقظ.
واختتم حديثه: هل يصح إن البعث يُقال على الوحي؟، ربنا سبحانه وتعالى لما يبعث نبي بيكون أوحى إليه بتكليف، عشان كده لما بنصلي على النبي بنقول: اللهم صل على المبعوث رحمة للعالمين، يبقى البعث يعني إرسال، ويعني تكليف، ويعني تعليم، ويعني إيقاظ من نوم أو موت.
