رجل المشهد الواحد.. كيف خلد محمود مرسي اسمه؟
مرّ عامٌ جديد على غياب الأستاذ، ذلك اللقب الذي لم يمنحه لنفسه، بل منحته له الشاشة بحيائه، والصمت منح الناس وقتًا ليتأملوا صوته، في 24 أبريل من كل عام، لا نودّع محمود مرسي، بل نمرّ بجانب صورته في الذاكرة ونقول: ما زلت هنا، بصوتك، بنظرتك، بموقفك.
ذكرى وفاة محمود مرسي
محمود مرسي لم يكن نجمًا عاديًا، كان حالة فنية نادرة، رجل لم يتوسل للشهرة، بل جاءت إليه خجلى، بدأ مشواره كمخرج إذاعي، لكنه حين وقف أمام الكاميرا، لم يكن يمثل فقط.. كان يُدرّس التمثيل بالفطرة كل دور له كان نصًا دراميًا قائمًا بذاته.
يوم رحل، لم تبكِه الكاميرا، بل بكى صوته حين غاب عن المذياع، وبكت الشاشة التي لم تعد ترى عتريس إلا كظل على الجدران.
لكنه لم يكن عتريس فقط، كان الأستاذ الجامعي، والمثقف الهادئ، والأب الصارم الذي يعرف كيف يحب، أدواره امتدت من الشر الخالص إلى الحكمة الخالدة، لم يصرخ في مشهد، بل كان الصمت عنده أكثر فتكًا من الكلمات.
حتى اعتزاله كان يشبهه: هادئ، حاسم، بلا ضجيج، لأنه آمن أن للفن هيبة، لا يجوز أن تُهدر على أي ورق.
واليوم، لا نرثي محمود مرسي، بل نقرأه، نبحث عن مشهد من العائلة، أو نعيد حواره في زوجتي والكلب، أو نصمت حين تظهر صورته في شيء من الخوف، وكأننا أمام مخرج كبير يقول: أكشن! لكن بهمس لا يسمعه إلا من احترف الإصغاء.
وفاة محمود مرسي
وتوفي محمود مرسي بعد أن تعرض لأزمة قلبية شديدة، في 24 أبريل عام 2004، حيث كان الراحل يدخن بشراهة مما أدى إلى تعرضه لمضاعفات وتدهورت حالته الصحية في أيامه الأخيرة، وأثناء تصوير مسلسل وهج الصيف أصيب الراحل بأزمة قلبية حادة لتفيض روحه إلى بارئها على التو.
وقدم محمود مرسي خلال مسيرته الفنية، مجموعة من الأعمال التي تجاوزت حاجز الـ 91 عملًا، منها رحلة السيد أبو العلا البشري، بين القصيرين، الباب المفتوح، السمان والخريف، طائر الليل الحزين، أبناء الصمت وغيرها، حيث تنوعت أعمال الراحل ما بين السينما والدراما، ولكن جميعها نالت إعجاب الجمهور المصري والعربي.
