دراسة: تناول الأفوكادو خلال الحمل يقلل خطر إصابة الأطفال بالحساسية الغذائية بنسبة 44%
يعد الأفوكادو، الفاكهة الغنية بالدهون الصحية، التي تحظى بشعبية كبيرة بين جيل الألفية، ويحمل فائدة جديدة غير متوقعة للحوامل، وكشفت دراسة فنلندية جديدة، أن تناول الأفوكادو خلال فترة الحمل قد يكون له دور في تقليل احتمالية إصابة الطفل بالحساسية الغذائية بعد ولادته، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
نتائج لافتة من تحليل آلاف الحالات
وحلل باحثون بيانات أكثر من 2200 من الأمهات وأطفالهن، وتبين أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الأفوكادو خلال الحمل كانوا أقل عرضة بنسبة 44% للإصابة بحساسية الطعام في عامهم الأول مقارنة بأقرانهم الذين لم تُدرج أمهاتهم هذه الفاكهة في نظامهم الغذائي.
وأجريت الدراسة في فترتين من الحمل خلال الثلث الأول والثالث، حيث تم جمع معلومات دقيقة حول الأنماط الغذائية عبر استبيانات مفصّلة، ثم تمت متابعة الأطفال حتى بلوغهم 12 شهرًا، لتقييم احتمالات الإصابة بالحساسية الغذائية، والأكزيما، والصفير التنفسي.
ما السبب وراء هذا التأثير الوقائي؟
يحتوي الأفوكادو على عناصر غذائية مهمة لنمو الجنين وتطوير جهازه المناعي، مثل الألياف، وحمض الفوليك، واللوتين، والدهون الأحادية غير المشبعة، ويُعتقد أن هذه المكونات تساهم في تقوية الجهاز المناعي لدى الطفل وتقليل احتمالية حدوث ردود فعل تحسسية في سن مبكرة.
ولاحظ الباحثون، أن النساء اللاتي تناولن الأفوكادو أثناء الحمل كنّ في الغالب يتمتعن بصفات صحية أخرى، متوسط أعمارهن كان أكبر، لا يدخّن، يتبعن أنظمة غذائية عالية الجودة، ويتمتعن بمؤشر كتلة جسم أقل، كما أنهن استمررن في الرضاعة الطبيعية لفترة أطول بعد الولادة.
الحساسية الغذائية في تزايد عالمي
تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل 13 طفلًا في الولايات المتحدة يعاني من نوع من أنواع الحساسية الغذائية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50% منذ عام 1997، ويعزو العلماء هذه الزيادة إلى عوامل مثل أنماط التغذية الحديثة، نقص التعرض لأشعة الشمس.
التنوع الغذائي للأطفال.. عامل وقائي آخر
دراسة سويدية جديدة، عززت من هذا التوجه، حيث وجدت أن إدخال نظام غذائي متنوع في عمر 9 أشهر، يشمل 13 إلى 14 نوعًا مختلفًا من الطعام، قلّل من خطر الإصابة بالحساسية بنسبة 45% بحلول عمر 18 شهرًا، لكن الدراسة أكدت أن التنوع الغذائي لم يكن بنفس التأثير عند إدخاله مبكرًا جدًا في عمر 6 أشهر.
وتشير الأبحاث المتراكمة إلى أهمية اختيارات الأم الغذائية خلال الحمل، وتأثيرها المباشر على صحة الجهاز المناعي للرضيع، والأفوكادو، بمكوناته الطبيعية، قد يكون خيارًا بسيطًا وفعّالًا لتعزيز صحة الجنين وتقليل احتمالات إصابته بالحساسية في المستقبل.


