وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، سؤالا ورد إليه من أحد المواطنين نصه: إنني أبلغ من العمر 93 سنة، وقبل 60 سنة وجدت رضيعا في الشارع فأخذته وتبنيته باسمي وضممته بين أولادي، وكان لدي منزل بعته وقسمت عائده على جميع الأولاد وأعطيته مثلهم بدون فرق فما حكم ذلك؟ كما أنني أريد أن أخبره بالحقيقة وأنه ليس ابني من صلبي فماذا أفعل؟.
وقال الدكتور عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في كتابه الكريم: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)، مضيفًا: لقد فعلت معروفا مع هذا الطفل اللقيط الذي لا يعرف له أب ولا أم فأحسنت إليه وآويته وكفلته فكنت منفذا قول الله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر)، ومنفذا قول سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة).
وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب
وواصل لاشين: قال ابن بطال حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيقا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة حيث لا منزلة في الآخرة أفضل من أن تكون جارا لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة هذا هو العمل الإيجابي الذي فعلته وسوف تثاب عليه بإذن الله عز وجل، أما العمل الذي أخطأت فيه وخالفت فيه نص القرآن الكريم في تحريم التبني حيث قال الله تعالى: "وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل"، بمعنى أن تبني من ليس من صلب المتبني وإنما من صلب رجل آخر معروف أو مجهول عمل غير مشروع لا يرضى عنه الله ولا يقبله الشرع لأنه متضمن تزويرا وقلبا للحقائق، ومن أجل ذلك سمى كتاب الله الأولاد المتبنون دعيا أي ولدا ليس بأصيل فالشرع يرفض هذا العمل ويعتبر الولد المتبنى دخيلا في الأسرة ومتطفلا عليها وتأكيدا لرفض بنوته.
واختتم: لا عبرة بما تقولون شرعا لأنه مخالف للواقع وكذب على الله والله يقول الحق لا يرضى بسواه بديلا وأما إعطاؤك الولد الذي تبنيته نصيبا من ثمن البيت الذي بعته يبلغ نصيب أبنائك الحقيقيين فمن الممكن أن نعتبر أن ذلك صدقة وعونا للولد على مواجهة متطلبات الحياة، ولا يعتبر ذلك ميراثا لأن التبني لا أرث له شرعا ولا تترتب عليه حقوق شرعية حيث إن الميراث لا يكون إلا للأولاد الصلبيين، وعليك أن تخبر هذا الولد بالحقيقة منفردا دون تشهير حفظا للحقوق والمحرمية، وعليك أن تسعى لتغيير اسم هذا الولد قانونا حتى لا يدخل في منازعات ميراث ونحوه مع أولادك وسائر ورثتك.


