دراسة جديدة: الجلوس لفترات طويلة بعد النوبة القلبية يزيد خطر الإصابة مجددًا

حذر باحثون من أن الاسترخاء المفرط بعد التعافي من نوبة قلبية قد يُضاعف خطر الإصابة بأزمة قلبية جديدة أو مضاعفات تهدد الحياة، وذلك بحسب دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة الدورة الدموية. 

وأظهرت الدراسة، أن الأشخاص الذين جلسوا لأكثر من 14 ساعة يوميًا بعد عام من تلقي العلاج لأعراض نوبة قلبية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة جديدة أو الوفاة بنسبة تصل إلى 2.5 مرة، مقارنة بمن مارسوا نشاطًا بدنيًا أعلى.

التحرك أفضل من الصمت

الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور كيث دياز، الأستاذ المشارك في الطب السلوكي في المركز الطبي بجامعة كولومبيا، أوضح أن الفوائد لا تتطلب مجهودًا شاقًا، بل إن مجرد تقليل وقت الجلوس وزيادة وقت الحركة أو حتى النوم قد يحدث فرقًا كبيرًا.

وقال دياز: ليس من الضروري أن يركض المريض ماراثونًا ليستفيد، فاستبدال القليل من الجلوس بالحركة أو النوم يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات قلبية.

نتائج الدراسة بالأرقام

شملت الدراسة أكثر من 600 مشارك تتراوح أعمارهم بين 21 و96 عامًا، عولجوا جميعًا من نوبات قلبية أو آلام صدرية بين عامي 2016 و2020، وجرى تزويدهم بأجهزة معصمية لمراقبة نشاطهم الحركي لمدة 30 يومًا تقريبًا بعد مغادرتهم المستشفى.

وتبين أن استبدال 30 دقيقة من الجلوس يوميًا بنشاط بدني معتدل أو قوي يقلل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو وفاة بنسبة 61%، واستبدال الجلوس بنشاط خفيف يقلل الخطر بنسبة 50% حتى النوم بدلًا من الجلوس قلل الخطر بنسبة 14%.

أبرزها تقليل استخدام التكنولوجيا.. نصائح للوقاية من أمراض القلب

الراحة ليست دائمًا الحل

وأضاف دياز، أن النتائج فاجأت فريق البحث، خاصةً فيما يتعلق بتأثير النوم، قائلًا: النوم يُعد سلوكًا تعويضيًا مهمًا بعد التعرض لوعكة صحية، ويبدو أنه يلعب دورًا إيجابيًا في التعافي من النوبات القلبية.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة بيثاني بارون جيبس، المتحدثة باسم جمعية القلب الأميركية، إلى أن الدراسة تدعم استراتيجية "الجلوس أقل، والتحرك أكثر"، مؤكدة أن حتى النشاط الخفيف يمكن أن يُحدث فرقًا واضحًا، خصوصًا للمرضى الذين يواجهون صعوبة في ممارسة التمارين المكثفة بعد الخروج من المستشفى.