رئيس الشراء الموحد: توقيع 21 اتفاقية لنقل تكنولوجيا اللقاحات في مصر.. وتوفير لقاحات B من 3 شركات وطنية
أكد الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، أن مصر أحرزت تقدمًا كبيرًا في توطين صناعة اللقاحات الحيوية، في إطار تنفيذ محور الصحة ضمن رؤية مصر 2030، مشددًا على أن التجربة المصرية أثبتت أن العمل المؤسسي والتكامل بين الجهات هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف الصحية القومية.
وأوضح ستيت، خلال مؤتمر صحفي، أن هذا الإنجاز لا يعبر فقط عن تقدم طبي، بل يُجسّد التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا تجاه صحة المواطن المصري، مضيفًا أن الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة اللقاحات تم تفعيلها بناءً على توجيهات رئاسية صدرت خلال مؤتمر منظمة الصحة العالمية في العاصمة البلجيكية بروكسل في فبراير 2022، وبموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 719 لسنة 2024، بما يضمن إنشاء منظومة موحدة وشاملة لتصنيع اللقاحات داخل مصر.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن هذه الاستراتيجية يتم تنفيذها من خلال مبادرة التعاون لتوطين تصنيع اللقاحات محليًا، والتي تعمل تحت مظلة هيئة الشراء الموحد، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، وهيئة الدواء المصرية، والذراع التنفيذي للمبادرة إيفما، والتي تضم مجموعة من المصنعين المحليين المؤهلين.
ولفت إلى أن عدد الشركات المحلية المشاركة في التصنيع ارتفع إلى 6 شركات حتى الآن، وتمكنت من إبرام 21 اتفاقية لنقل تكنولوجيا التصنيع مع 10 شركات دولية رائدة من دول مثل فرنسا، الدنمارك، الولايات المتحدة، الهند، الصين، وهولندا، وقد تم اعتماد مصر كمركز إقليمي لتصنيع اللقاحات والتدريب على القدرات الفنية والإنتاجية للقارة الإفريقية.
رئيس الشراء الموحد: 21 اتفاقية لنقل تكنولوجيا اللقاحات في مصر
وأكد ستيت أن هذا التقدم يستهدف تغطية الاحتياج السنوي المحلي من اللقاحات والذي يتراوح بين 60 إلى 70 مليون جرعة، بما في ذلك أكثر من 2 مليون جرعة سنويًا من لقاح الالتهاب الكبدي B، مشيرًا إلى أن هذا اللقاح يُوفّر حاليًا من خلال شركة وطنية عريقة في مجال التصنيع عمرها يتجاوز 100 عام، بينما تستعد شركتان محليتان جديدتان لتوفير نفس اللقاح خلال الفترة القادمة بعد حصولهما على حقوق تصنيع كاملة.
وأضاف: لأول مرة، تمتلك مصر اتفاقيات مكتملة لنقل تكنولوجيا إنتاج لقاح الالتهاب الكبدي B، وهو ما يفتح الباب أمام تصنيع محلي بجودة عالمية وباستعداد كامل للتصدير للأسواق الإفريقية والمحلية.
وفي سياق متصل، كشف ستيت أن إحدى الشركات المحلية الناشئة بدأت إنتاج الكواشف التشخيصية التي تشمل اختبارات الـPCR لفيروس B، وهي متوفرة حاليًا في 92 مستشفى ومختبرًا داخل مصر، وتُصدّر منتجاتها إلى 4 دول إفريقية، وتسعى لتطوير 30 اختبارًا مختلفًا خلال عامين.
وفيما يتعلق بسلاسل الإمداد، أكد رئيس الهيئة أن مشروع المخازن الاستراتيجية يُعد أحد أهم ركائز تعزيز الأمن الدوائي، إذ يهدف إلى إنشاء 6 مخازن استراتيجية موزعة على أقاليم الجمهورية، لتخزين الأدوية الحيوية واللقاحات والمنتجات الحساسة، وضمان استمرارية سلاسل التوريد.
وأوضح أن المشروع جزء من منظومة إلكترونية متكاملة للتتبع الدوائي، تتيح مراقبة كل صنف دوائي من لحظة إنتاجه أو استيراده وحتى استهلاكه في القطاع الحكومي، وذلك بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية، بما يسهم في ترشيد الاستهلاك وضبط المخزون وتحقيق الشفافية.
واختتم ستيت حديثه بالتأكيد على أن الهيئة المصرية للشراء الموحد مستمرة في دعم الصناعة الوطنية وتعزيز الاكتفاء الذاتي من اللقاحات الحيوية، وتوسيع قدرة مصر على أن تكون مركزًا إقليميًا للإنتاج والتصدير في القارة الإفريقية.
