فاروق جويدة: أصعب الأشياء ألا تجد صدى لما تكتب
أعرب فاروق جويدة عن حزنه من عدم التفاعل مع الكتاب، قائلًا: أصعب الأشياء ألا تجد صدى لما تكتب وأن تصبح الكلمات مجرد رذاذ ينطلق في الهواء.
وأضاف في مقال له بجريدة الأهرام: لا تجد من يسمعك أو يقدر الدماء التي تنزفها كل يوم على الورق.. منتهى القسوة.
واستشهد فاروق جويدة بموقف سابق للراحل محمد حسنين هيكل، قائلًا: كانت مفاجأة للناس أن كتب الأستاذ هيكل مقالًا يستأذن فيه القارئ بالغياب، وحاول يومها أن يبرر أسباب غيابه، أنه كان فى قمة توهجه وبريقه.. ومن أصعب اللحظات في حياة الكاتب أن يشعر بعدم جدوى الأشياء، وأن أحلامه في الإصلاح والتغيير تبدو مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة.
وتابع: لم يستطع الأستاذ هيكل أن ينسحب، واكتشف أن قضية غياب الكاتب لا تتعلق فقط برغبته، لأن هناك مسئولية تتجاوز الرغبة في الغياب.. وعاد هيكل يحلّق من جديد، ونسي فكرة الغياب.
واستكمل: عندما واجهتُ أزمة صحية بسبب مقال كتبته عن توريث القضاء في العهد السابق.. زارني الأستاذ هيكل ثلاث مرات في المستشفى، وكان في كل مرة يأتي ومعه الدكتور محمد عبد الوهاب، صاحب مستشفى دار الفؤاد.. وبعد أن خرجت، دار حوار بيني وبين الأستاذ هيكل، وقلت له؛ لن أكتب كلمة مرة أخرى، لقد شعرتُ بالإهانة حين تم التحقيق معي ست ساعات في مكتب النائب العام، خرجتُ بعدها إلى المستشفى.. يومها قال هيكل؛ أن تنسحب، فهذا حقك، وأن تمتنع عن الكتابة، فلا أحد يمنعك من ذلك، ولكن أرفض أن تنسحب وأنت تواجه أزمة.
