الخميس 12 يونيو 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

ثورة في علم الآثار..علماء يزعمون اكتشاف مدينة ثانية أسفل أهرامات الجيزة وأعمدة عمرها 38 ألف سنة أسفل هرم منكاورع.. ما القصة؟

أهرامات الجيزة
تقارير وتحقيقات
أهرامات الجيزة
الثلاثاء 10/يونيو/2025 - 03:38 ص

في تطور مثير للجدل، أعلن فريق بحثي إيطالي، اكتشاف مدينة ثانية  تحت الأرض بمنطقة أهرامات الجيزة، تقع على عمق يقدّر بنحو 2000 قدم، مشيرين إلي أن هذا الاكتشاف يدعم فرضية وجود مجمع ضخم تحت الأرض يربط بين الأهرامات الثلاثة، ما قد يغيّر نظرتنا للتاريخ القديم.
 

الكشف عن مدينة ثانية أسفل أهرامات الجيزة 


وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة ديلي ميل، يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يدعم فرضية وجود مجمع ضخم مترابط تحت سطح الأرض يربط بين أهرامات الجيزة الثلاثة، وإذا ما ثبتت صحة هذه الهياكل المكتشفة حديثًا من أعمدة وغرف، فقد تفتح الباب أمام مراجعة شاملة للتاريخ القديم المعروف حتى الآن.

وتشير الأعمدة والغرف المكتشفة حديثًا إلى إمكانية إعادة كتابة التاريخ، في حال تأكدت صحتها.

وكان فريق الباحثين الإيطاليين قد أعلن في مارس الماضي عن اكتشاف هياكل ضخمة تحت الأرض أسفل هرم خفرع، ما أثار جدلًا واسعًا وردود فعل غاضبة من علماء الآثار التقليديين الذين وصفوا النتائج بأنها زائفة وتفتقر إلى الأسس العلمية.

من جانبه، علق عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، مؤكدًا  أن أجهزة الرادار المخترقة للأرض لا يمكنها رؤية ما يوجد على عمق آلاف الأقدام تحت السطح.

ورغم الانتقادات، رصد الفريق مؤخرًا أعمدة مماثلة أسفل هرم منقرع، أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة، بعد أشهر من اكتشافهم الأول تحت خفرع.

وتقع مجموعة الجيزة غرب القاهرة، وتشمل أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع، إلى جانب تمثال أبو الهول الشهير، وتحيط بها العديد من التساؤلات الغامضة حول طريقة بنائها، ومحاذاتها الفلكية الدقيقة، والغرض منها.

فيليبو بيوندي، خبير الرادار من جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا وأحد المشاركين في البحث، أوضح في تصريحات لصحيفة ديلي ميل أن البيانات التي جمعها الفريق تشير إلى وجود احتمال بنسبة 90% بأن منقرع يحتوي على أعمدة مشابهة لتلك الموجودة تحت خفرع.

وأضاف أن الفريق توصل إلى هذا الاحتمال من خلال تحليل موضوعي لبيانات التصوير الطبقي، والتي تُظهر من خلال القياسات التجريبية أن الهياكل الموجودة تحت خفرع موجودة أيضًا تحت منقرع.

وأوضح أن الفريق يعتقد أن هياكل الجيزة مترابطة، مما يدعم وجهة نظرنا بأن الأهرامات ليست سوى قمة جبل الجليد لمجمع بنية تحتية ضخم تحت الأرض.

وأشار إلى أن هذا المجمع المرجّح يتكوّن من نظام كثيف من الأنفاق التي تربط بين الهياكل الرئيسية تحت الأرض.

البحث المثير للجدل، الذي لم يخضع بعد لمراجعة علمية ولم يُنشر في مجلة علمية محكمة، جذب انتباه العالم عند الإعلان عنه، حتى أن نجم البودكاست الشهير جو روغان وصفه بأنه رائع.

غير أن الدكتور زاهي حواس انتقد الاكتشاف واصفًا إياه بأنه هراء، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا المستخدمة لا يمكنها الوصول إلى مثل هذه الأعماق.

ورغم أن اكتشافات الفريق الإيطالي لم تُثبت بعد، إلا أنهم مستمرون في أعمالهم.

وأظهرت الصور التي التقطها الفريق أعمدة تحت هرم منقرع تشبه تلك الموجودة تحت هرم خفرع، بحسب بيوندي، الذي أشار إلي أن القياسات تكشف عن هياكل شبيهة بالأعمدة تحمل خصائص متطابقة، لافتًا إلى أنه نظرًا لأن هرم منقرع أصغر من خفرع، فإن عدد الأعمدة المتوقع أقل، لكنه زوجي.

جانب من الصور المرفقة بالبحث
جانب من الصور المرفقة بالبحث

وقد قُدّر طول الأعمدة تحت خفرع بأكثر من 2000 قدم، وبدت وكأنها تلتف حول كل منها هياكل لولبية.

وتعزز الأعمدة الموجودة تحت منقرع نظرية الفريق التي تقول إن هناك هيكلًا ضخمًا تحت رمال هضبة الجيزة.

وعند سؤاله عن وظيفة هذه الهياكل المخفية، قال بيوندي إن الفريق لا يزال في مرحلة جمع البيانات لدراسة المسألة، لكنه عبّر عن ثقته بأن تشغيل هذا الهيكل يرتبط بالعناصر الطبيعية: الهواء والماء والنار والأرض.

وأضاف أن اكتشافات كهذه تحت هرم منقرع تدفعنا إلى إعادة التفكير في فهمنا لتاريخ مصر القديمة وماضي البشرية، وتفتح آفاقًا جديدة حول أصولنا وقدراتنا، ويقترح بيوندي وفريقه أن هذه الهياكل بُنيت على يد حضارة قديمة مفقودة تعود إلى نحو 38 ألف سنة.

لكن علماء الآثار يقدّرون عمر الأهرامات الثلاثة بنحو 4500 سنة فقط، وفقًا للصحيفة.

ويستند جدول الفريق الزمني إلى نظرية تقول بوجود حضارة ما قبل التاريخ متقدمة للغاية، فُقدت بسبب كارثة كونية عالمية وقعت قبل حوالي 12،800 سنة، ربما نتيجة اصطدام مذنب بالأرض.

وصرّح الدكتور جيمس كينيت، عالم الجيولوجيا بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وأحد أبرز مؤيدي فرضية اصطدام المذنب، لصحيفة ديلي ميل بأن ثقافة كلوفيس المتقدمة، التي كانت تقطن أمريكا الشمالية، اختفت فجأة في نفس التوقيت.

وقال كينيت:هناك دلائل على انخفاض كبير في عدد السكان في أمريكا الشمالية بدأ قبل 12،800 سنة، واستمر لعدة قرون قبل أن يظهروا مجددًا ولكن في هيئة ثقافة مختلفة".

وفي الشهر الماضي، أعلن فريق العلماء الإيطاليين عن اكتشاف مدينة ضخمة وهياكل تمتد لآلاف الأقدام تحت هرم خفرع، تشمل أعمدة هائلة وسلالم حلزونية.

وتُظهر التكنولوجيا المستخدمة غرفًا ضخمة في منتصف هذه الأعمدة.

ورغم أن كينيت لا يمكنه تأكيد وقوع تأثير مشابه في مصر، إلا أنه أشار إلى وجود دلائل على هذا التأثير في موقع أبو هريرة في سوريا، الذي يبعد نحو 1000 ميل عن الجيزة، معتبرًا ذلك دليلًا قويًا.

وأضاف أن ارتطام الحطام الفضائي بتلك المنطقة ربما تسبب بفيضانات هائلة من البحر المتوسط ونهر النيل، قد تكون أغرقت أجزاء من مصر القديمة.

وتتماشى هذه الرواية مع الأساطير المصرية القديمة التي تشير إلى طوفان مدمر.

ويرى الباحث أندرو كولينز، المتخصص في الحضارات ما قبل التاريخ، أن نقوشًا هيروغليفية على جدران معبد إدفو، الواقع على بعد 780 ميلًا جنوب الجيزة، تشير إلى فيضان كارثي محا حضارة غامضة تُعرف باسم الأسلاف الأوائل.

وبحسب كولينز، تصف هذه النقوش المعروفة باسم نصوص بناء إدفو — مجالًا مقدسًا في منطقة الجيزة دُمّر بفعل ثعبان عدو أغرق الأرض في الظلام والفيضان.

ويعتقد كولينز أن الثعبان قد يكون استعارة لمذنب، خاصة أن الحضارات القديمة كثيرًا ما استخدمت الثعابين كرمز لظواهر سماوية.

ويصف الثعبان في نصوص إدفو بأنه قوة مدمرة أطاحت بجزيرة البداية، في إشارة إلى "قفزة عظيمة" أو حدث فوضوي مفاجئ.

وتشير النصوص كذلك إلى قيام الأسلاف الأوائل بتخزين أشياء مقدسة في بنية تحت الأرض تُعرف بـ عالم الروح السفلي، ويعتقد كولينز أنها تتعلق بكهوف الجيزة وأي هياكل قد تحتويها.

ورغم رفض علماء المصريات السائدين لهذه التفسيرات، إلا أن كولينز يرى أن ما يُعرف بـ"جزيرة الخلق" في النصوص قد ترمز إلى حضارة مفقودة في منطقة الجيزة دمرها حدث كارثي، وتم تخليدها لاحقًا في الأسطورة.

أما علماء الآثار التقليديون فيرون أن هذه النقوش رمزية، ولا تشير مباشرة إلى الجيزة، ويفسرونها على أنها أساطير تُجسّد هجرة الآلهة إلى مصر بعد الطوفان، لا أن أصلهم كان فيها.

 

تابع مواقعنا