بريطانيا تكشف حيلة جديدة لتهريب المهاجرين بعد القبض على شخصين

شهدت بريطانيا حادثة جديدة تسلط الضوء على تزايد الأساليب الخطرة التي يتبعها مهربو البشر، بعد اكتشاف مهاجرين اثنين مختبئين بين عجلات الحافلة على الطريق السريع M11 بالقرب من مطار ستانستيد مساء الجمعة، حسب صحيفة ديلي ميل.
تهريب البشر
ويأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من رصد 13 مهاجرًا يخرجون من شاحنة في منطقة تشارلتون جنوب شرق لندن، بالقرب من أحد متاجر ساينسبري، مما يشير إلى تصاعد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية وخطورتها المتزايدة.
ومن جهتها، أوضحت شرطة مقاطعة إسكس أنها تلقت بلاغًا بشأن مخاوف تتعلق بسلامة شخصين عُثر عليهما أسفل حافلة على الطريق السريع M11 بالقرب من مطار ستانستيد مساء الجمعة، وأضافت أنه تم إرسال دوريات إلى إحدى محطات الاستراحة قبيل الساعة العاشرة مساءً، حيث تم توقيف أحد الشخصين وتحويل الآخر إلى خدمات الرعاية الاجتماعية.
وأظهرت الإحصاءات الأخيرة أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ضبطهم أثناء محاولتهم دخول بريطانيا عبر موانئ كاليه ودانكيرك ونفق القنال في كوكيل بلغ 5874 شخصًا خلال عام 2024، بزيادة قدرها 22% مقارنة بـ 4794 حالة في عام 2023.
وتأتي هذه الحوادث في ظل تزايد الضغوط على الحكومة البريطانية لتعزيز الرقابة على الحدود، في وقت تتصاعد فيه انتقادات جماعات حقوق الإنسان التي تحذر من المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولاتهم العبور إلى المملكة المتحدة بطرق غير آمنة.
ويُرجّح أن المهربين باتوا يتبعون أساليب أكثر خطورة لإدخال المهاجرين، بما في ذلك إخفاؤهم في تجاويف ضيقة أسفل الحافلات أو داخل الشاحنات، الأمر الذي يعرّض حياتهم للخطر الشديد. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة وقائع مشابهة، ما يثير تساؤلات بشأن فعالية الإجراءات الأمنية في نقاط العبور الرئيسية.
وفي المقابل، تؤكد الحكومة البريطانية تمسكها بسياسة عدم التساهل مع الهجرة غير الشرعية، وتواصل التعاون مع السلطات الفرنسية لتعزيز المراقبة في الموانئ ونقاط العبور، إلى جانب استثمار موارد إضافية في تكنولوجيا المراقبة والكشف المبكر عن محاولات التسلل.
وتشير التقديرات إلى أن معظم هؤلاء المهاجرين ينحدرون من مناطق تعاني من نزاعات مسلحة أو أزمات اقتصادية حادة، ما يدفعهم إلى خوض رحلات محفوفة بالمخاطر أملًا في الوصول إلى بريطانيا، التي يرون فيها فرصة لحياة أكثر استقرارًا.
ورغم تشديد الإجراءات، لا يزال المهربون يجدون طرقًا جديدة للتحايل على أنظمة الرقابة، الأمر الذي يجعل من مكافحة الهجرة غير النظامية تحديًا معقدًا يستلزم مقاربة متعددة الأبعاد تشمل الجوانب الأمنية والإنسانية والتنموية على حد سواء.