السفير الروسي بالقاهرة: شراكة مصر وروسيا الاستراتيجة ستحدد شكل النظام العالمي متعدد الأقطاب في المستقبل
أعرب سفير روسيا الاتحادية في جمهورية مصر العربية جيورجي بوريسينكو، خلال الاحتفالية بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية اليوم، بدار الأوبرا عن شكره للأصدقاء المصريين لقبول الدعوة للاحتفال بالعيد الوطني الروسي.
وقال السفير الروسي في كلمته: ممتنون لدار الاوبرا المصرية المشهور لتوفير منصته العظيمة، إننا نحتفل اليوم بالعيد الوطني للبلد الذي يمتد لـ11 منطقة زمنية عبر أوراسيا كلها – من بحر البلطيق في الغرب إلى مضيق بيرنغ في الشرق، وتاريخ دولة روسيا، بطبيعة الحال، أقل شأنا من تأريخ دولة مصر، ولكن على الرغم من ذلك يمتد على مدى حولى 12 قرنا ويحتوي على عدد كبير من الأسماء والانتصارات المجيدة.
وتابع: مرارا وتكرارا وجدت روسيا نفسها في وسط الأحداث العالمية وأثرت عليها بشكل حاسم بما في ذلك في القرن العشرين وأنقذت روسيا البشرية من ألمانيا النازية وحلفائها ولعبت دورا هاما في القضاء على النظام الاستعماري غير العادل، خلال أربع السنوات يجب علينا مجددا أن نتعارض مطالبا أخرا للهيمنة العالمية وهو كتلة الناتو العدوانية.
وأردف السفير الروسي: هذه الكتلة جاءت إلى حدودنا وتحولت جزء أرض أجدادنا إلى الترسخ العسكري ضدنا أملا في إضعاف روسيا وتدميرها من خلال الحرب بالوكالة التي تم دفع أوكرانيا إليها، لهذا السبب ليس فقط ندافع عن مصالح أمننا الخاص بل نحمي حق الشعوب كلها في الحياة وفقا للتقاليد الخاصة بهم وليس بأمر أجنبي، وإن القوات العسكرية الروسية من جديد تصلبت في المعركة ولديها أسلحة أفضل من الأسلحة المتعددة لكتلة الناتو التي تستهدف ضدنا.
وأضاف: رغم 29 ألف عقوبة التي تم فرضها على روسيا من قبل الدول الغربية التي تحلم بعودة عصور الاستعمار، ارتفع اقتصادنا الى المكان الأول ويحتل المكان الأربع في كل العالم فيما يخص بتعادل القوى الشرائية، وقد حققنا ذلك بمساعدة القاعدة الصناعية التي أصبحت أقوى بعد انسحاب الشركات الغربية بالإضافة إلى القطاع الزراعي الذي قفز بفعالية.
واستكمل: لا تقل شهرة روسيا عن مآثرها العسكرية وإنجازاتها الاقتصادية والعلمية، بل بثقافتها العظيمة، وهذا بالضبط ما نود أن نستعرضه بكل سرور مرة أخرى الآن، وهذا المسرح مناسب جدا له، ستشاهدون فرقة الباليه الوطنية الروسية "كوستروما"، وهي فرقة رقص شهيرة عالميا تجمع بشكل مذهل بين مهارات الباليه الكلاسيكي والتقاليد الشعبية من مختلف أنحاء روسيا، وتقدم لكم عرضا رقصيا فريدا يروي تأريخ بلدنا ويُظهر تنوعها الثقافي.
وواصل السفير الروسي: إن هذا العرض جزء من المشروع الثقافي والتعليمي الدولي افتتاحية رقص العالمي، الذي تم إطلاقه في أكتوبر 2024 خلال إجراء قمة مجموعة البريكس في مدينة قازان الروسية، بمشاركة الرئيسين الروسي والمصري فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، وستشاهدون هذا المساء تجسيدا لهذا المشروع من خلال الجهود المشتركة لوزارة الثقافة المصرية وفرقة الباليه "كوستروما"، ولكن قبل إفساح المسرح للفن الراقي، أود أن أؤكد بشكل خاص أن روسيا سعيدة للغاية بالتطور الناجح للعلاقات مع مصر في مختلف المجالات، وإن معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، التي وقعها الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، والعضوية المشتركة المذكورة في مجموعة البريكس، التي ستحدد شكل نظام العالمي متعددة الأقطاب في المستقبل، تدل على التفاهم والثقة المتبادلة بيننا.
وقال السفير: نعتز بعناية بصداقتنا الراسخة طويلة الأمد ونعمل معا لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وعلى وجه الخصوص، نتفق في وجهة النظر تجاه الأحداث المأساوية في فلسطين، ونبذل جهودنا لضمان حصول شعبها، الذي تحاول قوات الاحتلال تهجيره من وطنه، على دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة الى ذلك، يتم توسيع التعاون الروسي المصري في مجال الاقتصاد، وتجاوز التبادل التجاري الثنائي في العام الماضي على 9 مليار دولار، وتزود روسيا مصر بالقمح وتقوم ببناء المحطة النووية، وفي نفس الوقت يستمتع ملايين من السياح الروس بضيافة مصرية خلال زيارة منتجعات البحرين الأحمر والمتوسط وكذلك الآثار التاريخية في وادي النيل.
واختتم السفير: تعكس عمق العلاقات الثنائية بشكل واضح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية الى روسيا في 9 مايو بالدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين – رئيس روسيا الاتحادية للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ 80 للنصر على النازية الألمانية، وعلاوة على ذلك، مشى الجنود المصرية في صف واحد مع الجنود الروسية خلال العرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو، بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية أتمنى للأصدقاء في مصر والدول الأخرى بالنجاح في جميع الاتجاهات والسلام والمزاج الجيد، وانا مقتنع باننا مشتركا سنكون قادرين على التغلب على جميع الصعوبات وتحسين الحياة على الأرض، شكرا على اهتمامكم.


