دعاء فاروق: عدت من الحج كما ولدتني أمي ومشغلنيش أدعي بالمعجزات.. وممكن ألجأ للتجميل| حوار
واحدة من أبرز الإعلاميات بالبرامج الدينية، تحرص كل عام على نقل وتوثيق رحلتها في الحج، اشتهرت ببساطتها وتلقائيتها في تقديم البرامج، ولم يكن أبدًا مسمى الإعلامية هو فقط القرين باسم دعاء فاروق، فتزامنًا مع صعودها الإعلامي نشرت المقالات في الصحف وأصدرت عددا من الكتب حققت إقبالًا جيدا بالنظر إلى تجارب مشابهة لم تلق الحد الأدنى من النجاح.
دعاء فاروق التي يميل الجمهور إلى اعتبارها أول مذيعة مصرية تظهر على شاشات التليفزيون في تقديم برامج المنوعات بالحجاب، ونالت معها مكانة ميزتها لسنوات في قلب المشاهدين من الجمهور المصري تحدثت لنا في القاهرة 24 في حوار مطول عن مشوارها وكواليس توثيق رحلتها بالحج، بجانب ردها على انتقادات مذيعات البرامج الدينية، وغيرها من الأمور.. وإلى نص الحوار:
- في البداية.. بما أنك انتهيتِ مؤخرًا من مناسك الحج حدثينا عن الرحلة وأثرها النفسي؟
الحج أحلى رحلة في الحياة، يكفي إخلاص النية عقب الانتهاء من المناسك، نعود منها كما ولدتنا أمنا خاليين من الذنوب، الحج رحلة لـ تنقية النفس والروح، ويجب أن تكوني عاقدة النية لتنقية الروح والتخلي عن الذنوب، أدعوا الله أن يرزق الجميع بالحج والذي بالرغم من مشقته وتعبه ولكن له متعة خاصة.

- الجمهور حريص على متابعتك بشكل مستمر خاصة في رحلة الحج كل عام.. ولكن هناك من انتقد إعلانك لإحدى شركات الرحلات خلال الحج.. كيف رأيتِ الانتقادات؟
نقلي لرحلة الحج لم يكن في الحسبان، وتفاجأت من رد الفعل الرهيب والكبير للجمهور، الله سبحانه وتعالى وضع قبولًا وكرمًا لم أتخيله ولم أدركه، نقلت للجمهور اللحظات الأولى خلال دخولي الكعبة المشرفة وأول دعوة بها، وطلوعي على جبل عرفات، هذه أمور تستحق التصوير، خاصةً وأنني أمتلك صورًا لأبي وأمي من رحلة الحج في الثمانينيات، ولدي امتنان كبير لتوثيقهم رحلة حجهم.
“يعني نصور نفسنا في كل مكان في الدنيا ونيجي عند الحج وما نصورش العظمة دي؟ دي عظمة ونتشرف إننا نصور رحلة الحج، تصويري لرحلة الحج لامس القلوب، وقدر الله أن أصور وأوثق هذه اللحظات الصادقة".
أما بخصوص ترويجي لإحدى شركات الرحلات خلال الحج، فالجمهور بطبيعته يسأل عن الشركة التي ساعدتني في إتمام إجراءات الحج، وهذا سؤال طبيعي، خاصةً وأن الأصدقاء يتساءلون ذات الأسئلة خلال الحج أو العمرة.
- دائمًا ما يكون هناك دعوة معينة تتحقق بمعجزة.. هل حدثت لكِ معجزة خلال الحج؟
دعوات المعجزات لا تشغلني، كل ما يشغلني هو أن يتقبلنا الله ويقبل دعاءنا، والأساس في الدعاء هو الآخر، فأطلب من الله الجنة وأدعوا ألا يقبضني إلا وهو راضٍ عني، وأن يبدل سيئاتنا حسنات، وأهم دعوات للدنيا هو الشفاء من المرض والستر بشكله المعنوي وليس المادي فقط، "في ناس معاها مليارات وعندهم مشاكل رهيبة، ربنا يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه".

- إذا كان هناك دعوة واحدة ستدعيها أمام الكعبة.. ماذا ستكون؟
كل ما أتمناه من الله هو الستر “اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك”.
- هل هناك وقت شعرتِ فيه بالظلم الشديد؟… وماذا فعلتِ وقتها؟
الحمد لله لم أشعر بحياتي بالظلم، ولا أضع مسمى الظلم في حياتي، وإذا أردت شيئًا ولم يتم أقول أن الله لم يكتب لي هذا الأمر، أنا أسعى وآخذ بالأسباب وراضية بما قسمه الله لي.
- دعاء فاروق من أبرز الإعلاميات في المجال الديني.. هل فكرتِ في تغيير مسار برامجك وتقديم نوع آخر؟
برامجي الدينية والاجتماعية لها خط واحد، ولكن الأمر برمته تحت مظلة الدين الإسلامي العظيم، ولا أقدر على فعل شيء عكس القناعات الدينية، العمل والتجارة والمعيشة والحياة مظللين بمرجع واحد وهو الدين الإسلامي، ويمكننا فعل أي شيء طالما لم يكن منهي عنه شرعًا، الله سبحانه وتعالى اعطانا اختيارات كثيرة حلال مثل السفر والأكل والبيع والشراء، فأي شيء له علاقة بنوعية هذه البرامج يمكنني تقديمها، ولكنني لن أفعل شيء محرم.

- دائمًا ما تتعرضين لمواقف غير متوقعة على الهواء.. ما هي أغرب مكالمة تلقيتها على الهواء؟
أما عن أغرب المكالمات التي تلقيتها على الهواء فهي مكالمات السحر، خاصة مع كشف تفاصيل القصة، ولكنني لا أحب التركيز عليها والهدف الأصلي من البرنامج ليس التركيز على المكالمات المثيرة للجدل، ومؤخرًا أوقفوا المكالمات في البرامج الدينية وهو الأمر الذي أسعدني لأنني سأضع مساحة أكبر للفقه وتفسير القرآن.
- هل صادف وكان لكِ رأي مخالف مع أحد الشيوخ في برامجك؟
ليس لي رأي مخالف للشيوخ، أنا أعرض جميع الآراء المطروحة والاختلاف رحمة، وأنا لا أتبنى رأيا ولا أفرض آرائي، أقدم البرامج منذ 25 عاما وأغلبها البرامج الدينية، وعلى علم ودراية بالآراء الأخرى ويجب أن يكون هناك سعة.
- كيف ترين انتقادات الجمهور لوضع إعلاميات البرامج الإسلامية للمكياج؟
إضاءة الاستوديو قوية جدًا، وبالتالي تظهر جميع تفاصيل الوجه والبشرة أكبر من الطبيعي، وعندما يراني أحد على الطبيعة يرون أن ملامحي أهدى بكثير من ما أظهر به على شاشة التلفزيون "بيقولولي إحنا كنا مفكرينك تخينة وعريضة أوي، والتلفزيون بيضخم"، وبالتالي يظهر جميع عيوب البشرة ومنها الهالات السوداء أسفل العين، وهناك بعض الرجال يلجئون لوضع كريم الأساس لصعوبة الأمر على الشاشة، ولكن الأهم أن لا يكون مبتذلا أو مبالغا فيه.
- هل تؤمنين بالحسد؟.. وهل تعرضتِ لأذىبسبب الحسد؟
الحسد مذكور في القرآن الكريم، ولكنني لا أُعلق أي شيء على شماعة الحسد، ويحدث ما يحدث ولكنني لا أقول أنه حسد، بل أنه قدر الله "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".. لأننا في النهاية لا يمكننا أن نُجزم إذا كان حسد أم قد.
- أصبح الجمهور مؤخرًا يتدخل بشكل كبير في حياة الشخصيات العامة.. هل ندمتِ على مشاركة تفاصيل حياتك الخاصة؟
لا يوجد لدي تفاصيل كثيرة في حياتي الشخصية حتى أشعر بالندم من عدمه، ولكني أستأذن أولادي قبل تصوير أي شيء وأحترم رغبتهم في عدم التصوير والظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي هو عملي فقط، كما أن الجمهور يحب والدتي ونصائحها خاصة وإنها امرأة لديها حكمة، ولا أصور فيديو برفقتها إلا بموافقتها.

- ما رأيك في استنكار الجمهور لتقديم المذيعات إعلانات لمطاعم ومنتجات عبر السوشيال ميديا؟
قلة من الجمهور من يستنكر تقديم الإعلاميات إعلانات عن المطاعم والمنتجات، والنسبة الأكبر من الجمهور يذهبون لهذه الترشيحات، "ده خير ورزق، وهي مصر قليلة؟، يعني الناس تروح تعمل إعلانات في تركيا عادي ومصر لأ؟"، يكفينا فخرًا أننا نُعلن عن منتجات ومطاعم مصرية وهناك من يأتون من جميع أنحاء العالم بعد ترويجنا، ونحن لا نعلن عن شيء مسيء على العكس، مصر مليئة بخيرات الله، هناك من يتفاخر بسفره للدول الأوروبية والتسوق بها، ولكن لا يوجد أجمل من مصر، وأتمنى من الله أن يعطينا الصحة والعمر ونظل نظهر جمالها ومنتجاتها.
- كيف ترين اتجاه بعض الممثلين وغيرهم من الشخصيات العامة لمنصات السوشيال ميديا وخاصة التيك توك بغرض الربح؟
منصات التواصل الاجتماعي ليست بالشيء السيء طالما كان المحتوى جيدا ومحترما، سبق وتفاجئت بـ فتاة عشرينية تدرس وتقيم خارج مصر، أخبرتني بمتابعتها لأحد الشيوخ ومصطفى حسني وغيره من الدعاة عبر تيك توك، وطالما المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي محترم أصبح وجب التحية لهم، وهذا المحتوى يجب أن يتم وضه في مستوى آخر غير المحتوى المبتذل.
“نحن نثمن الناس المحترمة اللي بيدخلوا على مواقع التواصل الاجتماعي وبيقدموا محتوى محترم نصفق لهم”.
- العديد من الإعلاميات والشخصيات العامة يلجأن إلى طرق تجميلية لمقاومة علامات التقدم في السن ومنهن من تلجأ إلى عمليات التجميل.. فهل يمكن أن تلجأ دعاء فاروق إلى أحد هذه الإجراءات في المستقبل؟
الأمر ليس مقتصرا على عمليات التجميل كما كان مسبقًا، وإذا ظهر علي معالم كِبر السن يمكن في هذه الحالة أن ألجأ لطرق التجميل لإخفائها، "لو كرمشت ممكن أحاول أضيعها ولكنها لسه مجتش، وربنا يبعدها عننا".
- هل هناك أمنية لكِ لم تتحقق؟
الله سبحانه وتعالى حقق لي أمنياتي وأنا في فيض من النعم، “ربنا يديمها نعمة ويحفظها من الزوال”.


