هل يفهم الذكاء الاصطناعي العالم كما يفعل البشر؟ | دراسة
في محاولة لفهم مدى تشابه عقل الذكاء الاصطناعي مع الإدراك البشري، أجرى فريق من الباحثين تجربة جديدة أثارت جدلًا في الأوساط الأكاديمية، حيث تم تكليف نماذج لغوية متقدمة مثل ChatGPT-3.5 من شركة OpenAI وGemini Pro Vision التابعة لـ Google، بتنفيذ مهام تعتمد على التمييز المفاهيمي بين الأشياء، في تجربة توصف بأنها فردية الطابع.
وفقًا لما نقلته صحيفة South China Morning Post، طلب الباحثون من هذه النماذج اختيار العنصر غير المناسب من بين ثلاثة عناصر عشوائية في كل تجربة، وذلك لتقييم طريقة تحليلها المفاهيمي للعالم من حولها.
ذكاء اصطناعي ينشئ 66 بُعدًا مفاهيميًا
المفاجأة، أن هذه النماذج لم تتعامل مع الأشياء على نحو سطحي كما كان متوقعًا، بل أنشأت ما مجموعه 66 بُعدًا مفاهيميًا لتصنيف وفرز الكائنات، وهو ما وصفه الباحثون بأنه قريب بشكل مدهش من أساليب التحليل البشرية، خاصة في ما يتعلق بالمعالجة اللغوية.
وبعد مقارنة نتائج الذكاء الاصطناعي مع استجابات بشرية لنفس المواقف، توصل الباحثون إلى أن هذه النماذج تطور بالفعل نوعًا من "الفهم المفاهيمي" للأشياء، يشبه إلى حد كبير الإدراك البشري، لا سيما عند التعامل مع اللغة.
هل لدى الذكاء الاصطناعي ذاكرة بشرية الطابع؟
بتحليل إضافي، تبين أن الأنماط التي تستخدمها هذه النماذج في التعامل مع المعلومات متوافقة مع نشاط مناطق معينة في الدماغ البشري، خصوصًا تلك المسؤولة عن التذكر والتعرف البصري، ما يشير إلى نوع من المحاكاة الإدراكية للوظائف العقلية البشرية
ومع ذلك، أوضح الباحثون أن هذه النماذج لا تزال تفتقر إلى الكفاءة في تحليل الجوانب البصرية، مثل الشكل أو الموقع، مما يعكس حدودًا في فهمها ثلاثي الأبعاد للعالم.
هل يفهم الذكاء الاصطناعي المشاعر والقيم؟
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال قدرات الذكاء الاصطناعي محدودة حين يتعلق الأمر بالإدراك العاطفي أو فهم القيمة المعنوية للأشياء، كما في حالة التفريق بين أهمية القطط والكلاب في السياقات البشرية.
ويرى الباحثون، أن نتائج هذه الدراسة قد تمهد الطريق نحو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتمتع بـأنظمة معرفية أكثر تشابهًا مع الإدراك البشري، مما يفتح المجال لتعاون أكثر فاعلية بين البشر والروبوتات في المستقبل القريب.
