رمز التجدد والخلود في الحضارة المصرية.. المتحف المصري بالتحرير يعرض تميمة الچد
يعرض المتحف المصري بالتحرير تميمة الچد، التي تُعد واحدة من أبرز الرموز الدينية والرمزية في مصر الفرعونية، لما تحمله من دلالات عميقة ترتبط بالثبات والتجدد والخلود.
وقالت إدارة المتحف المصري بالتحرير، في بيان لها: ترجع أصول تميمة الچد إلى عصر ما قبل الأسرات، وقد ارتبطت منذ ذلك الحين بفكرة الدوام والاستقرار، واستخدمت التميمة في الطقوس الدينية لحماية المتوفى وضمان البعث والخلود في الحياة الآخرة، وكان من أبرز هذه الطقوس إقامة عمود الجد، وهو طقس سنوي كان يُقام للاحتفاء بإعادة بعث المعبود أوزوريس، رمز الحياة بعد الموت.

تميمة الچد في مصر القديمة
وتحمل التميمة عدة تفسيرات رمزية؛ فالبعض يرى أنها تمثل العمود الفقري للإنسان، بينما يربطها آخرون بنباتات البردي المربوطة أو بأداة طقسية قديمة، إلا أن التفسير الأكثر رواجًا يشير إلى أنها ترمز إلى العمود الفقري للمعبود أوزوريس، إله البعث والخلود، ما يضفي عليها قدسية خاصة ويبرز عمق البعد الروحي في الثقافة المصرية القديمة.
وتتجلى أهمية رمز "الچد" كذلك في تسمية بعض المواقع والمدن، من بينها مدينة جدو التي كانت عاصمة الإقليم التاسع في مصر الوسطى، مما يؤكد تغلغل هذا الرمز في الحياة اليومية والدينية على حد سواء.
يأتي عرض هذه التميمة الفريدة ضمن جهود المتحف في تسليط الضوء على الكنوز الأثرية التي توثق لفكر المصري القديم، وتعكس عمق معتقداته المرتبطة بالحياة والموت، وتجسد تطلعاته نحو الخلود والتجدد الأبدي.


