مُعدة مسبقًا للطوارئ.. مصادر تكشف خطة تعامل الحكومة لإدارة سوق الدواء حال اضطراب الإمدادات العالمية
وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الوزارات والجهات الحكومية بوضع خطط وسيناريوهات عاجلة للتعامل مع التبعات المحتملة للصراع العسكري القائم بين إيران وإسرائيل، وتطوراته المستقبلية على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك في إطار استعداد الدولة لمواجهة أي تأثير محتمل على سلاسل الإمداد وتدفقات السلع الاستراتيجية، وفي مقدمتها المستحضرات الدوائية والمستلزمات الطبية.
مصادر تكشف خطة تعامل الحكومة لإدارة سوق الدواء حال اضطراب الإمدادات العالمية
في هذا السياق، علم القاهرة 24 من مصادره أن الجهات المسؤولة عن ملف الدواء والمستلزمات الطبية تلقت تكليفات بإعداد حصر دقيق لجميع احتياجات السوق المحلي من المستحضرات الحيوية والمستلزمات الطبية، وتحديد أولويات التصنيع والتوزيع، تحسبًا لأي اضطرابات في تدفقات الخامات الدوائية أو خلل في خطوط الاستيراد، خاصة الواردة من مناطق تشهد توترًا جيوسياسيًا.
وأوضحت المصادر، أن الخامات الدوائية الأساسية، خاصة تلك ذات الأولوية، يجري تأمينها في الوقت الحالي عبر الشحن الجوي لتقليل المخاطر المرتبطة باضطرابات الشحن البحري، ما يوفر مرونة أكبر في استمرارية الإمداد رغم التوترات الإقليمية.
وبحسب المصادر، هذه الجهات الحكومية لديها خطة وسيناريوهات معدة مسبقًا تتضمن مراجعة خطط الإنتاج لدى الشركات العاملة في القطاع الدوائي، مع إعادة جدولة الأولويات وتحديد الإنتاج المطلوب وفقًا لاحتياجات السوق، لضمان الحفاظ على توافر الأدوية الأساسية لأطول فترة ممكنة، وتوجيه الخامات المتاحة إلى تصنيع الأصناف الحيوية والاستراتيجية، موزعة على الشركات الدوائية كل بحسب طاقتها الإنتاجية.
كما سيكون هناك توسع في استيراد الخامات الدوائية ذات الأهمية الاستراتيجية، مع تفعيل رقابة مشددة على كميات التصنيع والتوزيع لتفادي أي ممارسات احتكارية أو اختناقات محتملة في السوق.
وتابعت المصادر أن الفترة المقبلة ستشهد تقييمًا شاملًا للخطط البيعية والإنتاجية التي وضعتها الشركات في السنوات الأخيرة، ومقارنتها بالطلب الفعلي؛ لتقليص أي فائض غير مبرر في الإنتاج أو التخزين، ووضع آلية أكثر كفاءة في التوزيع، قد تشمل استخدام المستشفيات العامة وصيدليات الإسعاف كقنوات أساسية لضمان العدالة في وصول الدواء للمواطنين.
وشددت المصادر، أن هذه التحركات تأتي في إطار استعدادات الدولة للسيناريوهات الأسوأ، مع التأكيد على أنه لا توجد حتى الآن شكاوى من انقطاع أو نقص حاد في الأدوية، غير أن التحسب المسبق هو ما يميز الأداء الحالي، لضمان حماية المخزون الاستراتيجي وتأمين احتياجات السوق المحلي في كل الظروف.
