جامعة هارفارد مهددة بفقدان 1.5 مليون عينة بحثية قد تكشف أسرار الإصابة بسرطان القولون
تواجه جامعة هارفارد خطر فقدان واحدة من أكبر قواعد البيانات البيولوجية في العالم، والتي تضم أكثر من 1.5 مليون عينة بيولوجية تم جمعها على مدى نصف قرن من الزمن، بعد خفض التمويل الفيدرالي المخصص للمشروع.
جامعة هارفارد مهددة بفقدان 1.5 مليون عينة بحثية
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعود بداية هذا المشروع البحثي إلى عام 1976، حيث جمعت هارفارد عينات من الدم، والبول، واللعاب، وأظافر القدم، والبراز، والشعر، من أكثر من 200 ألف مشارك في دراسات طويلة الأمد مثل دراسة صحة الممرضات ودراسة متابعة المهنيين الصحيين، وقد سمحت هذه العينات للباحثين بفهم تطورات الجسم والعوامل البيئية المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.
وأكد الدكتور والتر ويليت، الباحث الرئيس في المشروع منذ عام 1977، أن هذه المجموعة الحيوية تُعد موردًا فريدًا يمكن أن يساعد في تفسير الارتفاع غير المسبوق في حالات سرطان القولون بين الشباب، بل وقد يحمل مفاتيح للوقاية منه.
لكن مستقبل هذا المورد العلمي مهدد، بعد أن ألغت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ثلاث منح بحثية سنوية تبلغ قيمتها الإجمالية 5 ملايين دولار، كانت تغطي تكاليف تشغيل المشروع، من ضمنها 300 ألف دولار سنويًا لتشغيل المجمدات الخاصة بحفظ العينات في درجة حرارة -196 مئوية.
خسارة كنز من البيانات الحيوية
ورغم أن هارفارد قدمت تمويلًا طارئًا مؤقتًا، إلا أن الدكتور ويليت يحذر من أن هذا الدعم قد ينفد خلال أسابيع، ما قد يؤدي إلى التخلص من العينات عبر الحرق كمخلفات خطرة، وبالتالي خسارة كنز من البيانات الحيوية التي خدمت أكثر من 700 دراسة علمية حتى الآن.
وقد كشف المشروع عن نتائج علمية رائدة، مثل ارتباط فيتامين د بانخفاض خطر الإصابة بـ سرطان القولون، والعلاقة بين البروتينات الالتهابية في الدم والسرطان، فضلًا عن اكتشافات غذائية كان لها دور في سياسات صحية أميركية مثل حظر الدهون المتحولة.
وتأتي هذه الأزمة في سياق توتر ممتد بين إدارة ترامب والجامعة، شمل خفض مليارات الدولارات من تمويل الأبحاث، وقيودًا على الطلاب الأجانب، وانتقادات متكررة لأداء الجامعة في مواجهة قضايا مثل معاداة السامية والاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي.
ومع تزايد الضغوط، يواصل فريق الباحثين بقيادة الدكتور ويليت مناشدة الجهات المانحة ومؤسسات البحث العلمي لتأمين دعم عاجل يضمن استمرار حفظ العينات واستثمارها في أبحاث قد تغيّر مستقبل الطب الوقائي.


