متحف في أمستردام يعرض تمثالا من الخشب المذهب لـ المعبود بتاح
يعرض متحف ألارد بيرسون في أمستردام، قطعة أثرية مصرية مميزة تنتمي إلى العصر المتأخر، وهي تمثال خشبي مذهّب للإله المعبود بتاح سوكر، أحد الرموز الأساسية للعقيدة الجنائزية في مصر القديمة.
والتمثال يبلغ ارتفاعه 71 سم، يصوّر الإله بشكل موميائي واقفًا على قاعدة صغيرة، موضوعًا فوق كتلة مستطيلة من الخشب المطلي، ورغم صِغَر حجمه، إلا أن تفاصيله الغنية تجعله قطعة فنية متكاملة، حيث صُنع بدقة باستخدام الخشب والجص وغطّي بطبقات من الطلاء والتذهيب.

متحف ألارد بيرسون يعرض تمثال من الخشب المذهب لـ المعبود بتاح
يتميز التمثال بتاج شوتي، المؤلف من ريشتين نعام وقرني كبش يتوسطهما قرص الشمس، في إشارة رمزية تجمع قوى الخلق والبعث والحماية. كما يلفت الأنظار وجه التمثال المذهب، والعينان والفم المرسومان بعناية، ما يعكس جماليات الفن المصري في مراحله المتأخرة.
التمثال أجوف من الداخل، ما يشير إلى وظيفته الجنائزية، إذ كان يُستخدم لحفظ بردية جنائزية توضع داخله وتُدفن في المقبرة، كجزء من الطقوس المرتبطة بالحياة الأخرى. ومن الخلف، توجد دعامة مزودة بغطاء لا يزال محفوظًا جزئيًا، تدل على إمكانية فتح التمثال.
تُزيّن صدر التمثال طوق "وسخ" متعدد الألوان، يتدلى منه تميمة ذات أجنحة وجعارين مقدسة، تعزز من دلالاته الوقائية والروحية. أما القاعدة، فتم تصميمها لتُشبه واجهات القصور أو جدران المعابد، ما يضفي عليها طابعًا معماريًا يربط بين عالم الأحياء وعالم الموتى.
يعكس هذا التمثال الصغير كيف كانت الحضارة المصرية ترى الموت بداية لحياة جديدة، ويمنح الزائرين فرصة فريدة للتأمل في رمزية الأديان القديمة وجماليات التعبير الفني.


