هل بالغ ترامب في تقدير حجم الأضرار من ضرب إيران؟.. تسريبات استخباراتية تفجر الخلاف بين الكونجرس والبيت الأبيض
يسود التشكك في الأوساط الديمقراطية الأمريكية بشأن نجاح الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت إيران النووية من عدمه، وسط شكوك متزايدة في أن الأضرار لم تكنبالقدر الذي صوّره الرئيس دونالد ترامب، وفقًا لموقع أكسيوس.
الضربات الأمريكية على إيران
وحسب التقرير، تكمن أهمية هذه المسألة في أنها تسلّط الضوء على الفجوة الكبيرة في الثقة بين البيت الأبيض والديمقراطيين في الكونجرس، سواء في القضايا الداخلية أو الخارجية، لتُضاف قدرات إيران النووية إلى قائمة الملفات الخلافية.
وتُعد هذه الشكوك ذات أهمية خاصة في حال تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، ما قد يتطلب دعمًا من الحزبين في الكونجرس، وهو ما يبدو مهددًا في ظل الأزمة الحالية.
وكانت تقارير نشرتها صحيفتا نيويورك تايمز وCNN قد أفادت بأن ترامب ومسؤولين كبار في إدارته بالغوا في تقدير حجم الأضرار التي تسببت بها القنابل الخارقة للتحصينات، وهو ما أثار موجة من الجدل داخل الكونجرس.
من جهتها، انتقدت إدارة ترامب تسريب تقييم استخباراتي سري، نافية في الوقت نفسه دقة ما ورد في تلك التقارير.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنه إذا صحت التقارير الإعلامية بشأن تأثير الضربات الأخيرة في إيران، والتي لا يمكنه تأكيدها، فإن ذلك قد يكون السبب وراء تأجيل الإدارة للإحاطة السرية التي كانت مقررة اليوم في اللحظة الأخيرة.
وأعرب السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن عن قلقه من تلاعب ترامب بالمعلومات الاستخباراتية أو تحريفها أو حتى الكذب بشأنها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة خاضت حرب العراق في السابق بناءً على معلومات مضللة.
في السياق ذاته، قال السيناتور الديمقراطي تيم كاين إن المخاوف الحالية كانت ستكون أقل لولا تجربة الإدارة السابقة التي دفعت البلاد إلى حرب في العراق عام 2002.
وأعرب السيناتور ريتشارد بلومنثال عن استيائه من ما وصفه بمماطلة الإدارة في إطلاع الكونجرس، مشيرًا إلى إلغاء الإحاطة المقررة اليوم، وهو ما زاد من حالة انعدام الثقة.
ولا يزال أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في انتظار الإحاطات السرية الخاصة بالضربات، والتي كانت مقررة يوم الثلاثاء، قبل أن يتم تأجيلها إلى الخميس في مجلس الشيوخ، وإلى الجمعة في مجلس النواب، ومن المتوقع أن يقدم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث الإحاطات، علمًا بأن كليهما يشاركان في قمة الناتو في لاهاي إلى جانب ترامب.
ورغم التأجيل، عبّر الديمقراطيون عن غضبهم الشديد، واعتبر النائب الديمقراطي بات رايان أن السبب الحقيقي للتأجيل هو أن الرئيس يدّعي تدمير جميع المنشآت والقدرات النووية الإيرانية، في حين يدرك فريقه أنهم غير قادرين على إثبات تلك المزاعم.
وفي تبرير الضربات، استند ترامب إلى سلطاته الدستورية وامتيازاته الرئاسية، حيث أطلع بعض النواب الجمهوريين على العملية قبيل تحرك الجيش الإسرائيلي، وكذلك قبل الضربات الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الثلاث المعروفة في إيران.
لكن الديمقراطيين قالوا إنهم إما تُركوا في الظلام بشأن العملية، أو تلقوا إشعارات شكلية لا ترقى إلى مستوى الشفافية المطلوبة.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، أن قانون سلطات الحرب غير دستوري.
أما السيناتور تيم كاين، فيُصر على المضي قدمًا هذا الأسبوع في التصويت على قراره الخاص بقانون سلطات الحرب، والذي سيسمح للديمقراطيين بتسجيل اعتراضهم الرسمي على تحركات الإدارة.


