في ذكرى ميلاده.. قصة صعود أحمد عدوية من الموال إلى قمة الغناء الشعبي
في مثل هذا اليوم من عام 1945، وُلد الفنان أحمد عدوية، أحد أبرز الأصوات التي غيّرت شكل الغناء الشعبي في مصر، وأعاد تعريفه بعيدًا عن القوالب التقليدية التي سادت في فترات سابقة، وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجهت إليه في بداياته، ظل عدوية أحد أكثر الفنانين تأثيرًا وانتشارًا في الوجدان الشعبي، بصوته المتفرد وكلماته التي خرجت من قلب الشارع المصري.
ذكرى ميلاد أحمد عدوية
بدأ عدوية مشواره من القاع، من الغناء في المقاهي الشعبية والحفلات الصغيرة، معتمدًا على موهبته الفطرية في الموال، وقدرته على التعبير عن مشاعر البسطاء، بلغة قريبة من الناس، لم يكن يمتلك آنذاك سوى صوته، ولكن هذا الصوت كان كافيًا لأن يصنع به ثورة فنية.
مع صدور أغنيته الشهيرة السح الدح إمبو، واجه عدوية موجة من الهجوم، واعتُبرت الأغنية "خارجة عن الذوق العام من قبل بعض النقاد، إلا أن الجماهير كان لها رأي آخر انتشرت الأغنية بشكل كبير، وأصبح اسم أحمد عدوية على كل لسان، وتحوّل من مطرب مقاهي إلى نجم جماهيري لا تخلو منه أي حفلة أو مناسبة.
من أبرز أغانيه التي لا تزال حاضرة حتى اليوم: بنت السلطان، زحمة يا دنيا زحمة، سلامتها أم حسن، وغيرها من الأغنيات التي نقلت هموم الناس وأحلامهم بطريقة بسيطة، وصادقة، ومباشرة.
تعرض عدوية في الثمانينيات لحادث مأساوي كاد ينهي حياته الفنية، لكنه استطاع أن يصمد، ويحتفظ بمكانته في قلوب محبيه، لم يعد يغني كما كان، لكنه ظل حاضرًا بقوة في وجدان الجمهور، وبات اسمه مرادفًا للأصالة الشعبية، بل وتحوّل إلى مدرسة ألهمت أجيالًا جديدة من مطربي الغناء الشعبي، من بينهم ابنه محمد عدوية.


