أسعار الغاز تواصل الانخفاض في أوروبا لليوم السادس.. والعقود المستقبلية الهولندية تهبط 3.1%
تسير أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية لها منذ يوليو 2023، وذلك مع تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما بعد اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين إيران وإسرائيل، حسب وكالة بلومبرج.
وسجّلت العقود المستقبلية الهولندية، التي تُعدّ مرجعا لسوق الغاز في أوروبا، تراجعا بنسبة 3.1% اليوم الجمعة، مواصلةً بذلك انخفاضها لليوم السادس على التوالي، ما يجعلها على مسار فقدان نحو 20% من قيمتها هذا الأسبوع.
وقف إطلاق النار يخف المخاوف من إغلاق مضيق هرمز
وجاء هذا الهبوط الحاد في الأسعار بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إيران وإسرائيل، تم بوساطة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أزال المخاوف من احتمال إغلاق مضيق هرمز، أحد أبرز الممرات البحرية الحيوية لنقل الغاز الطبيعي المسال عالميا، والذي تمر عبره نحو 20% من تجارة الغاز المسال.
وكانت أسعار الطاقة قد ارتفعت في الأسبوعين الماضيين بفعل التوترات السياسية، التي هددت بإرباك الإمدادات القادمة من قطر، المزوّد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، والذي يغطي قرابة 10% من احتياجات القارة.
وأكد معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي في تقرير له: أي تعطل في الممرات الرئيسية مثل مضيق هرمز يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، تأخير الشحنات، واضطراب الأسواق العالمية، مضيفًا أن الأزمة الأخيرة كشفت مجددًا هشاشة سوق النفط والغاز.
ضعف الطلب الصيني يزيد من الضغوط
ولم تقتصر الضغوط على العوامل الجيوسياسية فحسب، بل أسهم أيضا تراجع الطلب من الصين على الغاز الطبيعي المسال في تعزيز المعروض داخل أوروبا، إذ يتزامن ذلك مع وفرة الإمدادات خلال أشهر الصيف.
وجاء هذا التراجع في الاستهلاك الصيني نتيجة التباطؤ الاقتصادي وضغوط الرسوم الجمركية الأميركية، رغم إعلان وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن إبرام اتفاق جديد مع بكين لتخفيف الإجراءات التجارية بين الجانبين.
توقعات الأسعار
في ضوء هذه التطورات، هبطت العقود المستقبلية الهولندية تسليم أقرب شهر بنسبة 2.9% لتصل إلى 33.05 يورو لكل ميجاواط/ساعة، في تعاملات صباح الجمعة بتوقيت أمستردام.
وتتوقع شركة الاستشارات إنرجي أسبكتس أن تستقر الأسعار خلال ما تبقى من العام الجاري عند متوسط 38.30 يورو لكل ميجاواط/ساعة، مشيرة إلى أن مستويات التخزين الأوروبية قد تتمكن بالكاد من بلوغ أهداف إعادة الملء القانونية قبل فصل الشتاء.


