منظمة الصحة العالمية تتمسك بفرضية الانتقال الحيواني وتستبعد تسرب مختبر كورونا
لا تزال منظمة الصحة العالمية تحافظ على موقفها القائل بأن فيروس كورونا، انتقل إلى البشر عبر الحيوانات، مستبعدة فرضية تسربه من مختبر، رغم استمرار الجدل وتضارب الآراء في الأوساط العلمية والاستخباراتية.
منظمة الصحة العالمية تتمسك بفرضية الانتقال الحيواني
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أكدت مارييتجي فينتر، رئيسة الفريق الدولي المكلف بالتحقيق في منشأ فيروس كورونا، كما أن البيانات المتاحة حتى الآن ترجّح فرضية الانتقال الحيواني، وهي النظرية التي تبنتها المنظمة منذ عام 2021، وتشير إلى احتمال انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط.
وأضافت أن الفريق، وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات، لم يتمكن من الحصول على معلومات أو بيانات كافية من الجانب الصيني لدراسة فرضية تسرب المختبر أو استبعادها بشكل علمي قاطع.
وأوضحت فينتر أن هذه الفرضية لا تزال تعتبر تخمينية للغاية وتعتمد في معظمها على روايات سياسية وليست أدلة علمية، مشيرة إلى أن الفريق لم يجد أي مؤشرات على أن الفيروس تم التلاعب به في المختبرات أو انتشر قبل ديسمبر 2019 خارج الصين.
لكن التقرير الجديد لم يحسم الجدل، إذ شهد انقسامًا داخل الفريق المؤلف من 27 عضوًا، استقال أحدهم مؤخرًا، وطلب ثلاثة آخرون حذف أسمائهم من الوثيقة النهائية.
الفيروسات في الصين
وفي الوقت ذاته، تتواصل التحقيقات على جبهات أخرى، ففي الولايات المتحدة، صادرت السلطات مؤخرًا هاتفًا قديما للدكتور أنتوني فاوتشي في محاولة للعثور على أدلة محتملة حول أصل كوفيد، في حين صرح مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بأن لديهم اعتقادًا مرجحًا بأن الفيروس ربما نشأ في معهد ووهان لعلم الفيروسات بالصين.
وتشير تقارير إلى أن بعض الأبحاث التي أجراها المعهد كانت بتمويل أمريكي عبر المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الذي كان فاوتشي يديره، كما بيّن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن معرفة كيفية نشأة الفيروس تُعد ضرورة أخلاقية، خاصةً أن الجائحة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مليون شخص وخسائر اقتصادية هائلة تُقدّر بعشرات التريليونات.
من جانبه، صرّح الدكتور روبرت ريدفيلد، المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، بأنه يعتقد بنسبة 100% أن الفيروس نشأ داخل مختبر، نتيجة تجارب محفوفة بالمخاطر أجراها العلماء في ووهان وسط ضعف واضح في تدابير السلامة البيولوجية.
ومع كل هذه الادعاءات والتحقيقات المتضاربة، تظل الحقيقة حول منشأ كورونا غير محسومة، وسط دعوات متزايدة للشفافية وتوفير البيانات العلمية اللازمة لفهم ما حدث بدقة ومنع تكرار مأساة مماثلة مستقبلًا.


