منذ ظهور شات جي بي تي.. تراجع الوظائف الجديدة للمبتدئين بنسبة 32% وتحذيرات من أزمة توظيف عالمية
أفادت تقارير صحفية بأن عدد الوظائف الجديدة تراجعت بنحو الثلث منذ إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي، في نوفمبر 2022، حيث انخفضت فرص التوظيف في برامج التدريب المهني، والوظائف المخصصة للخريجين، والتدريبات المهنية، والوظائف الأولية التي لا تتطلب شهادة جامعية بنسبة 31.9 في المئة، وفقًا لما نقلته صحيفة ذا تايمز.
الذكاء الاصطناعي يهدد سوق العمل
وأظهرت بيانات موقع البحث عن الوظائف أدزونا أن الوظائف المخصصة للمبتدئين لا تمثل سوى ربع سوق العمل حاليًا، وهو ما يعكس تراجعًا بنحو 4 في المئة مقارنة بعام 2022.
ويأتي هذا الانخفاض في ظل اتجاه متزايد لدى الشركات نحو تقليص أعداد الموظفين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكانت شركة بي تي البريطانية قد أعلنت في مايو 2023 أن نحو 10 آلاف وظيفة سيتم استبدالها بأنظمة الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العقد الجاري، تشمل مجالات التعامل مع المكالمات وتشخيص أعطال الشبكات، كما رجحت الرئيسة التنفيذية للشركة، أليسون كيركبي، أن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى المزيد من تقليص الوظائف مستقبلًا.
وحذّر داريو أمودي، رئيس شركة أنثروبيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تُقدّر قيمتها بنحو 61 مليار دولار، من أن التكنولوجيا قد تؤدي إلى القضاء على نصف الوظائف المكتبية المخصصة للمبتدئين خلال خمس سنوات فقط، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بنسبة تصل إلى 20 في المئة.
وقال جيمس نيف، رئيس قسم علوم البيانات في أدزونا، إن الذكاء الاصطناعي يُعدّ أحد العوامل الرئيسية وراء انخفاض عدد الوظائف المخصصة للمبتدئين، مشيرًا إلى أن تقليص التوظيف في هذه الفئة يساهم في تعزيز الكفاءة وتخفيض التكاليف التشغيلية، خاصة في ظل زيادة الأعباء المالية على الشركات نتيجة ارتفاع مساهمات التأمين الوطني والحد الأدنى للأجور، وقد تراجع عدد الوظائف المخصصة للمبتدئين مرة أخرى بنسبة 4.2 في المئة خلال شهر مايو الماضي.
ويتوقّع خبراء أن احتمال استحواذ الآلات على جميع الوظائف خلال القرن المقبل يصل إلى 50 في المئة، في حين كشفت دراسة استقصائية شملت 16 ألف موظف في عام 2024 أن قرابة نصفهم يرون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتفوق عليهم بالفعل في المهام الروتينية، فضلًا عن دقتها في التفاصيل.
وتشير التقديرات إلى أن أزمة الوظائف ستبدأ بتأثيرها على الوظائف الإدارية والمبتدئة، قبل أن تمتد تدريجيًا إلى الوظائف الأعلى أجرًا مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي، ووفق تقرير مستقبل العمل الصادر عن موقع إنديد، فإن ثلث المشاركين فقط عبّروا عن ثقتهم بأن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير إيجابي على وظائفهم.
ورغم ذلك، أعرب تسعة من بين كل عشرة موظفين عن ثقتهم في قدرتهم على التكيّف مع التغيرات خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال الموظفون إن العديد من مسؤولياتهم اليومية باتت قابلة للأتمتة، حيث رأى ثلاثة من كل خمسة أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل البيانات، إضافة إلى المهام الروتينية بنسبة 48 في المئة والانتباه للتفاصيل بنسبة 45 في المئة.
ورغم هذه المؤشرات، لا يزال العاملون يرون أن لديهم الأفضلية في مجالات التفكير النقدي والإبداع والذكاء العاطفي، أما الوظائف الأقل تأثرًا بالذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل، بحسب كبير الاقتصاديين في شركة برايس ووترهاوس كوبرز، باريت كوبليان، فهي تلك المرتبطة بالمهن اليدوية التقليدية مثل السباكة والكهرباء والدهان، لافتًا إلى أن التقنيات الحالية لا تزال تفتقر إلى المهارات اللازمة لأداء هذه المهام على نحو فعّال.
