دعاء الاستخارة والتيسير.. دار الإفتاء توضح 6 أمور مهمة للمُستخير

يعتبر دعاء الاستخارة والتيسير من أهم الأدعية التي يحتاجها المسلم في حياته، إذ تتقلب الحياة بين اختيارات عديدة في مجالات مختلفة يتحير فيها المسلم أيهما أقرب للصواب، ولذلك يلجأ إلى الله عز وجل ويستخيره بعلمه وقدرته لكي يقدر له الخير والأصلح لدنياه وآخرته، وبذلك تعتبر صلاة الاستخارة بمثابة تفويض الأمر لله والتوكل عليه بعد الأخذ بكافة الأسباب، وفي هذا التقرير يوضح لكم القاهرة 24، دعاء الاستخارة والتيسير.

دعاء الاستخارة والتيسير

ورد دعاء الاستخارة والتيسير في السنة النبوي المطهرة بصيغة محددة يطلق عليها دعاء الاستخارة، ويحرص عليها المسلم عندما يتحير في أمرين أيهما يختار، أو حتى في أمرا واحد لا يدري هل هو خيرا له أم شر، مع العلم أن الاستخارة لا تكون في أمر واجب أو مندوب، لأن المسلم مأمور بفعلهما شرعًا، ولا تكون كذلك في أمر محرم أو مكروه؛ لأنه مأمور بتركهما شرعًا، ويسن للمستخير ترديد دعاء الاستخارة الثابت بصيغته التي نرصدها لكم في السطور التالية، مع أدعية تيسير الأمور المأثورة عن النبي ﷺ.

• اللهم بك استعين وعليك أتوكل اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل لي مشقته.
• رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.
• يسر لي امري كله يا كريم اللهم يسر لي الخير حيث كنت يا رب.
• اللهم سخر لي من يكون لي عونا على ما أريد من أمور الدنيا والآخرة.
• اللهم اسألك أن تيسر لي هذا الأمر وتجعل الخيرة في ذلك إنك على كل شيء قدير.
• اللهم الطف بي في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير.
• اللهم إني اسألك اليسر والمعافاة في الآخر والأولى.
• اللهم افتح لي بالخير واختم لي بالخير يا الله في جميع أموري.
• اللهم اجبر كسر قلوبنا واشرح صدورنا ويسر امورنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
• اللهم يا ميسر كل عسير اسألك التيسير والبركة والتوفيق والقبول في جميع الأمور.
• اللهم متعنا براحة البال وصلاح الحال وقبول الأعمال وأنعم علينا بصحة الأبدان واكفنا شر الإنس والجان.
• اللهم يا مسهل الشديد، ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلي اوسع الطريق.
• يا رب، اجعل لي الخير في كل مكان أتواجد فيه، وفي كل اتجاه أسير نحوه.
• اللهم سخر لي الرزق والتوفيق في كل وقت وحين، وسهّل عليّ كل صعب، وكن معي في كل عسير.
• اللهم احفظني من كل ما ينزل من السماء أو يخرج من الأرض، وكل ما يُرى عليها يا أكرم الأكرمين.
• يا الله، لا تتركني لنفسي فأضعف، ولا إلى الناس فأتيه. اغنني يا الله بحاجتي إليك، ولا تجعلني غنيًا عنك فأفقر.
• إني عبد الله والله لن يضيعني، الله الله ربي لا أشرك به شيئا، اللهم يسر ولا تعسر يا أرحم الراحمين.

دعاء الاستخارة

وأما  دعاء الاستخارة والتيسير بصيغته المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي". قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ".

تكرار الاستخارة

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، يستحب أن يكرر المستخير الاستخارة سبع مرات حتى ينشرح صدره لما هو مقبل عليه، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنس رضي الله عنه: "يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ"، ويصح التكرار أكثر من ذلك لمن أراد من غير وسوسة.

محل دعاء الاستخارة

وأما محل دعاء الاستخارة والتيسير فيكون بعد الانتهاء من صلاة الركعتين، فيدعو، ويقول في دعائه "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ... إلى آخر الحديث"، وله أن يدعو به قبل السلام من الركعتين، ثم بعد ذلك يمضي في أمره متوكلًا على الله، ويفعل ما تيسر له، فإن كان خيرًا يسره الله له، وإن كان شرًّا صرفه الله عنه، أي أن نتيجة الاستخارة هي التوفيق إلى ما فيه الخير؛ سواء بتمام الأمر أو عدمه.

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

وعن كيفية صلاة الاستخارة ووقتها وفقا لدار الإفتاء فقد أجمع الفقهاء على أن الاستخارة سنة، لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي من التسليم لأمر الله، والخروج من الحول والطول، والالتجاء إليه سبحانه، للجمع بين خيري الدنيا والآخرة وإنما تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره أو شره كالعبادات وصنائع المعروف والمعاصي والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها، إلا إذا أراد بيان خصوص الوقت كالحج مثلا في هذه السنة لاحتمال عدو أو فتنة، والرفقة فيه.

وعلى هذا فالاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه، وإنما تكون في المندوبات والمباحات، ففي المباح يستخار في أصله ويمكن أن يدعو المسلم بغير صلاة والأفضل أن يدعو بعد ركعتين دون الفريضة، والأفضل أن يصلي ركعتين للاستخارة ويدعو بعدهما بهذا الدعاء: 

"اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فأقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني ب، قال: ويسمي حاجته ويتوكل على الله فيما شرح الله صدره إليه، أو ما تيسرت أسبابه، والتيسير علامة الإذن".

وفيما يتعلق بـ وقت صلاة الاستخارة، فهي تجوز في جميع الأوقات، عدا الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة، وهي خمسة أوقات لا يُصَلَّى فيها إلَا صلاة لها سبب: بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وعند طلوعها حتى تتكامل وترتفع قدر رمح؛ وهو خمس وعشرون دقيقة بعد الشروق، وإذا استوت حتى تزول، ومقدار ذلك مدة أربع دقائق قبل أذان الظهر، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها، وإن صلَّاها أحد جازت مع الكراهة، وتجوز بلا كراهة عند الحنابلة.