دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي.. تعرف على حكمه في المذاهب الفقهية
يعتبر دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي، واحد من صيغ دعاء الاستفتاح المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء سنة وليس بواجب، أي لا تبطل الصلاة بدونه سواء نفل أو فريضة، ولكن يؤجر المصلي بأحسن الأجر لاتباع السنة والحرص على إتمام الصلاة على أفضل نحو، ولذلك نوضح لكم في هذا التقرير صيغة دعاء الاستفتاح وجهت وجهي، ومحل قوله في الصلاة وحكمه وفقا للمذاهب الفقهية الأربعة.
دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي
يعد دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي، سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ﷺ يسكت بين التكبير وبين القراءة في الصلاة إسكاتة، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال ﷺ: أقول:
اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ"، ومن صيغ دعاء الاستفتاح أيضا "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
ووفقا لجمهور أهل العلم، يقال دعاء الاستفتاح في الصلاة، بعد تكبيرة الإحرام وقبل الفاتحة، أي بعد أن يرفع المصلي يديه بقول الله أكبر، بعدها يقول دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويبدأ في القراءة، وبخلاف هذه الصيغ، هناك صيغة أخرى لـ دعاء الاستفتاح بقول "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلهَ غَيْرُكَ" "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنا اول الْمُسْلِمِينَ".
متى يقال دعاء الاستفتاح
يتساءل العديد من المسلمين، متى يقال دعاء الاستفتاح؟ وهو من الأدعية التي يحرص عليها الكثيرون لتحقيق الخشوع في الصلاة، واستحضار عظمة الله وقدرته قبل الوقوف بين يديه في الصلاة، عملا بالآية الكريمة "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ"، وأما وقت قول دعاء الاستفتاح، فإذا كبر الإمام قال بعده المصلى، الله أكبر، وإن كان منفردا لمرض منعه من الجماعة أو في النافلة فإنه يكبر يقول الله أكبر، ولا يشرع أن يقول نويت أن أصلي كذا، لأن النية محلها القلب.
ولكن يكبر المصلي، وبعدها مباشرًة، يردد دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي، "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".
ووفقا للإمام ابن باز، فإن دعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي، صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في الغالب يستعمله بالليل عليه الصلاة والسلام، وفي التطوع وإذا استعمله المسلم في الفريضة فلا بأس؛ لأن شأنهما واحد إلا ما خصه الدليل، ولمن يستصعب حفظ هذا الدعاء، يمكن قول دعاء الاستفتاح بأسهل صيغة يطلق عليها دعاء الاستفتاح للأطفال بقول "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك".
دعاء الاستفتاح في الصلاة واجب
وفيما يتعلق بـ حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة واجب أم سنة، فقد اختلف الفقهاء في الحكم، فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب إلى أنه سنة، بينما ذهب المالكية في المشهور إلى كراهة دعاء الاستفتاح في الفريضة؛ فمَن كان مُقلِّدًا لمذهب إمامٍ يرى قراءته في الصلاة فلا يحق له الإنكار على مَن لا يرى قراءته في الصلاة، من منطلق ما تقرر شرعًا من أنه لا يُنكَر المختلفُ فيه، وإنما يُنكَر المتفق عليه.
وأما صيغ دعاء الاستفتاح في الصلاة في المذاهب الفقهية الأربعة فهي تتضح كالتالي:
- عند الأحناف: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وقيل: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلما وما أنا من المشركين، والجمع بينهما أولى.
- عند المالكية: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.
- عند الشافعية: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين؛ لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.
- عند الحنابلة: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ويجوز عند الحنابلة أن يدعو بالنص الذي ذكره الشافعية.
