قطار القدر أنهى الحكاية.. يوسف الشيمي ويوسف أبو النصر حلمان تحطما على القضبان
في مدينة طوخ، استيقظ الأهالي على فاجعة حادث قطار حصد روحين في عمر الزهور، صديقان لا يفترقان، سارا معًا في درب الحياة، حتى كانت نهايتهما في نفس اللحظة على نفس القضبان.
يوسف الشيمي ويوسف أبو النصر حلمان تحطما على القضبان
يوسف الشيمي، نجم واعد في صفوف ناشئي نادي طلائع الجيش، مواليد 2009، كان يحلم بأن يصبح لاعبًا كبيرًا يُشار إليه بالبنان.
أحب كرة القدم منذ نعومة أظافره، وتميز بأخلاقه قبل موهبته، الكل في طوخ كان يعرف يوسف بابتسامته، التزامه، واجتهاده الذي لم يتوقف، حتى وهو لا يزال فتى صغيرًا.
إلى جواره، سار دائمًا صديقه يوسف أبو النصر، لم تكن صداقتهما عابرة، بل كانت من نوع نادر، كأنهما شقيقان، كبرا معًا، تشاركا الأحلام والأسرار، قضيا طفولتهما في الشوارع والحارات، يركلان الكرة، يضحكان، ويتبادلان الخطط للمستقبل.
وفي صباح الحادث، خرج الصديقان معًا، كانا في طريقهما لزيارة أصدقائهما، لم يكن في حسبانهما أن لحظة واحدة ستنهي كل شيء، لحظة عبور مزلقان، ولحظة اقتراب قطار سريع لم يمهلهما فرصة الهرب.
وقع الحادث أمام مركز شرطة طوخ، وصدم القطار القادم من القاهرة إلى الإسكندرية الشابين، ليلقيا مصرعهما في الحال وسط صدمة وانهيار أصابا أسرتيهما وكل من عرفوهما.
لم يكن أحد مستعدًا لوداع مفاجئ بهذه القسوة، نُقلت الجثتان إلى مشرحة مستشفى قها، وباشرت النيابة التحقيق، وأمرت بفحص الكاميرات المحيطة، لكن لا كاميرا ستعيد اليوسفين اللذان رحلا، ولا تحقيق سيخفف عن قلب أم أو أب.
المدينة كلها خرجت في جنازتهما: شيوخ، شباب، أطفال، الكل يبكي، الكل يدعو، الكل يشعر بأن المصاب شخصي.
اليوم، يطالب أهالي طوخ بحق اليوسفين، ويطالبون بتأمين المزلقانات، لوقف هذا النزيف المتكرر، مطالبين بألا تمر الحادثة كغيرها، لأن ما خُطف ليس أرواحا فقط، بل أحلام، ومستقبل، وفرحة كانت تنتظر أن تُزهر.


