متورطة بحرب غزة.. انسحابات ودعوات مقاطعة تلاحق منصة سبوتيفاي بعد استثمار 700 مليون دولار في شركة عسكرية
أعلنت فرقة ديرهوف الموسيقية الأمريكية الشهيرة عن سحب كامل أرشيفها الموسيقي من منصة سبوتيفاي، في خطوة احتجاجية عقب إعلان استثمار الرئيس التنفيذي للمنصة مبلغ 700 مليون دولار في شركة ألمانية متخصصة في الصناعات العسكرية وتطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي العسكرية.
أزمة تلاحق منصة سبوتيفاي بسبب شركة برمجيات ذكاء اصطناعي
وقالت الفرقة المخضرمة أن القرار لا يتعلق بانخفاض العائدات المالية التي تقدمها منصات البث عمومًا، بل بسبب استثمار المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لسبوتيفاي، دانيال إيك، مبلغ 700 مليون دولار في شركة هيلسينج الألمانية لتكنولوجيا الدفاع، المتخصصة في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي العسكرية وتصنيع الطائرات المسيّرة وبرمجيات الطائرات الحربية، عبر شركته الاستثمارية.
الفرقة، التي تأسست عام 1994 وأصدرت نحو 20 ألبومًا، أعلنت قرارها عبر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن عائداتها من المنصة محدودة، لكن موقفها ينبع من مبدأ أخلاقي.
وأكدت أن الخبر المتعلق باستثمار إيك في شركة تعمل في مجال تقنيات القتال لم يكن أمرًا مرحّبًا به، مشيرة إلى أنها لا ترغب في أن يكون لموسيقاها أي دور، مباشر أو غير مباشر، في قتل البشر أو في دعم نجاحات ترتبط بتقنيات القتال المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
الفرقة أوضحت أن اتخاذ هذا القرار لم يكن صعبًا نظرًا لمحدودية الإيرادات التي تحققها من المنصة، مشيرة إلى أن مصدر دخلها الأساسي هو الجولات الغنائية، لكنها في الوقت نفسه عبّرت عن تفهمها للظروف التي قد تمنع بعض الفنانين أو شركات الإنتاج الأخرى من اتخاذ خطوة مماثلة في الوقت الحالي.
وأشارت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية باتت تمثل المجال الاستثماري الجديد المفضّل للأثرياء، ولفتت إلى أن أجهزة الجيش والشرطة تؤدي بشكل متزايد دور الحارس الشخصي للطبقة الثرية، مضيفة أن اعتماد تقنيات القتل المؤتمتة يخدم مصلحة أصحاب رؤوس الأموال عبر تقليل تدخل العامل الأخلاقي أو الإنساني في قرارات الحرب.
واتهمت الفرقة الشركات العسكرية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية على سكان غزة، لصالح إسرائيل، ووصفتها بأنها صورة لانعدام الرحمة والضمير الإنساني، عند تنفيذ عمليات القتل أو زعزعة الاستقرار من أجل تحقيق الأرباح.
كما وسّعت الفرقة من دائرة نقدها لتشمل سلوك شركة سبوتيفاي بشكل عام، ووصفتها بأنها منصة تفتقر إلى الشفافية وتحولت إلى خدعة لجمع البيانات تحت غطاء شركة موسيقية، وأشارت إلى أن المنصة تضر بالمستخدمين ولا تنصف الفنانين، مضيفة أن الإبداع الفني يدوم بينما تختفي مخططات الربح السريع الرقمية.
بدورها، أيدت شركة الإنتاج الموسيقي المستقلة جويفول نويز هذه الخطوة، وأعربت عن استيائها من أن إصداراتها الموسيقية قد ساهمت، ولو عن غير قصد، في دعم منظومة الحرب العالمية، وأكدت الشركة أن الفنانين المستقلين وشركات الإنتاج الصغيرة غالبًا ما يُجبرون على التعامل مع منصات بث لا تعكس قيمهم من أجل البقاء في السوق، لكنها دعت محبي الموسيقى إلى دعم الفنانين مباشرةً من خلال الشراء المباشر.
وفي سياق البيان، شددت الفرقة على أنها ليست جزءًا من منظومة رأسمالية ولا تسعى للانتشار على حساب القيم الإنسانية، وقالت إن فكرة إتاحة موسيقاها على المنصة بدعوى تمكين الجماهير النائية من اكتشافها لم تعد مبررًا كافيًا في ظل تورط المنصة في دعم صناعات القتل المؤتمت.
واختتمت البيان بالتأكيد على أن النظام السياسي والاقتصادي الحالي يفرض على الأفراد خيارات قسرية، مثل الشراء أو التصويت أو استخدام خدمات معينة، مقابل السكوت عن سياسات الترحيل الجماعي والاحتجاز والإبادة لمن تعتبرهم النخب الثرية غير مربحين.
وتوقعت الفرقة أن تزداد مقاومة الشعوب لهذا الواقع المفروض، معلنة أنها ستبدأ في سحب أرشيفها من المنصة في أقرب وقت ممكن، كما توجهت بالشكر لشركات الإنتاج المتعاونة معها على دعمها، رغم التبعات المالية لهذا القرار.
