مقصورة حتحور.. تحفة نادرة في قلب المتحف المصري بالتحرير
يعرض المتحف المصري بالتحرير، مقصورة الإلهة حتحور كإحدى أروع القطع المعروضة، بما تحمله من رمزية دينية وفنية وتاريخية تجسّد روح الحضارة المصرية القديمة.
اكتشاف استثنائي من قلب طيبة
تعود قصة هذه المقصورة إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين عثر عليها عالم الآثار الشهير إدوارد نافيل (1844-1926م)، خلال أعمال حفائر جمعية استكشاف مصر في منطقة الدير البحري بالأقصرـ وقد كانت جزءً من معبد الملكة حتشبسوت الشهير، حيث شُيّدت المقصورة خصيصًا للإلهة حتحور، التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالجبل الغربي لطيبة، رمز العالم الآخر في العقيدة المصرية القديمة.
البقرة المقدسة.. منبع الحياة والخلود
تُجسّد الإلهة حتحور داخل المقصورة في هيئتها الحيوانية كالبقرة المقدسة، وهي تخرج من الجبل، في تصوير رمزي قوي للحياة بعد الموت، والبعث. ويظهر بجوار كتفيها نقوش لنباتات البردي، في إشارة واضحة إلى أحراش دلتا النيل، والتي عُرفت كمكان لمولد الإله حورس. أما النقوش البارزة الأخرى، فتُظهر الملك راكعًا يرضع من الإلهة، ومرة ثانية في وضع تعبدي أسفل رأسها، في مشهد يمزج بين القداسة والولاء الإلهي.
تفاصيل فنية وأبعاد ضخمة
تعود المقصورة إلى منتصف الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1450 – 1400 ق.م)، حيث بدأت أعمال إنشائها في عهد الملك تحتمس الثالث، وأكملها ابنه الملك أمنحتب الثاني. وقد نُحتت المقصورة من الحجر الجيري الملون بدقة متناهية، بأبعاد كبيرة حيث يبلغ ارتفاعها 225 سم، وعرضها 157 سم، وطولها 404 سم.
قاعة 12.. حيث تسكن حتحور
يحمل هذا الأثر النادر رقم السجل العام 38575، والسجل الخاص بالقسم الرابع 11549، ويُعرض حاليًا في قاعة 12 بالدور الأرضي في المتحف المصري بالتحرير، حيث يمكن للزوار من مختلف أنحاء العالم تأمل تفاصيله الفريدة، والتعرف على جزء حي من ملامح العقيدة والفن في مصر القديمة.
