ما هو الدعاء الذي يريح القلب؟.. صيغة ينصح بها طبيب نفسي

يتساءل كثيرون ما هو الدعاء الذي يريح القلب؟، القلب هو العضو الذي بسببه تعيش كل الأعضاء، وبسببه أيضًا تتألم، وما أصاب القلب من هم أو غم أوحزن، إلا وتأثرت به باقي أعضاء الجسم وخاصة العقل. ولا يعد التساؤل حول ما هو الدعاء الذي يريح القلب، خاصًا بفئة محددة، فحتى من أكرمه الله بالكثير من النعم، تظل له حاجة ملحة في الوصول إلى راحة القلب التي يقودها الرضا عن الحال. وعبر القاهرة 24 نعرض لكم ما هو الدعاء الذي يريح القلب؟ ولماذا القلب تحديدًا؟.

ما هو الدعاء الذي يريح القلب؟

قبل التعرف على ما هو الدعاء الذي يريح القلب؟، نتعرف على أهمية القلب كعضو يتحكم في كامل الجسد، فطبيًا القلب بمثابة المشغل لجميع أعضاء الجسم، وبتوقفه تتوقف جميع أجهزة الجسم.

 كذلك، فالقلب هو محل الصلاح أو الفساد للمؤمن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مضغة إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ".

وتتقلب القلوب بين الإيمان والعصيان وبين الحرن والفرح وبين الصحة والمرض، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه تقلب القلوب السريع بغليان الماء فقال "لَقلبُ ابن آدمَ أشدُّ انقلابًا من القِدر إذا اجتمَعت غَلْيًا".

ومن رحمة الله تعالى أن حزن القلب لا يعد من التكاليف التي يحاسب عليها العبد وبسببها قد يعذبه الله، بل هو عارض كلف الله تعالى الإنسان بمقاومته، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا بقوله "أَلَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا. وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، أَو يَرْحَمُ".

ولأن الله تعالى يعلم بتقلب القلوب وحزنها، ترك لها دواء يشفيها، وهو ذكر الله، فجاء في قوله تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" مفتاح التخلص من الحزن والقلق وجميع المخاوف.

كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ما هو الدعاء الذي يريح القلب، فقد ورد عنه أدعية كثيرة نذكرها لاحقًا، بل ووصف لنا وصفة تعيننا على التخلص من الحزن ومقاومته، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ".

وقد وردت صيغ تكشف ما هو الدعاء الذي يريح القلب في عدة أحاديث نبوية نورد نصها كالتالي:

• يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
• اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي
• لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ
• اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ
• اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك
• اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
• اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم والحزن والعجز والكسل والجبن والبغل والفقر والدين.

دعاء يريح القلب ويجلب الرزق

كذلك، هناك دعاء يريح القلب ويجلب الرزق، ولكنه مشروط بمقاومة الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدَ مُرْبَادًّا كَالْكُوز مُجَخيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ".

ولعل أثر الصيغ التي تندرج تحت ما هو الدعاء الذي يريح القلب، ما جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"

ومن أسباب زيادة الرزق، حسن التوكل على الله مع اتخاذ الأسباب، مع زيادة أعمال الخير والصدقات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ".

وإلى جانب الدعاء بزيادة الرزق، فإن تجديد الإيمان يريح القلب ويجعله مطمئنًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ الإيمانَ ليخلَقُ –أي يبلى- في جوفِ أحدِكم كما يخلَقُ الثَّوبُ، فسَلُوا اللهَ تعالى أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم". 

وأهم ما يجب تجنبه من أجل زيادة الرزق، هي الذنوب فقد ورد عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الران الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

وهذا ما يؤكده أيضًا الحديث القدسي "يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" فالغنى وراحة القلب وزيادة الرزق كلها ثمار للطاعة والعبادة.

دعاء يريح القلب ويزيل الخوف

وقدم الدكتور أحمد هارون مستشار الصحة النفسية، دعاء يريح القلب ويزيل الخوف في برنامجه التلفزيوني، وهو أحد الصيغ التي تشرح ما هو الدعاء الذي يريح القلب، لأنه يعتمد على مناجاة الله تعالى بما في القلب من هموم وبصيغة مريحة، ونصه كالتالي:

ربي ان هذا الهلع قد أعياني وهذه الوساوس قد أرهقتني.. أسالك أن تبدل هلعي طمأنينة وقلقي سكينة وضعفي قوة.. وااجعلني ممن إذا ذكرك سكن فؤاده.. واطفئ نار الفزع المشتعل في صدري.. وأعذني من الواسوس التي تعصف عقلي.. ومن المخاوف التي تجتاح قلبي.. واغمرني بنور اليقين.. وأسالك برحمتك أن تزيل عني العناء الذي ينهش روحي.. والفزع الذي يطاردني في ليلي ونهاري.. واجعلني استيقظ كل يوم استبشر بالحياة مطمئنًا بالذكر.. قويًا بك وحدك.. ولا تتركني لنفسي فلا قوة لي على هذه المخاوف التي تحتل قلبي.. ولا صبر لي على هذه الهواجس التي تحاصرني.. ألجأ إليك ملجأ الخائف المستجير.. أسالك أن ترسل لي طمأنينة من عندك تسكن بها جوارحي، وتزيل بها وساوسي، وتبدل بها مخاوفي إلى أمان وقلقي إلى يقين.. واجعلني من عبادك الذين إذا ذكروك اطمأنوا وإذا استعانوا بك استقووا، آمين"