حرب أهلية بصناعة إسرائيلية في غزة.. أبو شباب يتجهز والمقاومة تهدر دمه
حرب أهلية بصناعة إسرائيلية في قطاع غزة، هكذا يبدو المشهد المرتقب في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، ومليشيا ما يعرف بـ القوات الشعبية التي يتزعمها ياسر أبو شباب، المعارض لفصائل المقاومة، عقب إعلانه الحرب على فصائل المقاومة في القطاع لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ ما دفع المقاومة لإعلان الحرب ضده وتصنيفه بـ (مهدور دمه).
أبو شباب يعترف بتعاونه مع إسرائيل لمحاربة حماس
أبو شباب تحدث في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، وقال إن إسرائيل تنقل إليه ومجموعته الأسلحة لمواجهة حركة حماس التي تترأس حرب ضروس ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف أن تل أبيب وجهات أخرى لم يسمها تقدم إليهم مساعدات أخرى من بينها اقتصادية للعمل على إسقاط حركة حماس، زاعمًا أن الشباب الفلسطينيين المنضمين إلى الميليشيا لا ينتمون لأي فكر سياسي، وأن المليشيات تُجري تدريبات ميدانية داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة قائلا: لا سبيل إلى وقف المواجهة المباشرة مع حماس.. ولا سبيل إلى وقف الحرب الأهلية مهما كلّف الأمر.. نحن أصحاب القوة.. وستكون هناك تضحيات وسفك دماء.. سندفع الثمن.
وفي إشارة منه إلى الخدمات التي يقدمها الشاب الغزاوي الهارب من سجون حركة حماس جراء الحرب، أوضح، أنه يتلقى رفقة قواته مساعدات، بما في ذلك مساعدات مالية، من مصادر لم يكشف عنها، وأن الميليشيا التي يتزعمها تعمل في جنوب غزة، في منطقة خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق معه، بهدف المساعدة والدعم لا أكثر، وينفذون مهامًا ضد حركة حماس وباقي فصائل المقاومة عقب تبليغ الجيش الإسرائيلي فقط بتلك المهام العسكرية.
أبو شباب الشاب البالغ من العمر 32 عامًا، يعد أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في قطاع غزة، عقب فراره من أحد سجون حماس إثر غارة جوية إسرائيلية قبل تأسيس تلك المليشيا، ويزعم أيضًا، أنه عقب إسقاط حركة حماس من سدة الحكم في قطاع غزة، ستحكم ميليشيته المعروفة باسم القوات الشعبية القطاع وستكون الوريث في غزة بعد هزيمة المقاومة، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية لا علاقة لها بتسليح القوات الشعبية أو تقديم الدعم لها، وأن التنسيق معها إداريًا فقط.
فصائل المقاومة الفلسطينية تتوعد وتهدر دم أبو شباب ورفاقه
أما فصائل المقاومة فجاء ردها سريعًا على مزاعم أبو شباب، إذ أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، أن المليشيا التي شكلها الخائن (ياسر أبو شباب) منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل، ودمهم مهدور من كافة فصائل مقاومتنا ومنبوذة من عموم أبناء الشعب الفلسطيني.
وتوعدت الفصائل الفلسطينية بأنها لن ترحم أيا من عناصر تلك المليشيات أو من يسلك مسلكهم في معاونة الاحتلال، مؤكدة أن مليشيا أبو شباب ومن على شاكلتها تعتبر أدوات بيد تل أبيب، وتخدم أجندتها تحت غطاء السلاح والحماية العسكرية المباشرة، في محاولة لتأجيج الحرب الأهلية وتحقيق ما فشل الاحتلال في تحقيقه خلال أكثر من عشرين شهرًا من الحرب على غزة.
وقالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، إن ياسر أبو شباب وميليشيته التي يتزعمها: دمهم مهدور من كافة فصائل المقاومة، مشددةً على أن كل من يتعاون مع الاحتلال سيتم التعامل معه كخائن يستحق العقاب، وأن مصير هؤلاء هو مزبلة التاريخ.
حرب أهلية تلوح في الأفق بصناعة إسرائيل
وكانت أمهلته وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس 10 أيام لتسليم نفسه، على خلفية سلسلة من التهم، من بينها الخيانة، والتجسس لصالح جهات أجنبية، وتشكيل خلية مسلحة، والتمرد المسلح، وأكدت حماس أنه في حال عدم امتثاله، فسيُعتبر فارًا من العدالة، وسيُحاكم غيابيًا.
ليرد أبو شباب بأن التهديد الموجه إليه من حركة حماس رفقة فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع لم يكن مُجديًا ولم يُحرّك تهديدهم ومحاكمتهم من قبل حماس مجرد وهم.
وأردف في رده عبر مواقع إعلامية إسرائيلية، أن في الجهة المقابلة على كافة أعضاء حركة حماس أن يُحاسبوا بالتهمة ذاتها، بسبب ارتباطهم بإيران وحركة الإخوان، ووصفهم بأنهم جهات معادية للشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية العليا.
وفي هذه الإطار، تزداد المخاوف من قرب اندلاع حربًا أهلية داخلية في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية التي تتوعد يومًا تلو الآخر بالرد الساحق، وبين مليشيا أبو شباب المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي.




